حسام عبدالنبي (دبي)
تبدأ مجموعة السركال، تشغيل مصنعها الجديد في أبوظبي خلال شهر يوليو المقبل، والمختص بإعادة تدوير زيوت الطهي المستعملة وتحويلها إلى وقود حيوي يمكن استخدامه كوقود للطائرات ولتشغيل المصانع والشاحنات الثقيلة، حسب ماهر الكعبي، عضو مجلس إدارة مجموعة السركال.
وقال الكعبي لـ«الاتحاد»: إن المصنع الجديد في أبوظبي يستهدف معالجة 56 ألف لتر يومياً من زيوت الطعام المستخدمة يومياً لإنتاج الوقود الحيوي الذي يعد أقل أنواع الوقود من حيث الانبعاثات الكربونية، ولذا فقد تزايد الاهتمام بإنتاجه من قبل دولة الإمارات. وأضاف أن طيران الإمارات شغلت أول رحلة تجريبية تعمل بالوقود الحيوي بالكامل، ووقعت وزارة البيئة اتفاقيات تعاون مع عدد من المصانع لاستخدام هذا النوع من الوقود في العمليات التشغيلية، مؤكداً أن «مجموعة السركال» تركز على تكثيف جهودها لدعم الاقتصاد الدائري من أجل المساهمة في تحقيق مستهدفات الدولة في الوصول إلى صافي صفر انبعاثات كربونية في عام 2050، ولاسيما بعد إعلان 2023 عاماً للاستدامة في الدولة واستضافة قمة «كوب 28».
توسع خارجي
وكشف الكعبي، أن المجموعة تخطط لتشغيل مصنع لإزالة وإعادة تدوير زيوت وشحوم المنشآت الغذائية في مملكة البحرين خلال العام الحالي، حيث تترقب «مجموعة السركال» الموافقات اللازمة من إحدى وزارتي الأشغال والبيئة في البحرين لبدء التجربة، موضحاً أن المرحلة الثالثة لنقل الخبرة الإماراتية في مجال معالجة شحوم المنشآت الغذائية وتحويلها إلى مواد يمكن إعادة استخدامها، ستتضمن أيضاً النظر في التوسع إلى 3 جمهوريات في وسط آسيا، هي كازاخستان وأوزباكستان وقيرغيزيستان، خلال زيارة وفد من غرفة دبي لتلك الدول.
وأشار الكعبي، إلى نجاح الفريق التقني في «مجموعة السركال» في تطوير التكنولوجية الألمانية المستخدمة في المصنع، بحيث يمكن معالجة جميع المخلفات والتي تختلف من دولة إلى أخرى، حيث أصبح مصنع المجموعة في دبي الأول من نوعه، حيث يجمع بين معالجة المياه ومعالجة المخلفات الصلبة في مصنع واحد لتقيل التكاليف التشغيلية، معلناً أن المجموعة تدرس في الوقت الحالي إنشاء مصنع مماثل يتولى معالجة مخلفات المنشآت الغذائية المختلفة في الإمارات الشمالية.
مذكرة تفاهم
وفي ما يخص توقيع مجموعة السركال، مذكرة تفاهم مع دولة إندونيسيا مؤخراً، أفاد الكعبي، بأن المذكرة تستهدف نقل الخبرة الإماراتية في مجال معالجة مخلفات المنشآت الغذائية من زيوت وشحوم الطعام، وإعادة استخدامها في إنتاج الوقود الحيوي، ومياه الري، والزيوت التي يمكن استخدامها في تصنيع الصابون وبعض مستحضرات التجميل.
وذكر أن مذكرة التفاهم تشمل 3 محاور، أولها عمل دراسة ميدانية تفصيلية لمدينة تانجرانج الإندونيسية لحصر المنشآت الغذائية من فنادق ومطاعم ومقاهٍ، ونوعيات الطعام وآثار مخلفات الطعام والمطاعم على شبكات الصرف الصحي، ثم تحديد أفضل طريقة لإنشاء مصنع هناك لمعالجة زيوت وشحوم الطعام بعد تجميعها ونقلها إلى المصنع على غرار مصنع «السركال إنفايرول» الموجود حالياً في منطقة الورسان في دبي، وأخيراً تحديد الجدوى الاقتصادية المالية لإقامة المصنع وتشغيله بما يحقق المنفعة للجانبين، مؤكداً أنه من المتوقع أن يتم إنشاء المصنع في إندونيسيا باستثمارات من قبل مجموعة السركال بالكامل، مع وضع تصور عن الحاجة إلى توافر دعم مالي من الحكومة الإندونيسية إذا أظهرت دراسة الجدوى الحاجة لذلك.