يوسف العربي (أبوظبي)

ينمو سوق تبريد المناطق في الإمارات العربية المتحدة بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ حوالي %10.12 خلال الفترة 2023-28، حسب التقرير الصادر عن مؤسسة «MarkNtel Advisors» للبحوث والدراسات.
وأكد التقرير أن الإمارات تمسك بزمام المبادرة في تطوير مشروعات تبريد المناطق، باعتباره قطاعاً مهماً موفراً للطاقة، ما يعزز الجهود العالمية لخفض انبعاثات الكربون. وأوضح أن توفير التبريد بالطرق التقليدية عملية كثيفة الاستهلاك للطاقة، وبالتالي تحقق عمليات تبريد المناطق توفيراً كبيراً في استهلاك الطاقة. وتتحقق هذه الفائدة في المدن الكبرى الجديدة والمتطورة في المنطقة، نظراً لأن %70 من إجمالي استهلاك الكهرباء يذهب إلى تكييف الهواء. وقال التقرير إن دبي تخطط لتلبية احتياجات التبريد بنسبة %40 من تبريد المناطق بحلول عام 2030، حيث تبين أن استخدام تبريد المناطق في دبي وحدها يوفر ما يقرب من 650 جيجاوات/ ساعة من الكهرباء في 2020. 
يوفر نظام تبريد المناطق مياهاً مبردة وتكييفاً للمساحة للمستهلكين، ويتم استخدام هذه الأنظمة في مواقع مختلفة، بما في ذلك المنازل ومراكز التسوق ومرافق الإقامة والمطاعم ومخازن التبريد وأماكن العمل والشركات والجامعات وغيرها. ومن أهم الشركات العاملة في هذا المجال في الإمارات إمباور، تبريد، الإمارات ديستريكت كولينج (إيميكول)، بال كولينج القابضة. 
تنفيذ المشروعات
وأوضح التقرير أن الإمارات واصلت تطوير عدد كبير من المشروعات في مجال تبريد المناطق، على عكس الأسواق الأخرى التي عانت من آثار سلبية أو تأخيرات بسبب القيود الحكومية وعمليات الإغلاق التي تم فرضها لوقف انتشار «كوفيد- 19».
وتوقع أن يتم تعزيز السوق بشكل أكبر من خلال أنشطة البناء القوية والمشاريع الجديدة والتقدم التقني في جميع أنحاء الدولة، ومن المرجح أن تصبح صناعة تبريد المناطق أكثر فاعلية وتركيزاً على العملاء؛ لأنها ستعزز الشفافية وتؤسس مساءلة أصحاب المصلحة، وسيسهم فهم المستهلكين لتكلفة تبريد المناطق في زيادة الطلب.
 ولفت التقرير إلى أنه نظراً للفعالية من حيث التكلفة والخدمة طويلة الأجل المصاحبة، تقوم العديد من الشركات في الدولة بتنفيذ أنظمة تبريد المناطق نتيجة لاستخدام طاقة أقل بنسبة 50% من مكيفات الهواء، كما تتطلب أنظمة تبريد المناطق نفقات أولية أقل وصيانة مستمرة.
 وتعد المطارات والمباني التجارية والحرم الجامعي والأبراج السكنية أمثلة على المؤسسات الكبيرة في الإمارات التي تستفيد بشكل كبير من تبريد المناطق. 
ويعتمد النظام على محطة تبريد مركزية تقوم بتبريد شبكتها باستخدام شبكة من الأنابيب المعزولة تحت الأرض لنقل المياه المبردة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن قدرة المعدات على العمل من دون مشكلة لمدة تصل إلى 30 عاماً، تشجع على تبني تقنيات جديدة، وبالتالي دفع نمو الصناعة بشكل أكبر.

فرص النمو 
وتوقع التقرير أن تشهد القدرة الإجمالية لمحطات التبريد الحالية ومشاريع التطوير الجارية تحديثاً مع التقدم التكنولوجي وعلى سبيل المثال، منحت إمباور عقوداً بقيمة 190 مليون درهم «51.73 مليون دولار» لتطوير رابع محطة تبريد في منطقة الخليج التجاري بدبي وعند الانتهاء، سيكون مشروع الخليج التجاري، الذي يتكون من ست محطات تبريد مناطق، أكبر مشروع تبريد مناطق في العالم، بسعة تبريد إجمالية تبلغ 350 ألف طن متري بفضل إنتاج المحطة الجديدة البالغ 50 ألف طن متري.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم الشركات العاملة في هذا القطاع بجمع المياه الباردة لاستخدامها في عملياتهم من البحار والأنهار والبحيرات، لذلك فإن تقنيات إنتاج التبريد السهلة، وتكاليف التشغيل الرخيصة، وقاعدة العملاء الملائمة التي أصبحت ممكنة بفضل التكنولوجيا ستزيد الطلب عليها.
وأشار التقرير إلى عامل آخر يساهم في زيادة انتشار أنظمة التبريد في الإمارات العربية المتحدة، هو قدرتها على تثبيت المعدات عن بُعد، مما يعزز القيمة العقارية من خلال توفير مساحة إضافية للاحتياجات التشغيلية الأخرى، وزيادة الكفاءة التشغيلية للأعمال، وتغذية التوسع في تبريد المناطق.
وعلاوة على ذلك، ونظراً للتوسع في استخدام أنظمة التبريد في مصافي النفط والغاز ومنشآت الإنتاج والمصانع، من المتوقع أن يتوسع السوق عبر القطاع الصناعي، وستعمل هذه الأنظمة على تعزيز النظرة المستقبلية للصناعة، حيث ترتفع درجات الحرارة وتصبح الاستدامة أكثر أولوية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

القطاع السكني 
استحوذ القطاع السكني على حصة سوقية كبيرة في قاعدة عملاء تبريد المناطق، ويمكن أن يُعزى النمو إلى الزيادة السكانية المتزايدة في جميع أنحاء الدولة، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على مشاريع البنية التحتية عالية الجودة، إلى جانب المبادرات الحكومية الواسعة نحو بناء مشاريع الإسكان، وبالتالي زيادة الحاجة إلى أنظمة تبريد فعالة.
وتعد قطاعات الضيافة، والرعاية الصحية، والتجاري والتجزئة، والحكومة والنقل، والصناعي من بين أهم القطاعات نمواً وطلباً على خدمات تبريد المناطق.