حسونة الطيب (أبوظبي)
عام آخر من تطلعات قطاع الزراعة الأميركي، بأداء أكثر قوة، يعززه ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانتعاش الطلب الصيني، ما يعود بالفائدة أيضاً، على موردي الأسمدة وتجار الحبوب.
وتتوقع شركات وساطة تجارة الحبوب مثل، أرشر دانيلز وبُونج المحدودة، استمرار قوة الطلب خلال العام الجاري.
ومن المنتظر، زيادة الطلب على زيوت الطعام وعلف المواشي والمحاصيل الأخرى، فضلاً عن ارتفاع واردات الصين، في أعقاب رفع البلاد القيود التي لازمت فترة انتشار كوفيد-19.
ويتوقع العاملون في تجارة مبيدات الحبوب، دعم هذه العوامل، لأسعار المحاصيل ولوفرة السيولة النقدية لدى المزارعين.
قوة الطلب
ويؤكد خبراء القطاع، أن البيئة الاقتصادية، ستظل شبيهة بما كانت عليه في العام 2022، بما في ذلك، قوة الطلب مقابل شح في الإمدادات العالمية.
وبعد أن أثر تدني أسعار المحاصيل على دخل المزارعين وأرباح الشركات الزراعية، لعدد من السنوات قبل تفشي فيروس كورونا، ساعدت سلسلة من مواسم الحصاد الفقيرة وانتعاش طلب المستهلك، بعد انتهاء الوباء، في ارتفاع أرباح القطاع. وتراجعت إمدادات الحبوب في السنة الماضية، في مناطق مختلفة حول العالم، نظراً لسوء أحوال الطقس، بالإضافة لغزو أوكرانيا من قبل روسيا، واحدة من أكبر مصدري الحبوب في العالم.
ونجم عن شح الواردات، ارتفاع في أسعار القمح والذرة، وزيادة كبيرة وغير مسبوقة في دخل المزارعين الأميركيين، منذ عقود عدة.
تحقيق أرباح
ويبدو أن شركات مثل أرشر دانيلز وبُونج، مستفيدة من نقص المحاصيل ومن عدم الاستقرار التجاري في بعض أنحاء العالم، حيث تمكنت أرشر، من تحقيق أرباح قدرها 60% في العام 2022، بالمقارنة مع 2021، بينما حققت الأخيرة 8% زيادة في أرباحها، وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال.
وبدأت بعض عقبات شح إمدادات المحاصيل، التي أسهمت في ارتفاع الأسعار في السنة الماضية، في التلاشي في الوقت الحالي.
وكجزء من اتفاقية للصادرات مع روسيا، أخذت صادرات الحبوب، في الخروج من ميناء البحر الأسود في أوكرانيا، رغم أنها دون المستوى الذي كانت عليه في الماضي، بحسب بيانات واردة عن وزارة الزراعة الأميركية.
ويرجح بعض مديري شركات القطاع الكبيرة، أن علف المواشي وفول الصويا المستخدم في إنتاج بعض أنواع الوقود الحيوي، والتي دفعت بعجلة أرباح الشركات الزراعية خلال الأشهر القليلة الماضية، يمكن استمرارهما خلال العام الجاري.
وأعلنت شركة كورتيفا، عن تحقيق زيادة في مبيعات الحبوب، قدرها 7% خلال العام 2022، مع ارتفاع بأكثر من 10% في مبيعات المبيدات الحشرية وبعض المنتجات الزراعية الأخرى.
كما أعلنت الشركة، عن زيادة في أسعارها، بنحو 12% خلال الربع الأخير من العام الماضي، بالمقارنة مع نفس الفترة من العام 2021.
تراجع الجفاف
وفي ظل تغيرات الطقس، ربما يتعرض المزارعون، لفقدان أرباحهم. كما أن من المتوقع، تراجع موجة الجفاف، الذي أدى لارتفاع أسعار العلف الجاف والقمح، بعد شتاء زاخر بهطول الأمطار وسقوط الثلوج، في بعض الأجزاء الغربية من أميركا.
وتشير التوقعات إلى تحقيق قطاع الزراعة الأميركي، صافي دخل قدره 138 مليار دولار هذا العام، بتراجع 16% عن 2022، وإلى 141 مليار دولار في 2021.
كما من المرجح، ارتفاع إجمالي المصروفات الزراعية، 4% خلال العام 2023.
تراجعت أسعار الأسمدة، من الارتفاع القياسي الذي كانت عليه في السنة الماضية، بيد أنها تظل فوق المتوسط التاريخي، بينما لا تزال أسعار الطاقة وتكلفة العمالة والأراضي والمعدات، مرتفعة بالنسبة للمزارعين.
ويظل العام الماضي 2022، من بين الأفضل، للعديد من العاملين في الحقل الزراعي، وربما تتراجع بعض الدخول هذا العام، الذي من المنتظر أن يكون مبشراً بخير وفير.