حسام عبدالنبي (دبي) 

تبدأ جمعية أمناء خزائن الشركات العالمية (ACT)، تدريب 50 مواطناً ومواطنة إماراتيين في المرحلة الأولى لتأهيلهم للعمل في مجال إدارة الخزائن والسيولة النقدية، بعد توقيع مذكرة تفاهم مع أكاديمية سوق أبوظبي العالمي خلال العام الماضي، بهدف تفعيل التعاون بينهما وتدريب 200 مواطن ومواطنة عبر برامج متخصصة والتعاون في مجال فرص تدريب القيادات، حسب كارولين ستوكمان، الرئيس التنفيذي لجمعية أمناء خزائن الشركات.
وأكدت ستوكمان في حوار مع «الاتحاد»، أن الطرفين سيعملان على استكشاف سبل تعزيز وإنشاء الدورات التدريبية المتخصصة لإعداد الكوادر في مجال أمانة الخزانة، والتي ستمكّن المرشحين الناجحين من الحصول على شهادات معتمدة، من بينها، «شهادة أساسيات إدارة الخزانة» و«شهادة في الخزانة» و«جائزة إدارة السيولة النقدية الداخلية»، من بين شهادات أخرى رفيعة المستوى.
وقالت ستوكمان، إن تلك الشراكة مع سوق أبوظبي العالمي تأتي من أجل تعزيز التزام الطرفين بدعم رؤية الإمارات 2030 وترسيخ مكانة أبوظبي كمركز مالي وتجاري عالمي، مشيرة إلى أن التدريب سيكون حضورياً أو «أون لاين» من أجل رفع مستوى مهارات الكوادر الوطنية في دولة الإمارات من خلال التدريب المشترك، وتجهيز المتدربين ووضعهم على المسار المهني الصحيح في قطاع إدارة الخزانة وتمويل الشركات، حيث يمكن التدريب حضورياً أو «أون لاين» من أجل إتاحة فرصة التدريب للعاملين في الشركات، وبحيث يمكن للمتدرب التمرين المبدئي على مدار شهر أو أكثر، ثم التدرج في التدريب والحصول على شهادة متخصصة بعد اجتياز مراحل تدريبية متقدمة لمدة تصل إلى 18 شهراً.

دور الإمارات  
وقالت ستكومان، إن دولة الإمارات لعبت دوراً مهماً وفعالاً في تشجيع مفهوم أمناء الخزانة بحيث أصبح دور أمناء الخزانة أكثر وضوحاً في منطقة الشرق الأوسط مقارنة بـ 15 عاماً الماضية، فيما تعتبر المملكة المتحدة الأكثر تقدماً عن بقية الدول في مجال أمناء الخزانة، تليها الولايات المتحدة الأميركية ثم منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأخيراً أفريقيا، منبهة إلى أهمية وجود وظيفة أمين خزانة متخصص في الشركات العائلية والشركات الكبيرة وعدم الاكتفاء بوجود عدد من المحاسبين القانونين المعتمدين فقط أو الاعتماد على البنوك، وذلك من أجل متابعة التدفقات النقدية وإدارة النقد ودراسة الفرص الاستثمارية بشكل أكثر واقعية، حيث يركز المحاسب عادة على تحليل النتائج المالية عن الفترات المالية السابقة من دون توقع المستقبل والتركيز على المعاملات في المستقبل، ودراسة أفضل الفرص المتاحة لإدارة النقد ومواجهه التحديات الخاصة بتغير أسعار صرف العملات.

تراجع الثقة 
وفيما يخص دور أمناء الخزانة وتراجع الثقة في الشركات المتخصصة في إدارة الثروات وإدارة النقد بعد الأزمة المالية العالمية التي حدثت في عام 2008، أقرت ستوكمان، بأن الأزمة المالية العالمية أحدثت صدمة وحالة من عدم الثقة في البنوك والشركات العاملة في تخصصات مختلفة. 
وأوضحت أن تلك الأزمة أدت إلى زيادة التدريب في البنوك وتشديد القواعد التنظيمية من أجل زيادة قوة البنوك وتقنين الحرية التي كانت متاحة لها في السنوات التي سبقت الأزمة، مشددة على أنه لولا حدوث الأزمة المالية العالمية في 2008 والدروس المستفادة منها، لما استطاع العالم وضع القواعد التنظيمية التي مكنته من تجاوز تداعيات جائحة «كوفيد -19»، عبر إدارة الأصول والتدفقات النقدية والالتزامات بشكل أفضل.

عضوية الجمعية
ورداً على سؤال عن جمعية أمناء خزائن الشركات (ACT) وعقد منتداها السنوي الثاني في دبي، أجابت ستوكمان، بأن الجمعية تعد منظمة ليست ربحية ولديها محتوى رقمي لتعريف المهتمين بمستجدات أمناء الخزانة والاستثمارات، وتضم في عضويتها نحو 6 آلاف عضو مؤهل في حوالي 90 دولة، وتتولى التواصل مع أكثر من 65 ألف عميل في أنحاء العالم من أجل التأهيل والتعريف بالقواعد التنظيمية والرقابية الجديدة والتكنولوجيات المستحدثة في الدول المختلفة، وتوقع مستقبل مجال إدارة الخزينة. 
وأشارت إلى أن الجمعية نشطة وتعمل في هذه المنطقة منذ 15 عاماً ولها مكتب في دبي، برئاسة جيمس آدامز، وتتعامل مع عدد كبير من الشركات مثل «مبادلة» ومجموعة شلهوب و«الفطيم» وغيرها. وأضافت أن المنتدى السنوي الثاني الذي عقد بدبي في 23 فبراير الجاري ركز على دور التكنولوجيا المالية والابتكار، وسلط الضوء على كيفية تكيف إدارات الخزانة لتسخير التكنولوجيا المالية، واحتضان عالم الواقع الافتراضي (الميتافيرس) وما بعده، والنظر في تأثير العملات المشفرة، مع التركيز على إدارة النقد، وأسواق رأس المال الرقمية، مشيرة إلى أن جمعية أمناء خزائن الشركات تستضيف قمة الخزانة السنوية في الشرق الأوسط، والتي دخلت الآن دورتها الرابعة عشرة هذا العام، حيث ستعقد القمة التالية في 24-25 أكتوبر، بمشاركة 800 متخصص من كل أنحاء المنطقة، حيث استقطبت القمة الأخيرة التي عُقدت في دبي في سبتمبر 2022، أكثر من 640 مشاركاً من المنطقة وأكثر من 60 متحدثاً.

توقع المستقبل
أشارت كارولين ستوكمان، الرئيس التنفيذي لجمعية أمناء خزائن الشركات، إلى أن التكنولوجيا تلعب دوراً رئيساً في الاستثمار، عبر التحول إلى مفهوم الاستثمار الرقمي، من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لتجميع وتحليل البيانات الكثيرة في مجال إدارة النقد وأمناء الخزانة.
وقالت إنه، على سبيل المثال، يمكن استخدام التكنولوجيا للحكم بشكل أكثر دقة لحماية التدفقات النقدية وتوقع السيناريوهات المستقبلية ومعرفة الفرص المتاحة في الدول المختلفة، مؤكدة أنه في كثير من الأحيان توجد صعوبات في الحكم على البيئة الاستثمارية بسبب أنه في بعض الأحيان يتم توفير بيانات غير حقيقية أو نظرة متفائلة عن البيئة الاستثمارية في الدول المختلفة، ما يتطلب وجود حكم دقيق من خلال تحليل تلك البيانات عبر التكنولوجيا.
وأضافت ستوكمان، أن التكنولوجيا يمكن أن تسهم في تطوير الاستثمارات من خلال إتاحة عدة أدوات تساعد أمناء الخزانة على تجميع المعلومات والنظر إلى عدة اختيارات، منوهة بأنه من خلال التكنولوجيا يمكن للمستثمر أيضاً معرفة الفرص الاستثمارية واختيار الأفضل منها من خلال الحكم على البيئة الاستثمارية بشكل أكثر دقة في الوقت الحالي، وتوقع المستقبل، والتنبؤ بالأزمات مع وضع السيناريوهات المختلفة للتعاطي مع التغيرات التي يمكن أن تحدث في المستقبل.