يوسف العربي (أبوظبي)
تحتضن مناطق رأس الخيمة الاقتصادية (راكز) ما يزيد على 16500 شركة من أكثر من 100 دولة وتعمل في ما يفوق 50 قطاعاً، وتضم مستثمرين ورجال أعمال وشركات مبتدئة وصغيرة ومتوسطة وأخرى صناعية تعمل في مختلف المجالات والصناعات، مما يجعلها إحدى أكبر المناطق الاقتصادية إقليمياً.
وتقدم راكز مزايا متعددة، منها خيارات تأسيس شركات منطقة حرة وأخرى محلية، وتتميّز بإجراءاتها المبسطة وخدماتها المتنوعة والمقدمة جميعها تحت سقفٍ واحد.
وتوفّر راكز مجموعة واسعة من باقات تأسيس الأعمال والمرافق المصممة حسب احتياجات العملاء، والتي تشمل مسحات العمل المشتركة والمكاتب والمستودعات وقطع أراضٍ متاحة للتطوير والمشاريع الصناعية بمختلف أحجامها.
كما توفر فرصاً للاستفادة من مناطقها المخصّصة لجميع أنواع الأعمال والاستثمارات، وتشمل مناطق راكز للأعمال والتي تخدم الشركات الصغيرة والمتوسطة، ومركز كومباس للأعمال الذي يستقبل روّاد الأعمال وأصحاب الأعمال الحرة للتمتع بأحدث المرافق وأرقى خدمات دعم الأعمال، والمناطق الصناعية الملائمة للمشاريع الصناعية المتوسطة والكبيرة، ومنطقة أكاديمية التي تحتضن ما يعادل 13 مدرسة وجامعة عالمية مرموقة وتخدم ما يقارب 120 معهداً تعليمياً وعدداً من مزودي الخدمات المتعلقة بالتعليم والتدريب والاستشارات التعليمية.
النمو الاقتصادي
وتأسست مناطق رأس الخيمة الاقتصادية (راكز) استرشاداً برؤية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، لمواصلة مسيرة النجاح التي بدأتها المناطق الحرة بالإمارة منذ أكثر من 20 عاماً، ولتعمل تحت مظلةٍ واحدة ووفق رؤية موحدة ترمي إلى المساهمة في نمو وازدهار اقتصاد إمارة رأس الخيمة ودعم الطموح الاقتصادي للدولة، لتكون الوجهة الاستثمارية الرائدة والمفضّلة لدى رجال الأعمال والمستثمرين القادمين من جميع أنحاء العالم للعمل والعيش في الدولة.
وتلعب راكز دوراً أساسياً في رسم المشهد الاقتصادي لإمارة رأس الخيمة، وتشارك بشكل فعّال في المسيرة التنموية الطموحة للإمارة والتي تعزز تنوع مصادر الدخل وبناء اقتصاد تنافسي قوي، كما تدعم راكز أداء الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، عبر استقطاب الاستثمارات من مختلف أرجاء العالم، كونها حاضنة ازدهار للشركات المحلية والعالمية، وتسهم بحيوية في خلق الطلب على المشاريع الصناعية والخدمات من خلال الأعداد الكبيرة من الموظفين العاملين في شركاتها ومصانعها وحاجتهم لمناطق سكنية ومرافق ترفيهية وعامة ووسائل النقل، بالإضافة إلى الإشغال المتزايد للمساحات التجارية نتيجة للتوسع المستمر في منشآتها.
وتعد راكز موطناً للتجار المحليين والعالمين في مختلف القطاعات والنشاطات مثل التجارة الإلكترونية والتجارة العامة بجميع أنواعها، كتجارة الملابس الجاهزة وتجارة المعدات الهندسية وتجارة المواد الغذائية والخدمات الإعلامية والتسويقية وتجارة مواد البناء وغيرها الكثير، وهي أيضاً موقع مفضل للعديد من المصنعين في عدة مجالات مثل تصنيع المواد الغذائية والمشروبات، ومواد البناء والإنشاءات، وقطع غيار المركبات ومكوناتها، والعطور ومواد التجميل، والمنتجات الدوائية والمعدات الطبية ضمن العديد من النشاطات الأخرى، لتواصل راكز مساهمتها البارزة في تعزيز التجارة الخارجية غير النفطية للإمارة بنمو متصاعد من خلال انتعاش الواردات والصادرات وإعادة التصدير.
وتعمل راكز دائماً على دراسة متطلبات السوق للتعرف على احتياجات المستثمرين، ومن ثم إطلاق منتجات وباقات أعمال مخصصة وجديدة في مختلف القطاعات، لتتيح بذلك للمستثمرين المحتملين الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة التي توفرها. وتواصل «راكز» تنفيذ خططها التطويرية ومشاريع تطوير البُنية التحتية التي تدعم رؤيتها في تحسين بيئة الاستثمار، وتقدم للمستثمرين جميع العوامل والحوافز التي تمكّنهم من توسيع نطاق أعمالهم في الأسواق المحلية والعالمية، وأيضاً الوصول إلى الاستثمار في النهضة الصناعية الكبيرة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة.
شركة جديدة
وتمكنت راكز من استقطاب أكثر من 4200 شركة جديدة إلى مجتمع أعمال راكز في عام 2022، محققة بذلك نمواً في إجمالي عدد الشركات المُسجلة بنسبة 18% مقارنة بعدد الشركات المسجلة في عام 2021.
وسجلت المنطقة الاقتصادية نمواً كبيراً بلغت نسبته 206% في عدد شركات التجارة العامة الجديدة بواقع 413 رخصة، وحلت شركات التجارة الإلكترونية في المرتبة الثانية بنسبة 26%، تليها الشركات الخدمية بنسبة 15% والتجارية بنسبة 9%، ويأتي ترتيب معظم المستثمرين من دولة الإمارات العربية المتحدة والهند وروسيا والمملكة المتحدة ومصر وباكستان.
أولويات راكز
وتضع راكز رضا العملاء في مقدمة أولوياتها، وبات ذلك ملحوظاً من خلال الإجراءات المبسطة التي تضعها الهيئة لتلبية احتياجات المستثمرين في أقصر إطار زمني ممكن وتقديم أفضل تجربة على الإطلاق، حيث تحقق ذلك من خلال البوابة الإلكترونية لخدمة العملاء وتطبيق الهواتف الذكية التي أطلقتهما راكز بهدف إثراء تجربة عملائها من المستثمرين العالميين بالشكل الذي يتيح لهم إمكانية الوصول إلى تشكيلة واسعة من الخدمات بكل سهولة.
وتواصل راكز في تسخير التكنولوجيا الحديثة لتقديم كل ما من شأنه توفير وسائل الراحة لعملائنا من أجل بناء علاقة عمل طويلة الأمد، وستستمر في البحث عن المزيد من الحلول الإلكترونية وتطبيقها في أنظمتنا لمواصلة العمل بكفاءة عالية من أجل تلبية احتياجات العملاء والمستثمرين، حيث قامت راكز مؤخراً بإطلاق «الرخصة الفورية» والتي تتيح لرواد الأعمال الحصول على رخص أعمال عبر استكمال الإجراءات إلكترونياً في زمن قياسي لا يتجاوز 5 دقائق.
ونظراً لعدم اشتراط إجراءات تأسيس الشركة على مستندات أو حضور شخصي، يمكن للمستثمر ببساطة زيارة موقع راكز الإلكتروني واختيار الحزمة المناسبة والنشاط التجاري وتسديد الرسوم، ومن ثم الحصول على الرخصة ومباشرة العمليات التجارية في نهاية المطاف خلال زمن قياسي.
دعم الأعمال
توفر راكز حزمة مميزة من خدمات دعم الأعمال مثل خدمات فتح حسابات مصرفية للشركات، وخدمات الشؤون المالية والتسجيل في نظام ضريبة القيمة المضافة، وخدمات ترجمة المستندات وتصديقها لدى الوزارات والسفارات، والخدمات اللوجيستية وخدمات التوظيف والتدريب والترويج والخدمات الرقمية وغيرها العديد، التي توفر على المستثمرين الوقت والجهد وتتيح لهم التركيز على مشاريعهم وإنجازاتهم، بينما يقوم فريق العمل لدى راكز بالاهتمام بجميع متطلباتهم.
تبادل الخبرات
يعتبر مركز كومباس للأعمال التابع لـ «راكز» ملتقى للمئات من روّاد الأعمال على مدار الأشهر القليلة الماضية لتبادل الخبرات والتجارب وقصص النجاح وفرص العمل المتاحة من خلال سلسلة الندوات وحلقات التواصل التي تنظمها راكز للشركات، والتي تتناول مواضيع مختلفة مثل إثراء تجربة المتعاملين، وأبرز تحديات وإنجازات روّاد الأعمال، ورفع مستوى تجربة المستخدمين للمواقع الإلكترونية، وتبني ثقافة الابتكار في العمل والآثار الناجمة عن فرض الضرائب على الشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويستضيف مركز كومباس للأعمال على هامشه جلسات تواصل تتيح لأصحاب الأعمال الحرة ورواد الأعمال والرحالة الرقميين، وغيرهم من أعضاء مجتمع الأعمال، فرصة تبادل الأفكار حول وسائل التعاون المحتملة بينهم وتكوين شراكات طويلة المدى تعود بالنفع على مسيرة أعمالهم. وتهدف راكز من خلال إقامة هذه الفعاليات المجتمعية للعملاء من مختلف القطاعات، وخصوصاً الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة في مجال التجارة والخدمات وغيرها، إلى تعزيز التواصل بين أعضاء مجتمع أعمالها وتشجيعهم على التعاون والابتكار ودعم نموهم وازدهارهم في مجتمع أعمال راكز، وتحفيزهم لإطلاق العنان لمشاريعهم وابتكاراتهم في مجالاتهم المتخصصة.
مشاريع الاستدامة
أثمرت جهود راكز الهادفة إلى الحفاظ على البيئة بالنجاح، متمثلة في تبنيها لتقنية صديقة للبيئة تعد الأولى من نوعها لمعالجة المياه في محطات التبريد التابعة لها، حيث يعرف نظام معالجة المياه الجديد باسم «برج التبريد»، ويتحكم في تحديد المقاييس ونسبة التآكل والنمو البيولوجي في المياه بشكل آلي بالكامل، دون اللجوء إلى مواد كيميائية، عن طريق استخدام الموجات الكهرومغناطيسية ذات التردد المنخفض للغاية. ويعمل هذا النظام إلكترونياً ولا يتطلب أي تدخل بشري نظراً لإمكانية التحكم به عن طريق المعالجات الدقيقة.
وإضافة إلى تحسين جودة المياه، تعمل راكز على ترشيد استهلاك الطاقة والمياه من خلال هذه التقنية، حيث ستوفر المنطقة الاقتصادية أكثر من 25 جيجاوات ساعة من الطاقة على مدار 5 سنوات والذي يعادل ما تنتجه 2000 مركبة من انبعاثات كربونية، كما سيتم توفير استهلاك أكثر من 14 مليون جالون من المياه، وهو ما يكفي لتعبئة 25 حوض سباحة من النوع المستخدم في بطولات الأولمبياد.