حوار- مصطفى عبد العظيم
أكد أنطونوالدو نيفيس، الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران، أن الناقلة بدأت فصلاً جديداً من النمو والتوسع، تزامناً مع احتفالها بمرور 20 عاماً على التأسيس، مشيراً إلى الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها الشركة والتي تؤهلها إلى مضاعفة أعداد المسافرين ثلاث مرات والتحليق إلى 100 جهة بحلول العام 2030، لاسيما مع افتتاح المجمع الجديد لمطار أبوظبي.
وكشف نيفيس في حواره مع «الاتحاد»، على هامش معرض سوق السفر العربي 2023، عن خطط الشركة للعام الجاري، والتي تتضمن إضافة 15 طائرة للأسطول، وإضافة ما بين 5 إلى 7 وجهات جديدة للشبكة، متوقعاً نمو أعداد المسافرين بنسبة %30 لتصل إلى 13 مليون مسافر على متن رحلات الناقلة بنهاية العام.
وأشار نيفيس، في أول حوار له مع صحيفة عربية منذ توليه منصبه رئيساً تنفيذياً للاتحاد للطيران في شهر أكتوبر الماضي، إلى أنه يجري العمل على إنجاز خريطة طريق للحفاظ على استدامة نمو الشركة، ترتكز على إعادة تصميم شبكة الوجهات والاستفادة من القدرات التي تتمتع بها إمارة أبوظبي، والنمو القوي للاقتصاد الوطني الذي يتيح للناقلة فرص تسجيل نمو مضاعف بحدود %10 سنوياً، فضلاً عن الآفاق الواعدة لصناعة السياحة والسفر في ظل المشاريع الضخمة التي تشهدها أبوظبي، خاصة في جزيرة السعديات.
وأضاف نيفيس أن الشركة أمامها فرص واعدة لتحقيق النمو والتوسع، والمساهمة بدور محوري في ترسيخ أبوظبي وجهةً محوريةً للسياحة والسفر في المنطقة، وجلب المزيد من السياح إلى الإمارة، بالتعاون مع الشركاء في القطاعات المختلفة، فضلاً عن دورها في ربط الأسواق الرئيسية.
إضافة 15 طائرة
وفيما يتعلق بشأن إمكانية احتياج الناقلة لإضافة المزيد من الطائرات للأسطول، قال نيفيس: «نحن بحاجة لإضافة المزيد من الطائرات، فالأسطول الحالي الذي يضم حالياً 70 طائرة قيد التشغيل يعمل بطاقته القصوى، لهذا سنضيف هذا العام نحو 15 طائرة للخدمة، وقمنا بالفعل بإضافة 5 طائرات، وبنهاية العام سيصل الأسطول قيد التشغيل إلى 80 طائرة».
وأوضح أنه من بين الـ 15 طائرة التي ستنضم إلى الأسطول هذا العام، 3 طائرات جديدة سيتم تسلمها من قبل شركة بوينج في شهر يوليو المقبل من طراز 787 دريملاينر، بالإضافة إلى 12 طائرة يجري إعادة تشغيلها وإدخالها إلى الخدمة، من بينها 5 طائرات تم استئناف تشغيلها بالفعل. وأشار إلى أن هذه الطائرات تشمل 4 طائرات من طراز A380، وما بين 5 إلى 6 طائرات A320 و2 من طراز بوينج 777، و3 طائرات من طراز بوينج 787 دريملاينر، موضحاً أن الإضافات الجديدة تسهم في تعزيز النمو في هذا العام بنسبة 30% في أعداد الركاب و23% في الأسطول.
تسلم طائرات جديدة
وفيما يتعلق بإمكانية طلب شراء طائرات جديدة، قال نيفيس: «مع عودة النمو سيكون علينا إضافة طائرات جديدة للأسطول، ونحن نستقبل بالفعل طائرات جديدة من طلبيات سابقة، سنستمر في تسلمها حتى عام 2030، ونحن نعمل على إعادة التفاوض مع كل من (بوينج) و(إيرباص) بشأن مواعيد تسلمها، وفقاً لخريطة الطريق التي نعكف على إنجازها للسنوات السبع المقبلة».
وأضاف: «لا أرى ما يعوق من إمكانية مضاعفة الشركة لحجم الأسطول بحلول 2030، لكن هل يتوجب أن يكون ذلك ضمن سجل طلبياتنا، فالإجابة لا، لأني أفضل المرونة التي تتيح لنا إمكانية طلب شراء طائرات بفترة قصيرة قبل وقت احتياجنا إليها».
تعزيز شبكة الوجهات
وفيما يتعلق بخطط الناقلة الخاصة بشبكة الوجهات، قال نيفيس «سنضيف عدداً من الوجهات الجديدة إلى الشبكة خلال هذا العام تتراوح بين خمس وسبع وجهات، ولكن بالإضافة إلى ذلك يوجد حوالي من 20 إلى 30 وجهة جديدة نعتقد أنه يمكننا السفر إليها خلال السنوات السبع المقبلة».وأضاف: «أعتقد أن الاتحاد للطيران بإمكانها التحليق إلى 90 أو 100 وجهة خلال السنوات السبع المقبلة، ولكن الأهم من ذلك هو أننا نحاول الآن تعزيز الوجهات القائمة، لذلك أضفنا المزيد من الرحلات الجوية إليها، لقد أضفنا للتو المزيد من الرحلات (دلهي، وإلى مومباي وفرانكفورت) لتصبح رحلتين يومياً، وإلى نيويورك وإلى تورونتو التي نحلق إليها برحلة يومياً حالياً، وكذلك زدنا السعة إلى جاكرتا وبانكوك لتصبح رحلتين يومياً». ولفت إلى أن الشركة تركز حالياً على تعزيز الوجهات القائمة وتلبية الطلب المتزايد عليها، وجعل الشبكة أفضل، من خلال المنتجات للعملاء، وفي الوقت ذاته تكون الشبكة أكثر ربحية.
الأداء والتوقعات
وقال: «إن أداء الشركة خلال الربع الأول من العام الجاري، كان جيداً وجاء متوافقاً مع التوقعات، من خلال تسجيل أكثر من 3 ملايين راكب، لذلك فنحن سعداء بهذا الأداء في الربع الأول الذي يعزز من توقعاتنا بالوصول إلى 13 مليون راكب بنهاية العام الجاري».
إعادة تصميم الشبكة
وأوضح أنه على الرغم من أن شبكة الوجهات ما زالت أقل من مستويات 2019، على صعيد شبكة الوجهات، لكن لم يعد السبب في ذلك هو جائحة كوفيد-19، التي تزامنت مع عملية إعادة هيكلة الشركة، لذلك نحن بصدد إعادة تصميم الشبكة مجدداً، وهذا الأمر قد يستغرق بعض الوقت، وهدفنا ليس العودة إلى مستويات ما قبل الجائحة فحسب، ولكن الهدف هو أن نحقق أفضل مما سجلناه في 2019.
وأشار إلى أنه لتحقيق هذا النجاح، فإننا بحاحة إلى تعزيز عوامل النمو وتحقيق الربحية والحفاظ على استدامة ربحية الشركة التي تعتبر العامل الأهم لأي شركة طيران في العالم تتطلع إلى النمو.
مطار أبوظبي
فيما يتعلق بالمجمع الجديد لمطار أبوظبي، والذي يستوعب 45 مليون مسافر سنوياً، أكد نيفيس سعادته البالغة بهذا المبنى الذي يعد واحداً من أفضل مباني المطارات في العالم، ويعكس رؤية القيادة الرشيدة في أبوظبي للاستثمار في هذا المطار الذي سيحدث نقلة نوعية في صناعة السياحة والسفر في أبوظبي.
وأكد أهمية المجمع بالنسبة للاتحاد للطيران لأسباب عدة أبرزها أنه سيعزز من تقديم أفضل تجربة للمسافرين، بالإضافة إلى ذلك أنه سيلعب دوراً محورياً في تعزيز فرص توسع ونمو الاتحاد للطيران التي لا يصعب توافرها في المبنى القائم حالياً، فعلى سبيل المثال، لمضاعفة حجم الشركة فإننا بحاحة إلى توافر 30 رحلة مغادرة كل ساعة، حتى نتمكن من نقل العملاء في الإطار الزمني الذي يرغبون فيه، فضلاً عن تعزيز الربط بين الوجهات، لذا فإن المحطة الجديدة مهمة جداً لمستقبل الشركة.
نمو التوظيف
عما إذا كان هذا النمو المتوقع في الأسطول وشبكة الوجهات سيواكبه نمواً آخر في التوظيف، أفاد نيفيس بأن الشركة ستقوم هذا العام باستقبال أكثر من ألف موظف جديد، في وظائف مختلفة أغلبها في من الطيارين وطواقم الضيافة الجوية والمهندسين، مشيراً إلى أن الشركة لديها أيضاً برنامج مهم جداً بالنسبة للمواطنين الإماراتيين الذين يتطلعون إلى العمل كطيارين، وأيضاً لدينا برنامج لتدريب المواطنين في مجال هندسة الطيران.
وكشف نيفيس عن استقبال الاتحاد للطيران في التاسعة صباح كل يوم اثنين من الأسبوع ما بين 40 إلى 50 من الموظفين الجدد المنضمين للشركة، وحرصه على استقبالهم والتحدث إليهم، مؤكداً أن التوظيف يشكل أهمية كبيرة بالنسبة للشركة، متوقعاً أن تواصل الشركة القيام بعمليات توظيف خلال العام المقبل لمواكبة النمو المتوقع.
السوق الصيني
أكد نيفيس أن السوق الصيني يشكل واحداً من الأسواق المهمة التي تشكل أولوية بالنسبة لشبكة وجهات الاتحاد للطيران، كالسوق الهندي والأميركي والأوروبي والأسترالي، وهي الأسواق التي تعمل بشكل جيد، مشيراً إلى أن الشركة لديها خطط طموحة بشأن السوق الصيني بعد عودة فتح هذا السوق الذي يمثل إضافة مهمة على صعيد عمليات الشركة، لاسيما في ضوء العلاقات القوية التي تربط الصين مع أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك ليس على صعيد حركة الركاب فقط، وإنما على جانب الشحن أيضاً الذي يسهم بدوره في ما بين 25 إلى 30% من الإيرادات في المتوسط.
وأطلقت الاتحاد للطيران في 28 مارس الماضي، أولى رحلاتها المجدولة بين أبوظبي ومطار بكين داشنغ الدولي، عبر طائرة بوينج 787 دريملاينر، وذلك مع انتقال رحلات الاتحاد للطيران القادمة من أبوظبي إلى مطار بكين داشنغ (PKX) بعد أن كانت تحط في مطار بكين كابيتال الدو.
وكانت الاتحاد للطيران قد وقعت في مارس الماضي مذكرة تفاهم مع خطوط جنوب الصين، لبحث سبل التعاون وإتاحة المزيد من الفرص أمام المسافرين من خلال توفير تجربة سفر معززة.
وفي أعقاب انتقال الاتحاد للطيران إلى مطار بكين داشنغ الدولي (PKX)، والذي يعتبر أيضاً المركز الرئيسي لخطوط جنوب الصين، ستتيح مذكرة التفاهم إمكانية للتوسع على نطاق كبير في اتفاقيات المشاركة بالرمز القائمة، وإتاحة الفرصة للشركاء لاستكشاف طرق جديدة لتعزيز شبكتي الوجهات العالمية إلى أبعد من المراكز التشغيلية التابعة للشركتين، متيحة للمسافرين تجارب سفر ملائمة، قيّمة وعالمية المستوى. وقد ساهم إطلاق رحلات الاتحاد للطيران في شهر أكتوبر من العام الماضي 2022، إلى غوانزو جنوب الصين في تعزيز هذا الأمر.