يوسف العربي (أبوظبي)
تزايد الطلب على البقالة الإلكترونية خلال شهر رمضان المبارك في دولة الإمارات بنسبة %30، بحسب خبراء ومسؤولين بالقطاع أكدوا أن انتشار تسوّق البقالة إلكترونياً في الدولة شكل نسبة %9 من مجمل المشتريات الإلكترونية، مقارنة بنسبة أقل من %5 في كل من المملكة العربية السعودية ومصر. وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»: إن الشريحة العمرية من الشباب هم الأكثر إقبالاً على شراء البقالة الإلكترونية، منوهين بأن السلع التي تشهد إقبالاً كبيراً على موقع البيع الإلكتروني هي المعلبات، والمنتجات المجمدة، والمشروبات الرمضانية، ومنتجات التمور والحلويات بجميع أنواعها.
ووفقاً لتقرير صادر عن «ستاتيستا» (Statista)، من المتوقع أن يزداد نمو سوق التجارة الإلكترونية في الإمارات العربية المتحدة بنسبة 8.57% خلال الفترة (2023-2027) ليبلغ حجم السوق 60 مليار درهم «16.37 مليار دولار» بنهاية الفترة المشار إليها.
وتوقعت المؤسسة البحثية نفسها أن يصل عدد مستخدمي توصيل البقالة الإلكترونية في الإمارات العربية المتحدة إلى 3.2 مليون مستخدم بحلول عام 2027.
ووفقاً لتقرير صادر عن «ردسير» (RedSeer)، بلغت قيمة سوق البقالة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 4.5 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن يرتفع معدل ذلك النمو السنوي المركب بنسبة 24% ليصل إلى 25 مليار دولار بحلول عام 2030.

إقبال كبير 
وقال فيصل النابودة مدير إدارة التسويق والعلاقات العامة في جمعية الشارقة التعاونية، لـ «الاتحاد»: إن مشتريات البقالة عبر الموقع الإلكتروني التابع للجمعية شهدت طفرة كبيرة خلال شهر رمضان الحالي؛ نتيجة إقبال شريحة كبيرة من المستهلكين على الحلول الرقمية لتدبير احتياجاتهم اليومية.
وأشار إلى أن نسبة مبيعات الموقع الإلكتروني زادت بنسبة تفوق 30% خلال شهر رمضان الجاري مقارنة بالشهر الذي سبقه، لافتاً إلى أن الشريحة العمرية من الشباب هم الأكثر إقبالاً على الشراء الإلكتروني.
ونوه بأن السلع التي تشهد إقبالاً كبيراً على موقع البيع الإلكتروني هي المعلبات والمنتجات المجمدة والمشروبات الرمضانية ومنتجات التمور والحلويات بجميع أنواعها.
وحول متوسط الزمن المستغرق لاستكمال عملية التوصيل، قال النابودة: إن هناك عوامل عدة تلعب دوراً في الوقت اللازم للتحضير الكامل والتسليم في مدة لا تتجاوز 60 دقيقة، حيث تتم هذه العملية عن طريق تطبيق التقنيات الحديثة.
البقالة الإلكترونية
ومن جهته، قال ماكس أفتوخوف، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة يانغو ديلي تك: إن الطلب على البقالة الإلكترونية يتزايد في شهر رمضان المبارك خلال السنوات الأخيرة. 
وأضاف أنه في عام 2022، شهدت مشتريات تطبيقات التسوق خلال شهر رمضان المبارك نمواً بنسبة 64%، مما يشير إلى تحوّل كبير نحو الطلبات الرقمية وهذا الاتجاه باقٍ، خاصة في الإمارات العربية المتحدة باعتبارها السوق الأكثر نضجاً في المنطقة، حيث تبلغ نسبة انتشار تسوّق البقالة أونلاين 9%، في حين أن نسبة انتشار التسوق أونلاين في بعض الدول الأخرى مثل مصر والمملكة العربية السعودية أقل من ذلك (5%)، حسب دراسة «ردسير».

وأضاف: «تقدّم زيادة الطلب على خدمات التوصيل خلال شهر رمضان فرصة فريدة للشركات القادرة على تلبية هذا الطلب بشكل فعال وتقديم تجربة تسوّق سلسة للعملاء، فذلك يمكّنها من تعزيز مكانتها واكتساب ميزة تنافسية في السوق وللاستفادة من فرصة النمو هذه، ومن الأهمية بمكان تسخير التكنولوجيا لتحسين العمليات وضمان الوفاء بالطلبات بفعالية». 
وقال: إن الأسواق والمحلات التجارية في جميع أنحاء البلاد تشهد زيادة في الطلب على السلع الغذائية الاستهلاكية وغير الاستهلاكية بجميع أنواعها. مقارنة بالأشهر الأخرى، يزداد معدل الاستهلاك خلال شهر رمضان بحوالي 30%، مع تركيز خاص على شراء الإمدادات الغذائية والتوابل والمكسرات واللحوم والماشية.
إدارة المخزون
أوضح ماكس أفتوخوف، أن إدارة مستويات المخزون بشكل فعال تشكل أحد التحديات الرئيسة، ويعد تتبع مستويات المخزون في الوقت الفعلي وتحديد العناصر والمنتجات غير المتوافرة على الفور أمراً بالغ الأهمية لضمان تنبيه العملاء لذلك وتمكينهم من اتخاذ قرارات شراء مستنيرة.  وقال: إن التحدي الآخر للبقالة الإلكترونية هو ضمان تنفيذ الطلبات في الوقت المناسب، فغالباً ما تؤدي زيادة الطلب إلى زيادة في أحجام الطلبات، مما يؤدي إلى الضغط على عمليات تنفيذ الطلبات والانتقاء والتعبئة، ما يتطلب ضمان تلبية الطلبات في الإطار الزمني المناسب، خاصة خلال فترات الذروة مثل شهر رمضان. ولفت إلى أنه من أجل النجاح في مثل هذا المشهد المتغير والمتطور بسرعة ولمواجهة هذه التحديات، خاصة في شهر رمضان، من الأهمية بمكان أن تتبنى شركات البقالة الإلكترونية مجموعة حلول تكنولوجية متميزة وموثوقة.
وتساعد أنظمة إدارة المخزون القائمة على البيانات على تحسين مستويات المخزون وتقليل مخاطر نفاد أو زيادة المخزون، وذلك بتوفير رؤية مباشرة لمستويات المخزون وإرشاد عمليات إعادة التعبئة المخزون بصورة فورية، والتنبؤ الدقيق بالطلب، بحسب أفتوخوف.

  •  

روبوتات التجزئة 
أكد ديفيد درونفيلد، المدير العام لشركة سويس لوج الشرق الأوسط أنه بينما يواصل قطاع التجارة الإلكترونية نموّه المتسارع، كونه القطاع الأسرع نمواً في الاقتصاد العالمي، تواجه المستودعات الفردية مزيداً من التقلّب وللاستفادة من هذا النمو في المستقبل، ينبغي على الشركات والعلامات التجارية وتجار التجزئة تلبية توقعات المستهلكين اليوم. 
وقال: إن الطلب المتزايد وضع ضغوطاً على العديد من عمليات الإيفاء مما صعّب من الأمر، لا سيما بالنسبة للشركات التي لم تتبن الأتمتة ولا تزال تعتمد على الأنظمة الآلية التي تفتقر إلى السلاسة والفعالية.
وأضاف أن الروبوتات هي الحل الفعال للتصدي لتحدّيات زيادة الطلب في التجارة الإلكترونية وتقديم المرونة اللازمة، كما أن زيادة توحيد المعايير يمثل مستقبل أتمتة المستودعات لأنه أسرع ويقدمّ عائدات على الاستثمارات بوقت أقصر.
وقال: إن توظيف الروبوتات في هذا المجال لا يؤدي إلى تحسين استخدام الموارد البشرية فحسب، ولكن أيضاً لتقليل أوقات اختيار المنتجات وانتقائها بشكل كبير.

  •  

رفع مستوى رضا العملاء
قال كارل كراوثر، نائب رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في «ألتيريكس»: إن تجارة التجزئة الحديثة تعتمد على الوعد بأن «العميل دائماً على حق»، ويشمل ذلك القدرة على فهم ما يريد أن يشتريه العملاء، ومتى يريدون شراءه، والدوافع أو الاتجاهات الأساسية التي تؤثر على قرارهم بالشراء وتميز هذه العناصر تجار التجزئة الناجحين عن غير الناجحين. 
وقال: إن العامل المشترك في كل ذلك هو تقنية التحليلات التي يمكن الوصول إليها بسهولة، والتي تُعتبر ضرورية لتحويل البيانات الأولية إلى ذكاء أعمال قابل للتنفيذ.
وأكد أنه لا يمكن إشراك العملاء «أونلاين» وفي المتجر بالسرعة والحجم والدقة المطلوبة، إلا بتسخير قوة تقنية التحليلات المتقدمة.