بقلم توماس براموتيدهام، الرئيس التنفيذي لشركة "بريسايت لحلول الذكاء الاصطناعي"
تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولاً رقمياً متسارعاً يسهم في تحويلها إلى مركز حيوي للابتكار ويمكّنها من مساعدة الحكومات والشركات والمجتمعات على استخدام التقنيات المتقدمة لاتخاذ قرارات مدروسة وواعية.
وتتزايد وتيرة استخدام تحليلات البيانات الضخمة المدعمة بالذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ، الأمر الذي يسرّع عملية جمع كميات هائلة ومتنوعة من البيانات وتحليلها ويساعد على التنبؤ بشكل أكثر دقة وإنتاج معلومات ورؤى تحليلية مفيدة لدعم عملية اتخاذ القرار بشكل واسع في مختلف القطاعات.
توماس براموتيدهام الرئيس التنفيذي لشركة "بريسايت لحلول الذكاء الاصطناعي"
عندما كانت الإمارات تستعد لاستقبال الزوار من جميع أنحاء العالم في معرض إكسبو 2020 دبي، استشرفت الدولة فرصة مثالية لاستعراض الحلول المبتكرة التي أصبحت تُستخدم حالياً لبناء مجتمعات أذكى وأكثر استدامة.
وبعد عام تقريباً على انتهاء أكبر معرض إكسبو عالمي حتى الآن، يعكس نجاح هذا الحدث الإمكانات التي تتمتع بها تحليلات البيانات الضخمة المدعمة بالذكاء الاصطناعي التي كان لها دور محوري في توفير بيئة آمنة للزوار وتعزيز سلاسة العمليات لمثل هذا الحدث الضخم.
لقد حقق معرض إكسبو 2020 دبي نجاحاً باهراً عقب استقباله 24 مليون شخص تقاطروا لزيارة الإمارات في فترة اتّسمت بانتشار ممارسات التباعد الاجتماعي وتطبيق اشتراطات السلامة وإجراءاتها، لكن هذه الممارسات عولجت بالمقابل عبر استخدام التقنيات المدعمة بالذكاء الاصطناعي التي راقبت أكثر من 100 ألف زائر و6500 مركبة يومياً وساعدت على إصدار تنبيهات فورية للاستجابة للحوادث الأمنية المكتشفة.
كما تم استخدام نحو 12000 كاميرا في أنحاء موقع المعرض البالغة مساحته 4.38 كيلومتر مربع، وكان البث المباشر لهذه الكاميرات يصل إلى منصة سحابية لتحليلات الفيديو عملت على تسخير الذكاء الاصطناعي لتحديد مجموعة واسعة من السيناريوهات الأمنية وإدارة الحشود الكبيرة من الزوار.
ووفرت هذه المنصة معلومات ورؤى تحليلية فورية على مدار الساعة بشكل أتاح لفرق العمليات والأمن التركيز على سلامة الجميع والاستجابة بكل كفاءة وفعالية لأي تهديدات أمنية محتملة.
كما تم تعزيز إجراءات السلامة باستخدام أجهزة الأشعة السينية وكاشفات المعادن وكاشفات تتبع الأجهزة الإلكترونية، إضافة إلى إدارة دخول المركبات من خلال الأتمتة الذكية. وساعدت تلك الإجراءات على توفير بيئة آمنة داخل المعرض.
لقد تم إيلاء سلامة الزوار أهمية كبرى عند افتتاح معرض إكسبو 2020 دبي في وقت كانت بقية دول العالم تعاني من تداعيات وباء كوفيد-19 وآثاره السلبية على السفر وتسببه بإغلاق العديد من الدول لحدودها أمام المسافرين.
كان لمعرض إكسبو 2020 دبي دور هام في استعراض الأثر التحولي لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة التي وفرت معلومات ورؤى قيّمة لدعم عملية اتخاذ القرار وضمان سلامة الزوار وأمنهم وتحسين كفاءة العمليات. وأسهم نجاح المعرض في تمهيد الطريق لمرحلة جديدة تماماً من إدارة الفعاليات الضخمة، حيث يتم تطبيق تقنياته المتقدمة الآن في العديد من الفعاليات والمعارض الأخرى في الإمارات وخارجها.
لكن استخدام تحليلات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي لا ينحصر في الفعاليات الضخمة، بل يتم استخدامها بشكل متزايد في العديد من القطاعات للاضطلاع باكتشافات وتطبيقات جديدة بشكل يومي. إن تطبيق تحليلات البيانات الضخمة يمكّن المؤسسات من تحليل كميات هائلة من البيانات لإنتاج أفكار ورؤى جديدة بوتيرة سريعة، كما يساعدها على تحديد الفرص التي لم تكن متوفرة من قبل.
وعندما يتم استخدام تحليلات البيانات الضخمة المدعمة بالذكاء الاصطناعي في قطاعات مختلفة، مثل الخدمات الحكومية العامة والخدمات المالية والرياضة، فإنها تزوّد المؤسسات بمعلومات وأدوات قيّمة تساعدها على اتخاذ قرارات واعية ومدروسة والاستجابة بالشكل المناسب لإحداث تغيير اجتماعي إيجابي وملموس.
إن النهج الريادي الذي تطبقه منطقة الشرق الأوسط في تبني التقنيات المتقدمة وتوفير البنية التحتية الحديثة والبيئة التنظيمية الداعمة يساعد دول المنطقة على تعزيز مكانتها كمركز عالمي حيوي للابتكار، ويمكّنها كذلك من قيادة مسيرة التحول الرقمي ودفع وتيرة النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة للمواطنين والسكان.
لقد استخدمت المنظومة التقنية الذكية والمستدامة لمعرض إكسبو 2020 دبي تحليلات فيديو متقدمة ومنصة تحليلات شاملة ومدعمة بالذكاء الاصطناعي من شركة "بريسايت لحلول الذكاء الاصطناعي" التي تعد الشركة الدولية الرائدة في المنطقة لتحليلات البيانات الضخمة المدعمة بالذكاء الاصطناعي.
تعمل بريسايت على الجمع بين البيانات والتقنيات وأبرز الكفاءات المتخصصة للاستجابة للتحديات الراهنة وتقديم حلول فعالة في جميع القطاعات على اختلاف أحجامها. كما تقوم بجمع البيانات من كافة المصادر لدعم عملية اتخاذ القرار بناءً على المعلومات والرؤى التحليلية بهدف بناء مجتمعات أكثر أماناً وصحة وسعادة واستدامة، وذلك انطلاقاً من مهمتها الرامية إلى إحداث تغيير إيجابي وملموس ومساعيها المستمرة لبناء مستقبل أفضل.
ومع استمرار جهودنا لاستكشاف المشهد التقني المتنامي وتحسين جودة حياتنا اليومية، لا بدّ لنا أن نستذكر الدروس المستفادة من فعاليات هامة مثل معرض إكسبو 2020 دبي الذي أثبت بشكل جليّ أهمية التكنولوجيا في مساعدتنا في التغلب على أكبر التحديات والأزمات عند استخدامها بالشكل الصحيح.