حسام عبدالنبي (دبي) 

كشفت دراسة أجرتها مجموعة «دي فيري» العالمية للاستشارات المالية المستقلة وإدارة الأصول والتكنولوجيا المالية، أن 82% من أصحاب الثروات العالية (الذين لديهم أصول قابلة للاستثمار تتراوح بين مليون و5 ملايين جنيه إسترليني)، طلبوا المشورة بشأن العملات المشفرة، مؤكدة أنه على الرغم من مرور سوق العملات المشفرة بعام صعب في عام 2022، إلا أن ثمانية من كل عشرة أفراد من أصحاب الثروات العالية (HNW) استفسروا من مستشاريهم الماليين حول تضمين العملات المشفرة، مثل «بيتكوين» في محافظهم خاصة بعد عودة العملة المشفرة الأشهر في العالم للارتفاع في 2023.
وقال نايجل جرين، الرئيس التنفيذي ومؤسس مجموعة «deVere»: «إن سوق العملات المشفرة حقق في عام 2022، أسوأ أداء له منذ عام 2018، حيث انخفضت «بيتكوين»، بنحو 75% خلال العام. وأوضح أن «انخفاض أسعار العملات المشفرة جاء في الوقت الذي قلل فيه المستثمرون من تعرضهم للأصول التي تنطوي على مخاطر، بما في ذلك الأسهم والعملات المشفرة، بسبب المخاوف المتزايدة بشأن التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي».

شتاء التشفير
ولفت إلى أنه في الوقت الذي كان السوق يمر فيه بمرحلة تسمى بـ«شتاء التشفير»، كان الأثرياء يسعون باستمرار للحصول على المشورة من مستشاريهم الماليين حول تضمين العملات الرقمية في محافظهم، وكان من المثير للاهتمام أن هذه المجموعة الأكثر تحفظًا لم تردعها الأسواق الهابطة وظروف السوق المعاكسة حيث بدلاً من ذلك، كانوا يتطلعون إلى البدء في تضمين أو زيادة تعرضهم للعملات المشفرة.
وفسر جرين، اهتمام أصحاب الثروات الكبيرة بالعملات المشفرة بأنهم يدركون بشكل متزايد الخصائص الكامنة في العملات المشفرة، مثل Bitcoin التي تتميز بقيمها الأساسية المتمثلة في كونها رقمية وعالمية ومن دون حدود ولا مركزية، إضافة إلى إدراكهم أن العملات المشفرة هي مستقبل المال، ولا يريدون أن يظلوا في الماضي. وذكر أنه وفق نتائج الدراسة فإن العديد من الأثرياء الذين تم استطلاع آرائهم قد أبدوا اهتماماً مستمراً بما في ذلك المستثمرون المؤسساتيون وعمالقة «وول ستريت»، الذين يجلبون المزيد من رأس المال والتأثير والثقة إلى القطاع.
السياسات النقدية 
ونوه بأنه في الأشهر الأخيرة، بدأت العديد من المؤسسات المالية الكبرى تقديم خدمات متعلقة بالتشفير لعملائها، مثل «جي بي مورغان» و«فيدليتي» و«نيويورك بنك ميلون» و«بلاك روك» وغيرها، معرباً عن اعتقاده بأن هذا الزخم من الاهتمام من المقرر أن يتنامى أكثر مع ذوبان الجليد في «شتاء العملات المشفرة» لعام 2022 خاصة أن «بيتكوين» حققت أفضل أداء لها في شهر يناير منذ عام 2013 بناءً على الآمال بأن التضخم قد بلغ ذروته، وأن السياسات النقدية أصبحت أكثر ملاءمة، وأزمات قطاع التشفير المختلفة، بما في ذلك حالات الإفلاس البارزة، أصبحت الآن في مرآة الرؤية الخلفية.
وأشار جرين، إلى أن «بيتكوين» العملة المشفرة الأكبر في العالم ارتفعت بأكثر من 40% منذ مطلع العام ولن يمر هذا دون أن يلاحظه أحد من قبل العملاء ذوي الدخل المرتفع وغيرهم ممن يرغبون في بناء ثروة للمستقبل، مختتماً بالقول إنه «إذا كان أصحاب الثروات الضخمة يعربون عن اهتمام كبير بالسوق الهابطة لعام 2022 فحين تتحسن ظروف السوق بشكل مطرد، فسيكونون من بين أول من يستفيدون من السباق الصعودي المحتمل».