يوسف العربي (أبوظبي)

اتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة العديد من المبادرات التي أسهمت في التشجيع على اقتناء السيارات الكهربائية، حسب التقرير الصادر عن مؤسسة «MarkNtel Advisors» للبحوث والدراسات، والذي توقع تحقيق السوق معدل نمو سنوي مركب بنسبة %28.5 خلال الفترة من (2023-2027).
وأكد التقرير أن الحكومة تتخذ العديد من المبادرات المختلفة لتشجيع اعتماد المركبات الكهربائية من أجل تحقيق أهداف خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بما ينسجم مع أهداف الوصول إلى الحياد الكربوني 2050.
ولفت التقرير إلى أنه في مايو 2022، أصدرت أبوظبي السياسة التنظيمية للبنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية، والتي تشمل المبادئ التي تحكم ملكية وتركيب وإدارة معدات إمداد المركبات الكهربائية وإمدادات الطاقة لمحطات الشحن وآلية التسعير للمستخدمين النهائيين.
وأوضح أن مبادرة الشاحن الأخضر للسيارات الكهربائية التي أطلقتها حكومة دبي ساهمت بشكل كبير في ازداد الاهتمام العام بالمركبات الكهربائية.
ووفق التقرير، لعبت رؤية الإمارات 2021 أيضاً دوراً بارزاً في تعزيز تبني السيارات الكهربائية في جميع أنحاء الدولة، حيث تم تحويل ما يقرب من 20% من سيارات الجهات الحكومية إلى مركبات كهربائية، وهي الخطط التي تتماشى مع تحقيق حجم أسطول يبلغ 42000 مركبة كهربائية بحلول عام 2030.
وقت الشحن 
ونوه التقرير إلى أنه مع تزايد عدد المركبات الكهربائية في الإمارات، تزداد الحاجة إلى محطات شحن موثوقة ومريحة لتحفيز نمو سوق السيارات الكهربائية في السنوات القادمة.
ومن جانبهم يستثمر صانعو السيارات بشكل كبير في إدخال تقنيات متقدمة لتقليل وقت شحن المركبات الكهربائية مع توفير حوافز للمشترين، حسب التقرير.
وذكر التقرير أن المركبات الكهربائية (EVs) تخفف من حدة التغير المناخي السريع لأنها خالية من الكربون ولا تعمل بالوقود الأحفوري.
نظرة مستقبلية  
وأفاد التقرير أن سوق السيارات الكهربائية في الإمارات حالياً لا يزال في مرحلة النشوء، لكنه من المتوقع أن يتوسع بوتيرة استثنائية خلال المرحلة المقبلة. 
ولفت التقرير إلى أن التدفق المتزايد للسياح والمقيمين يؤدي إلى ازدهار صناعة تأجير السيارات بسرعة، ما يشكل جانباً بارزاً آخر من شأنه أن يدفع سوق السيارات الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة على مدى السنوات المقبلة.
ديناميات السوق
وقال: «يؤدي الطلب المتزايد على السيارات الفاخرة في الإمارات إلى خلق فرص مربحة للمصنعين الرائدين العاملين في سوق السيارات الكهربائية للاستثمار في البحث والتطوير من أجل تقديم ابتكارات في كل من تقنيات المركبات والبطاريات، لتلبية احتياجات القاعدة المتزايدة باستمرار من مشتري السيارات الكهربائية وتعزيز راحتهم».
وتضم قائمة العلامات الرئيسة في سوق السيارات الكهربائية في دولة الإمارات شركات رينو، تسلا، شيفروليه، بي إم دبليو إيه جي، هيونداي موتور، نيسان موتور، فورد موتور، بورش، تويوتا موتورز أشوك ليلاند، فولفو، فولكس فاجن.
ويعمل صانعو السيارات بنشاط على تطوير بطاريات عالية السعة وتوسيع البنية التحتية للشحن. بالإضافة إلى ذلك، فإن التوافر المتزايد لمحطات الشحن المحمولة مثل شاحنات الشحن وأجهزة الشحن المحمولة وأجهزة الشحن المؤقتة، هو جانب بارز آخر يخلق اتجاهات جديدة لسوق السيارات الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة للتوسع بشكل كبير في السنوات القادمة.
تجزئة السوق  
وتكتسب المركبات التجارية زخماً في الإمارات العربية المتحدة وتتخذ شكلاً جيداً لسوق السيارات الكهربائية نتيجة إلى ازدهار السياحة والضيافة وصناعات الرعاية الصحية بسبب التدفق المتزايد للسياح لأغراض الترفيه والعلاج وما إلى ذلك.
وتستثمر حكومة الإمارات العربية المتحدة بشكل كبير في مشاريع تطوير البنية التحتية المرتبطة بتوسعات المطارات والفنادق والمنتجعات ومجمعات التسوق والمستشفيات، ما يرفع الطلب على السيارات الكهربائية التجارية في الدولة.
وتطلق الحكومة برامج مختلفة للتخفيف من تغير المناخ، وتشجيع التنقل الأخضر، وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وتشهد الدولة تغلغلاً متزايداً للحافلات الكهربائية في أساطيل النقل العام علاوة على ذلك، وتعمل قطاعات التجارة الإلكترونية والنقل والخدمات اللوجستية المزدهرة بسرعة على تضخيم الطلب على المركبات التجارية عديمة الانبعاثات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالتالي دفع النمو الإجمالي لسوق السيارات الكهربائية.
السيارات الهجينة
تنقسم أنواع السيارات الكهربائية حسب مصدر الطاقة وأولها السيارات المزودة ببطارية (BEV)، والسيارات الكهربائية الهجينة التي تعمل بالكهرباء (PHEV)، والسيارات الكهربائية الهجينة (HEV).  
وتوقع التقرير أن تشهد المركبات الكهربائية الهجينة (HEVs) طلباً متزايداً بشكل كبير في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال السنوات القادمة، ويرجع ذلك أساساً إلى زيادة الطاقة وتحسين كفاءة الوقود وتقليل الانبعاثات والنسخ الاحتياطي الممتاز الذي توفره هذه المركبات، والذي بدوره يمكّن القيادة لمسافات طويلة مع استهلاك أقل نسبياً للبطارية. 
وتم تجهيز HEV بمحرك كهربائي وICE (محرك احتراق داخلي)، والذي يوفر للمالكين مصدر طاقة احتياطياً عند نفاد شحن البطاريات، لذلك زاد اعتمادها في الإمارات العربية المتحدة بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية.