يوسف البستنجي (أبوظبي)
افتتحت آيروفارمز، الشركة المتخصصة عالمياً في مجال الزراعة العمودية الداخلية، بحضور معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، أمس رسمياً، مزرعة آيروفارمز، في منطقة مصفح بأبوظبي، وهي أكبر مزرعة عمودية داخلية متطورة، تركز على البحث العلمي والتطوير في دولة الإمارات والشرق الأوسط.
وتسهم آيروفارمز، بتطوير الزراعة البيئية المستدامة الخاضعة للرقابة، والزراعة العمودية الداخلية للمساعدة في مواجهة تحديات سلاسل توريد المنتجات الزراعية على مستوى العالم.
وتركز المزرعة الجديدة على أحدث التطورات للزراعة العمودية الداخلية والابتكار والتكنولوجيا الزراعية، وتحظى هذه المزرعة بدعم من مكتب أبوظبي للاستثمار في إطار مساعيه الرامية لخلق فرص استثمارية مستدامة تعزز الجيل التالي من تقنيات الزراعة المستدامة في البيئات القاحلة والصحراوية.
وتمتد مزرعة آيروفارمز على مساحة 65 ألف قدم مربعة، وتعد أكبر مزرعة في العالم للزراعة العمودية الداخلية والأبحاث العلمية والتطوير، حيث ستقود المزرعة جهود الابتكار لإيجاد الحلول لبعض أكثر التحديات الزراعية إلحاحاً في العالم.
ونجحت آيروفارمز، بتوظيف عدد من الكفاءات المحلية الرئيسية، وتستهدف توظيف أكثر من 60 مهندساً وخبيراً في علوم البستنة في مختبراتها التقنية المتقدمة لإجراء الأبحاث الحسية ودراسات التنميط الظاهري الدقيق، والتحليل الكيميائي للنباتات، وكذلك الأبحاث المرتبطة بالجيل التالي من التصوير والتعلم الآلي والروبوتات والأتمتة.
أنظمة غذائية أكثر استدامة
وقالت معالي مريم المهيري إن هذا يعتبر إنجازاً رائعاً ليس فقط لشركة إيروفارمز، ولكن أيضاً لقطاع التكنولوجيا في كل من الإمارات العربية المتحدة والمنطقة.
وأضافت: «افتتحت النسخة الأولى من منتدى تحويل النظم الغذائية في القمة العالمية للحكومات، حيث كان من المهم مناقشة الحلول لجعل أنظمتنا الغذائية أكثر استدامة، ومن المؤكد أن استخدام الابتكار في قطاع الزراعة هو أحد تلك الحلول».
وقالت: «تكمن قوتنا في البنية التحتية اللوجيستية الممتازة، وشراكاتنا طويلة الأمد وذات المصداقية، وبيئة الاستثمار الجذابة والمنافسة للغاية».
وأوضحت معاليها: في الوقت الحاضر، تتم تلبية أكثر من 80% من احتياجاتنا الغذائية عن طريق الاستيراد.
وأضافت «إن الاعتراف بالتحديات باستمرار في نظام الغذاء العالمي، هو خطوة أساسية نحو الحفاظ على الأمن الغذائي والتنوع، ولا يمكن القيام بذلك إلا من خلال ما نراه هنا اليوم من إشراك القطاعين العام والخاص والمنظمات الدولية والمجتمع، والأوساط الأكاديمية. هذا الترابط بين المعرفة والخبرة هو طريقة دولة الإمارات العربية المتحدة للحفاظ على قطاع حديث ومستقبلي».
وقالت معاليها: «هذا عام مهم للغاية بالنسبة لنا. إنه (عام الاستدامة)، وأيضاً العام الذي تستعد فيه دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة COP28».
التعاون البحثي
وتساهم «آيروفارمز» بدور رئيسي في تطوير منظومة التكنولوجيا الزراعية في إمارة أبوظبي من خلال التعاون البحثي الوثيق مع نخبة من الشركات والجامعات المحلية لمعالجة التحديات الزراعية في المناخات الصحراوية والقاحلة.
ووقعت آيروفارمز اتفاقية تعاون رسمية مع شركة «سلال» لمواصلة جهود العمل البحثي والاستكشافي التي انطلقت بموجب مذكرة تفاهم سابقة. ووقع على هذه الاتفاقية كل من ديفيد روزنبرغ، الرئيس التنفيذي، الشريك المؤسس لشركة آيروفارمز، وسالمين عبيد العامري، الرئيس التنفيذي لشركة سلال.
ومن المتوقع أن يركز هذا التعاون على تحسين علوم الوراثة النباتية، وتعزيز جودة شتلات أصناف الخضراوات والفواكه لتصبح أكثر تحملاً لأجواء المنطقة القاسية، وتعد جودة الشتلات عاملاً أساسياً في تكوين المحاصيل ونموها وإنتاجيتها. وستركز الشراكة أيضاً على تقييم واختبار المحاصيل التي تشهد طلباً استهلاكياً كبيراً مثل الطماطم والفلفل، وسيتم إجراء الدراسات والتجارب على هذه المحاصيل في آيروفارمز.
من جانبه، قال المهندس عبد الله عبد العزيز الشامسي، المدير العام بالإنابة لمكتب أبوظبي للاستثمار: «تولي أبوظبي أهمية كبرى لتطوير الحلول التكنولوجية التي تساهم في دفع عجلة التنمية والتقدم الاقتصادي في المنطقة وخارجها، وتعد التكنولوجيا الزراعية من أهم الفئات التي تدخل في صميم هذه الحلول».
أبحاث على 22 منتجاً زراعياً
قال فادي سبيتي، المدير العام لمنشأة آيروفارمز في أبوظبي، إن الشركة تقوم حالياً بإجراء التجارب البحثية على 22 منتجاً زراعياً ضمن المشروع الحالي. مضيفاً أن الشركة تركز على المنتجات التي تشكل السلة الغذائية للمستهلكين في الإمارات، والتي ستسهم في تقليص الاعتماد على الاستيراد.
وأوضح أن الشركة بدأت ببناء هذه المنشأة منذ سنتين، والتي تم تدشينها الآن، علماً بأن الاتفاقية مع مكتب أبوظبي للاستثمار تنص على إنشاء منشأتين، الأولى متخصصة بأنواع النباتات كافة، والتي افتتحت اليوم، وأما المنشأة الثانية التي سيتم إنشاؤها قبل نهاية السنة الخامسة على بدء سريان الاتفاقية، فستركز على الأبحاث المتخصصة بالتوتيات مثل الفريز والبلو بيري وغيرهما.
وأوضح أن هذا النظام الزراعي يوفر أكثر من 90% من المياه مقارنة مع الاستهلاك في الزراعة الطبيعية المكشوفة، ويوفر أكثر من 60% من المياه المستهلكة في الزراعة المحمية بالبيوت البلاستيكية. كما أشار إلى أن الشركة لديها بحث مشترك مع جامعة الإمارات بالعين لتطوير بعض المنتجات الزراعية المحلية.