رشا طبيلة (أبوظبي)

دشن مؤتمر إنفستوبيا 2023، رحلة دولة الإمارات لاستقطاب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 550 مليار درهم، بحلول 2031، من خلال المنصة التي تمثل إحدى المبادرات الاستراتيجية الرئيسة ضمن الحزمة الأولى من «مشاريع الخمسين».
وقدّر معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد في اختتام النسخة الثانية من مؤتمر إنفستوبيا أمس في أبوظبي، الاستثمارات التي تم جذبها خلال القمة بنحو 367 مليون درهم (100 مليون دولار)، لافتاً إلى أن حصيلة الشراكات والاتفاقيات  التي شهدتها الدورة الحالية بلغت 14 مشروعاً واتفاقية تعاون.
وقال بن طوق -خلال المؤتمر الصحفي الختامي لمؤتمر «إنفستوبيا» 2023- «إن المؤتمر استقطب أكثر من 2500 مشارك من صناع القرار والمستثمرين والخبراء والأكاديميين والإعلاميين من مختلف أنحاء العالم، من بينهم 1000 مشارك جاؤوا من نحو 40 دولة للمشاركة في «إنفستوبيا 2023» لاستكشاف الفرص العالمية للاستثمار تحت شعار «تصور الفرص في أوقات التغيير».
ومن خلال «I connections» تم عقد 300 اجتماع حيث 60% من الاجتماعات كانت مع صناديق استثمار تدير أكثر من مليار دولار.
وأضاف «نحو 55% من الاجتماعات كانت مع صناديق تحوط و45% مع صناديق رأس مال المخاطر ومؤسسات تمويل خاصة».
وقال بن طوق «رغم أن صناديق التحوط شكلت 40% فقط من عدد المستثمرين إلا أنها حصلت على 55% من الاجتماعات وهو ما يعكس اهتمامات المستثمرين حاليا في ظل التحديات التي تواجه الأسواق العالمية. وأعلن بن طوق عن موعد انعقاد الدورة القادمة من إنفستوبيا 2024 في أبوظبي في الفترة ما بين 28 و29 فبراير المقبل، وقال «خلال الدورات القادمة لإنفستوبيا، سنشهد توسعاً أكبر في هذا النوع من الاجتماعات». وبين بن طوق أن إحدى المنصات التي نعتقد أنها ستحدث نقلة نوعية في الدورات القادمة لـ«انفستوبيا» وهي منصة «الاستثمار» والتي نعمل من خلالها على تشبيك المستثمرين مع الفرص الاستثمارية وصناديق التمويل بمكان واحد.

العقارات والأسهم الخاصة 
وشهدت القمة جلسة بعنوان «العقارات والأسهم الخاصة عالمياً: الاستثمار في بيئة متغيرة»، والتي سلّطت الضوء على الفرص المتاحة للمستثمرين في قطاعات مختلفة من الأسواق.
وأكد ومايكل كامبل، رئيس الاستثمارات العقارية في «مبادلة» تركيز «مبادلة» على الخدمات اللوجستية والائتمان الخاص، مشيراً  إلى توسّع «مبادلة» في آسيا واليابان في 2021-2022، مرجحاً أن ذلك سيظل توجّهاً سائداً.

حلول الأمن الغذائي 
وقدمت جلسة «الأمن الغذائي خلال التغير المناخي» في مناقشاتها نظرة حول السبل التي يمكن لرواد الأعمال اللجوء إليها لإطلاق مشاريع تستبدل الأغذية التقليدية بشكل مبتكر لمواجهة تحديات الأمن الغذائي بشكل مباشر. 
وأشار المتحدثون إلى الحاجة الماسّة لتطوير تقنيات جديدة، مثل المفاعلات الحيوية والتحكم الزمني المؤقت، بهدف الحدّ من التكاليف، والتقليل من آثار الانبعاثات الكربونية بشكل كبير. 

أجندة دبي الاقتصادية (D33)
أكد هلال المري، مدير عام دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، في جلسة عمل بعنوان «أجندة دبي الاقتصادية (D33): اقتصاد جديد»، أهمية إقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص في المجالات الرئيسية، مثل المواهب والبيئة والاجتماعية والحوكمة، يضاف إلى ذلك القطاعات المهمة الأخرى، مثل التمويل والتكنولوجيا والتصنيع.
وتطرق المري أيضاً إلى تأثير اللوائح والقوانين، مشيراً إلى أن اللوائح المناسبة يمكن أن تسرع النمو في الصناعات. وأشار إلى أن القانون الأخير الذي صدر في فبراير الماضي أعطى المزيد من الثقة تجاه الإطار التنظيمي.
وشدد المري أيضاً على أهمية توظيف الحوكمة وأن تكون في مكانها الصحيح لتعزيز الثقة في السوق، لاسيما وأن الإمارات العربية المتحدة تمتلك القدرات المناسبة التي تساعدها على الصمود أمام الضغوط التضخمية والركودية.

اتجاهات الاقتصاد الجديد
وخلال جلسة «تحفيز الاقتصادات الجديدة» قال معالي عمر العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، إنه في الوقت الذي يمكن فيه تحقيق أتمتة عمليات الموانئ بسرعة، نجد أن السيارات ذاتية القيادة تتطلب مزيداً من الدراسة المتأنية للبنية التحتية، ورسم الخرائط واتجاهات القيادة. ويقوم نهج الإمارات على توفير الفرص لكل من يريد نشر التجارب الأولية، ومراجعة تأثير النموذج في ستة أشهر، ومن ثم اتخاذ قرار بالمتابعة أو التوقف.

فرص النمو
وخلال جلسة «فرص النمو في اقتصاد اليوم» أكد مارك أنطاكي، رئيس استراتيجية المحفظة في مبادلة أهمية تحديد الأولويات والفرص القائمة على الاتجاهات العالمية. واستهل حديثه حول رؤية الشركة لمدة تتراوح من 5 إلى 10 سنوات القادمة، والتي تتمحور حول الأسواق الناشئة، والتقنيات الجديدة، وأجندات الأعمال المتعلقة بالمناخ، والعلاقات السكانية. 
من جهته قال ستيفان مونييه، كبير مسؤولي الاستثمار في «لومبارد أودييه»، إن الأدوات الوحيدة المتاحة لمكافحة التضخم تشتمل على السياسة النقدية والأتمتة. وحول توقعاته لمؤشر «إس آند بيه 500»، ذكر أنه سينهي العام 2023 بانخفاض قدره 50 نقطة عن مستواه الحالي.