يوسف العربي (أبوظبي)

تبلغ قيمة الاستثمارات التقنية المخصصة لأغراض الاستدامة في الإمارات ما بين 3.71 مليار درهم إلى 7.4 مليار درهم خلال العام الجاري، حسب مؤسسة البيانات الدولية «آي دي سي».
وقال جيوتي لالشانداني، نائب الرئيس والمدير العام للمؤسسة البحثية: إن الاستثمارات التقنية المخصصّة لأغراض الاستدامة تستحوذ على نسبة تتراوح بين 5 و10% من إجمالي الاستثمارات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الإمارات.
وتتركز الاستثمارات التقنية الموجهة للاستدامة في عمليات إعادة التدوير في هذا المجال، وتقنيات توفير استهلاك الطاقة في الأجهزة ومراكز البيانات، فضلاً عن تطوير البرمجيات الداعمة للممارسات الصديقة للبيئة في مختلف القطاعات.
وأشار لالشانداني إلى أهمية المبادرات الخاصة بالاستدامة التي أطلقتها حكومة الإمارات مؤخراً، والتي تشكل المحرك الرئيسي وراء النمو الحاصل في استثمارات تقنيات الاستدامة منذ العام الماضي. 

مكانة عالمية رائدة
وتتبوأ الإمارات مكانة عالمية رائدة في مجال الممارسات المستدامة، وتسهم بدور بارز في نشر حلول الاستدامة والطاقة النظيفة عالمياً، ما يدعم الجهود العالمية لمواجهة تحديات المناخ وتقليص الانبعاثات الكربونية.
وحددت الإمارات 2023 «عام الاستدامة» الذي انطلق تحت شعار «اليوم للغد»، والذي يهدف إلى تسليط الضوء على تراث دولة الإمارات الغني في مجال الممارسات المستدامة، منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، إضافة إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية وتشجيع المشاركة المجتمعية في تحقيق استدامة التنمية ودعم الاستراتيجيات الوطنية في هذا المجال نحو بناء مستقبلٍ أكثر رخاءً وازدهاراً.

توفير الطاقة
وأشار لالشانداني إلى أن المؤسسات تقوم في هذه الآونة بزيادة استثماراتها التقنية الخاصة بعمليات الاستدامة بهدف زيادة دورة حياة المنتجات والخدمات، وتركيز عمليات مراكز البيانات لتوفير الطاقة، وتعزيز القدرة على توظيف التقنيات الخضراء بشكل أكبر.
وحسب نتيجة مؤشر الأداء البيئي للدولة، حققت الإمارات المركز الأول عالمياً في 6 مؤشرات خلال عام 2022، هي مؤشرات الوقود الصلب المنزلي، والمحميات البحرية، والموارد المائية، وتناقص خسارة الأراضي الرطبة، وتناقص معدل النمو في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتناقص معدل نمو الكربون الأسود، لتصبح الأولى إقليمياً وعربياً وخليجياً في المؤشر العام للأداء البيئي خلال عام 2022. وأضاف لالشانداني أنه يمكن للتحول الرقمي اليوم أن يسهم بتقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة تتراوح بين 10% و20%، وهو ما تسعى لتحقيقه عدد أكبر من الشركات، حيث يتم تركيز العمليات في مراكز البيانات، ما يقلل من الإهلاك مقارنة بتوزيع خوادم البيانات في كل مؤسسة، كما أن مراكز البيانات تستهلك طاقة أقل مقارنة بخوادم تخزين البيانات المنتشرة في العديد من النقاط، بالإضافة إلى أنه يتم استخدام حلول أكثر استدامة في عمليات الصيانة والتشغيل.

المبادرات الخضراء
أوضح لالشانداني أن هنالك توجهاً أكبر من قبل المستثمرين في المؤسسات والشركات لتنفيذ المبادرات المتعلقة بالاستدامة تماشياً مع أجندة الدولة بهذا الخصوص والتي تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP28 هذا العام، لافتاً إلى أن تصدر الاستدامة أولويات الإمارات هذا العام أكسب المبادرات الخضراء أهمية أكبر في القطاعين الحكومي والخاص.
وتستضيف الإمارات أكبر حدث دولي في مجال العمل المناخي، وهو مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28»، الذي يعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023 بمدينة «إكسبو دبي»، وبما يتماشى مع مبادراتها وجهودها الرائدة في هذا المجال، وفي مقدمتها المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي 2050.