شريف عادل (واشنطن)
تجاهلت الأسهم الأميركية في تعاملات آخر أيام الأسبوع والشهر ارتفاع المؤشر المفضل لبنك الاحتياط الفيدرالي لقياس التضخم، وما قد يسببه من دفع البنك للإبقاء على سياساته التشديدية لفترات مطولة، فأنهت مؤشراتها الرئيسية التعاملات في المنطقة الخضراء، وسجل مؤشر داو جونز الصناعي أفضل شهوره منذ يناير الماضي.
وخلال تعاملات أمس الأول الجمعة، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 272 نقطة، مثلت 0.8% من قيمته، وارتفع مؤشر إس آند بي 500 بالنسبة نفسها، بينما لم يتجاوز الارتفاع في مؤشر ناسداك نسبة 0.7%. وعلى المستوى الشهري، كانت المؤشرات الثلاثة أيضاً في المنطقة الخضراء، حيث قفز مؤشر ناسداك بنسبة 2.5%، وأضاف مؤشر إس آند بي 500 نسبة 1.5% لقيمته، بينما أنهى مؤشر ناسداك الشهر أعلى قليلاً من النقطة التي بدأه عندها.
وكانت البيانات الصادرة قبل بدء التعاملات الرسمية يوم الجمعة قد أشارت إلى ارتفاع مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي، وهو المؤشر المفضل للبنك الفيدرالي لمراقبة التضخم بأميركا، بنسبة 0.3% خلال شهر مارس. وجاء ارتفاع المؤشر مفاجئاً إلى حد كبير للأسواق، خاصة بعد قيام البنك الفيدرالي برفع معدلات الفائدة الأساسية لديه في آخر 9 اجتماعات، بإجمالي رفع 475 نقطة أساس، لكن البيانات الصادرة أظهرت استمرار التضخم المرتفع على عناده، وهو ما دعم توقعات رفع الفائدة مرة أخرى في اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك يوم الأربعاء القادم.
وبعد نتائج الأعمال عن الربع الأول من العام، التي تم إعلانها خلال الأسبوع المنتهي، أكملت أكثر من نصف الشركات المقيدة بمؤشر إس آند بي 500 نشر بياناتها، وجاء 80% منها على الأقل أفضل من التوقعات، رغم تنامي مخاوف دخول البلاد في ركود خلال الأشهر الأخيرة، فضلاً عن الارتباك الذي سببه انهيار أكثر من بنك أميركي خلال آخر شهور الربع.
وواصل سهم بنك فيرست ريببليك يوم الجمعة أيضاً انهياره، بعد امتناع البنك الفيدرالي ووزارة الخزانة والمؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع عن تقديم دعم استثنائي جديد له. وبعد فقدانه 43% من قيمته في تعاملات اليوم، ورغم إيقاف التعامل عليه أكثر من مرة، بدا واضحاً أن البنك في طريقه ليكون ثالث بنك يخضع لسيطرة المؤسسة الفيدرالية، بعد بنكي سيليكون فالي وسيغنتشر.
وخسر البنك 33% أخرى من قيمته، خلال تعاملات ما بعد ساعات العمل الرسمية في آخر أيام الأسبوع التي تتميز عادة بضعف الأحجام ومحدودية تحركات الأسعار، لينهي اليوم والأسبوع والشهر عند سعر 2.33 دولار، وكان السهم قد استهل تعاملات اليوم بسعر 6.60 دولار.
وطلبت المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع من البنوك الأميركية الراغبة في الاستحواذ على البنك، التقدم بعروضها، أملاً في التوصل لمشترٍ يعفي المؤسسة من التدخل مرة أخرى، واستنفاد ما لديها من نقدية.