حسام عبدالنبي (دبي) 

توقع خبراء وتقارير لشركات استشارات متخصصة، نمو الطلب على الوحدات العقارية فائقة الفخامة في دولة الإمارات، بنسبة %20 خلال العام الحالي نتيجة لزيادة اهتمام أصحاب الثروات الفائقة من أوروبا والولايات المتحدة. وصنفوا دولة الإمارات، واحدة من أهم الوجهات العالمية لاستقطاب الاستثمارات في قطاع العقارات الفاخرة، مرجعة ذلك إلى أن الدولة أصبحت من الوجهات المفضلة عالمياً للأفراد ذوي الملاءة المالية العالية، بفضل نمط الحياة الأفضل، والمزايا الضريبية الجذابة للدولة، والاستقرار السياسي والاقتصادي، الأمر الذي يشجع الأثرياء على اللجوء إلى ملاذات آمنة، تحمي استثماراتهم وتنميها.

وجهه الأثرياء
وأكد تقرير يونيك بروبرتيز، وكالة الاستشارات التي تتخذ من دبي مقراً لها، أن دولة الإمارات أصبحت إحدى الوجهات المفضلة عالمياً للأفراد ذوي الملاءة المالية العالية، بفضل المزايا الضريبية الجذابة للدولة، حيث ازداد عدد المشترين في قطاع العقارات الفاخرة في دبي، لا سيما الروس والهنود والصينيين والبريطانيين والباكستانيين والفرنسيين.
ورصد التقرير توجهاً ملحوظاً نحو شراء العقارات الفاخرة في دولة الإمارات بعد أن شهدت دبي زيادة بنسبة 18% في عدد أصحاب الملاءة المالية العالية خلال الأشهر الستة الأولى من العام الماضي. وتوقع أن تتفوق دبي على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في جذب أصحاب الملايين على مستوى العالم خلال عام 2022، وأن يستمر تنامي الاستثمار في قطاع العقارات الفاخرة في دبي، بالتزامن مع تزايد عدد الأفراد ذوي الملاءة المالية العالية الذين ينتقلون للعيش في الدولة، معتبراً أن ارتفاع الأسعار في قطاع العقارات الفاخرة يمثل مؤشراً إيجابياً يعكس استمرار الارتفاع في الطلب، ومدللاً على ذلك بأن سوق العقارات في دبي احتل المرتبة الرابعة على مستوى العالم من حيث النمو في تكلفة العقارات الفاخرة خلال النصف الأول من عام 2022.

الحياة الأفضل  
ولفت آراش جليلي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «يونيك بروبرتيز» في دولة الإمارات، إلى أن غالبية المشترين يقبلون على سوق العقارات السكنية الفخمة لأسباب تتعلق بنمط الحياة، بما في ذلك المساحة الإضافية ونوعية الحياة الأفضل، متوقعاً أن يواصل الاستثمار في قطاع العقارات الفخمة النمو نتيجة تزايد نسب الأثرياء في الإمارة، بفضل الإقبال الكبير على التأشيرة الذهبية، واللوائح التنظيمية العقارية التي تحمي مصالح المستثمرين، إلى جانب حوافز الملكية الكاملة للأعمال التجارية.
وأشار جليلي، إلى أنه رغم ارتفاع أسعار العقارات في دبي، إلا أنها لا تزال تحتل المرتبة الـ 23 في قائمة أكثر المدن شعبية في العالم بالنسبة للمقيمين من أصحاب الثروات الكبيرة، حيث يقطنها أكثر من 65 ألف مليونير، مبيناً أن تزايد أعداد الأشخاص ذوي الملاءة المالية العالية الذين ينتقلون للعيش في دولة الإمارات يسهم في جعل دبي واحدة من أغنى 20 مدينة في العالم بحلول عام 2030، مما يسمح بضخ المزيد من الاستثمارات في قطاع العقارات الفاخرة في الدولة.

نمو الطلب
وذكر تقرير لشركة «متروبوليتان بريميوم بروبرتيز» أن سوق العقارات في دبي شهد في عام 2022 بيع 826 وحدة عقارية فائقة الفخامة بقيمة إجمالية بلغت 29 مليار درهم، مع توقعات بأن يشهد الطلب نمواً بنسبة 20% خلال العام الجاري، نتيجة لزيادة اهتمام أصحاب الثروات الفائقة من أوروبا والولايات المتحدة. وأشار التقرير إلى أن استمرار الارتفاع الحاد في أسعار العقارات الفخمة في دبي لن يؤثر على نمو الطلب، لافتاً إلى أن أغلى فيلا تم بيعها في دبي في العام الماضي، تقع في نخلة جميرا، وتم بيعها مقابل 600 مليون درهم، كما تم بيع فيلا أخرى في صف المليارديرات بنخلة جميرا مقابل 302.5 مليون درهم، وأدرج قسم Penthouse.ae التابع للشركة مؤخراً فيلا فائقة الفخامة في نخلة جميرا تبلغ قيمتها 800 مليون درهم.

العيش والعمل  
وأكد بيتري مانيلا، مدير المبيعات في Penthouse.ae أن «الشركة رصدت اهتماماً غير مسبوق من أصحاب الثروات الفائقة الذين يبدون رغبة في الانتقال إلى دبي إما للعيش أو للعمل فيها، حيث تمت ملاحظة أن أكثر من 75% من المشترين ينتقلون بشكل دائم إلى دبي؛ لأنهم يعتبرون المدينة وجهة آمنة ومستقرة، وقد جذبت الإمارات في العام الماضي حوالي 4000 مليونير، مع توقعات بأن يستمر هذا الاتجاه في النمو».
وقال إن الطلب على المساكن فائقة الفخامة في دبي بلغ مستويات غير مسبوقة، مع استمرار حالة عدم التيقن في الوضع السياسي والاقتصادي في الأسواق الغربية الغنية وروسيا وآسيا، الأمر الذي يشجع الأثرياء على اللجوء إلى ملاذات آمنة، يمكنهم فيها حماية استثماراتهم وتنميتها.
وأضاف أن قطاع العقارات الفاخرة يمثل قطاعاً جديداً تماماً في سوق العقارات في دبي، حيث كانت مثل هذه العقارات نادرة للغاية قبل عامين فقط، أو حتى شبه معدومة، مرجحاً أن يتجاوز حجم الصفقات في هذا القطاع خلال العام الحالي ليتجاوز حاجز الـ 35 مليار درهم.
وأكد مانيلا، أن المستثمرين من أصحاب الثروات المرتفعة يعتبرون السبب الرئيسي وراء الزيادة السريعة في أسعار العقارات في دبي، والتي بلغ متوسط نسبتها 8.72% عبر جميع القطاعات، وفقاً لإحصاءات دائرة الأراضي والأملاك في دبي، منوهاً بأن إحصاءات الدائرة أفادت بأن المستثمرين من أصحاب الثروات الفائقة في المناطق الرئيسية بالمدينة ساهموا بمضاعفة متوسط سعر الشقق الفاخرة.

توفير الاستقرار والجودة 
صنف تقرير شركة «سَفِلز»، الرائدة عالمياً في مجال الاستشارات العقارية، دبي وجنوب فلوريدا ونيويورك في صدارة الوجهات العالمية للمساكن التابعة لعلامات تجارية فاخرة، بناء على مستويات العرض الضخمة من المشاريع المُكتملة والمستقبلية فيها. وقال: إن هذه المناطق نجحت في بناء أسواق للعقارات الفاخرة واستقطاب مجموعة واسعة من المشترين المحليين والعالميين، بالاستفادة من نشاطها التجاري والثقافي الكبير، مشيراً إلى أنه من المرجح أن تشهد دولة الإمارات زيادة بنسبة 22% في أعداد العائلات ذات الملاءة المالية العالية، ما يمثّل بادرة مبشرة لسوق مشاريع المساكن التابعة لعلامات تجارية فاخرة. وقال ريان إيتاني، رئيس قسم استشارات المشاريع العقارية السكنية العالمية في شركة سَفِلز، إن قطاع المساكن التابعة لعلامات تجارية فاخرة أثبت مرونة وقدرة كبيرة على التأقلم مع ظروف السوق العالمية الصعبة، حيث وفر الاستقرار والجودة الموثوقة للمشترين من جهة، والعائدات الجذابة لشركات وعلامات التطوير العقاري من جهة أخرى، معلناً أن القطاع يمضي في مسيرة التوسع والنمو على المدى القصير، في ضوء التخطيط لمشاريع ضخمة في مناطق متنوعة، وتأكيد شركات وعلامات التطوير العقاري على التزامها بدعم القطاع.