شريف عادل (واشنطن) 

واصلت الأسهم الأميركية ارتفاعاتها، التي بدأت مع العام الجديد، مع تزايد الآمال في تخفيف بنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) وتيرة رفع الفائدة، اعتباراً من الاجتماع القادم، ليسجل مؤشر ناسداك أسبوعه الرابع على التوالي من الارتفاعات، عوض بها أكثر من ثلث خسائر العام الماضي. وبعد أن أظهرت بيانات حديثة تراجع مؤشر التضخم في شهر ديسمبر الماضي لأدنى مستوياته منذ أكتوبر 2021، ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية الثلاثة، حيث زاد مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.08%، وصعد مؤشر أس آند بي 500 بنسبة 0.25%، بينما قفز مؤشر ناسداك بما يقرب من 1%.
ومع ارتفاعات الجمعة، وبعد مرور أقل من شهر من العام الجديد، تجاوزت مكاسب مؤشر ناسداك، الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا، نسبة 11%، بينما بقي المؤشران الآخران في المنطقة الخضراء.

تراجع التضخم الأميركي
وجاءت الارتفاعات الأخيرة في أسعار الأسهم بعد أن أضافت بيانات تراجع التضخم الأميركي للضغوط الواقعة على البنك الفيدرالي، من أجل خفض مقدار رفع الفائدة المنتظر في أول اجتماعاته هذا العام، والذي يعقد يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، أملاً في تحقيق الهبوط الآمن، الذي يسمح بالخروج بالاقتصاد من أسر التضخم المرتفع، دون الوقوع في مصيدة الركود.
ويوم الخميس، قالت وزارة التجارة الأميركية، إنّ الناتج المحلي الإجمالي الأميركي ارتفع بنسبة 2.9%، خلال الربع الأخير من العام الماضي، متجاوزاً توقعات الاقتصاديين، إلا أن مقاييس الطلب الأساسي، مثل إنفاق المستهلكين والإنفاق الاستثماري، كانت ضعيفة نسبياً، في إشارة جديدة على أن الاقتصاد الأميركي ربما يكون قد دخل بالفعل في ركود، من الناحية النظرية.
واستفادت الأسهم الأوروبية أيضاً من ارتفاع المعنويات على الجانب الآخر من الأطلنطي، حيث ارتفع مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية بنسبة 0.2%، أتم بها ارتفاعات الأسبوع، في انتظار قرار البنك المركزي الأوروبي، الخاص بسعر الفائدة، يوم الخميس المقبل.

الذهب والنفط
في غضون ذلك، استقرت أسعار العقود الآجلة للذهب بالقرب من أعلى مستوياته في تسعة أشهر، مسجلة 1930.20 دولار للأوقية عند التسوية، رغم ارتفاع الدولار، ليحقق المعدن النفيس أسبوعه السادس على التوالي من الارتفاعات، وتبقى الأنظار معلقة باجتماع بنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي، وحجم رفع الفائدة الذي سيقوم به. وتعد الفائدة على الدولار تكلفة فرصة ضائعة على حائزي المعدن النفيس.
وتراجعت أسعار النفط خلال تعاملات آخر أيام الأسبوع، لتنهي الأسبوع على انخفاض بسيط، بعد ظهور مؤشرات على زيادة تحميل النفط من الموانئ الروسية بنسبة 50% خلال يناير الجاري، مقارنة بالشهر الماضي، «إذ يحاول البائعون الوفاء بالطلب القوي في آسيا والاستفادة من ارتفاع أسعار الطاقة العالمية»، وفقاً لوكالة رويترز.
وعند تسوية العقود الآجلة، سجل سعر خام برنت 86.66 دولاراً للبرميل، بينما كان سعر خام غرب تكساس الأميركي أقل قليلاً من 80 دولاراً للبرميل.