رشا طبيلة (أبوظبي)

أظهرت المؤشرات السياحية منذ بداية العام أداءً إيجابياً عكس النمو القوي في الطلب السياحي الداخلي والدولي في الإمارات خلال الربع الأول من العام الجاري، بحسب عاملين في القطاع الفندقي بالدولة الذي يشهد بدوره تسجيل معدلات إشغال مرتفعة، مستفيداً من انتعاش الطلب وزخم الأحداث العالمية التي تستضيفها أبوظبي، والتي من أبرزها أسبوع أبوظبي للاستدامة، و«معرض الدفاع الدولي» (آيدكس) و«معرض الدفاع البحري» (نافدكس) وكذلك معرض جلفود في دبي الشهر المقبل، بالإضافة إلى الفعاليات العديدة في مختلف القطاعات الاقتصادية والترفيهية والرياضية، تزامناً مع حملة أجمل شتاء في العالم التي تسهم في تشجيع السياحة الداخلية في دولة الإمارات وإبراز المعالم السياحية، وتعزيز تنافسية الدولة وترسيخ موقعها الريادي عالمياً في قطاع السياحة.
أشار هؤلاء إلى أنه من المتوقع تسجيل معدلات إشغال تتراوح بين 75 إلى 85% بالربع الأول من العام الجاري، حيث تسجل فنادقهم خلال شهر يناير الجاري طلباً كبيراً من السياح والزوار.
وتضم الإمارات الكثير من الوجهات السياحية والأنشطة الخارجية التي تناسب الموسم الشتوي، من مماشٍ بحرية تضم مطاعم ومقاهي ومرافق ترفيهية ومواقع سياحية طبيعية بين الطبيعة، وأنشطة بحرية وصحراوية، ووجهات سياحية خارجية مختلفة تستقطب السياح المحليين والدوليين. 
قال سام الأسمر نائب الرئيس للإيرادات والتوزيع في روتانا للفنادق: «نشهد أداء إيجابياً وقوياً منذ بداية العام ونمواً في الطلب من السياح، لا سيما من دول الخليج على رأسها السعودية ومن دول أوروبية، فضلاً عن نمو من دول روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة».

وقال الأسمر: إن معدلات الإشغال في دبي تسجل 86% وفي أبوظبي نحو 75%، ما يؤكد على تحقيق أداء إيجابي وطلب سياحي مرتفع، مشيراً إلى أن الأحداث والفعاليات والمعارض في مختلف القطاعات تسهم بشكل كبير في زيادة الطلب السياحي، إضافة إلى تنوع وكثرة المرافق والوجهات السياحية والترفيهية الجاذبة للسياح والعائلات.
ويواصل القطاع السياحي في الدولة نشاطه المعهود مع انطلاق العام الجديد في ظل توافر العديد من المقومات والمعالم السياحية التي تمتلكها الإمارات إلى جانب البنية التحتية المتطورة، والجهود المبذولة لتوفير بيئة صحية وآمنة، مع تطبيق أفضل الإجراءات والتدابير الاحترازية للحفاظ على صحة وسلامة الزوار، حيث شهدت الدولة خلال الاحتفالات بالعام الجديد برنامجاً ضخماً من الفعاليات الاستثنائية المتنوعة، وعروض الضوء والليزر والألعاب النارية المذهلة التي استقطبت مئات الآلاف من الزوار، ما جعلها واحدة من أكثر احتفالات ليلة رأس السنة مشاهدة حول العالم، إضافة إلى التجارب الترفيهية والثقافية المُلهمة التي جمعت العائلات والأصدقاء، وهو ما يعزز من نشاط القطاع السياحي ويدفعه نحو النمو بمستويات كبيرة.
وفي نفس السياق، قالت منى عوني، مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسساتي في فنادق أكور دبي: «نسجل أداء إيجابياً منذ بداية العام، حيث من المتوقع أن يسجل متوسط الإشغال 80% بالربع الأول من العام»، مضيفة: «نشهد طلباً كبيراً من المجموعات السياحية والزوار، سواء لحضور الأحداث والفعاليات المتنوعة أو للسياحة والترفيه من الأسواق التقليدية المعروفة مثل أوروبا ودول الخليج، إضافة إلى دول أخرى جديدة مثل أذربيجان».
وقال راضي علي باز، مدير إدارة المبيعات في فندق «سوفوتيل» أبوظبي الكورنيش: «توقعاتنا إيجابية مع زيادة الطلب السياحي في أبوظبي، مدعوماً بالمعارض والأحداث والتي ساهمت بشكل رئيسي في زيادة الطلب، في وقت يشهد فيه الإقبال من المجموعات السياحية نمواً منذ بداية العام، ما يدعم تحقيق نتائج أفضل من الأعوام السابقة»، متوقعاً أن يبلغ متوسط إشغال الفندق بين 75 إلى 80% خلال الربع الزول من العام الجاري».

حجوزات قوية
قال محمد محمود، مدير عام لمنتجع وسبا إنتركونتننتال رأس الخيمة ميناء العرب: «كانت الحجوزات قوية منذ افتتاح المنتجع، مع استجابة الأسواق المحلية والدولية بشكل جيد للغاية للمنتجع، حيث خلال الموسم الشتوي نلاحظ ارتفاعاً في الطلب مع الأنشطة الخارجية وفي الأجواء الطبيعية». وأشار إلى أن رأس الخيمة واحدة من أهم الوجهات السياحية في الدولة؛ فهي تتميز بأنظمتها البيئية المتنوعة، وتاريخها الأثري الغني، وتقاليد الأجداد وثقافتها، تجعلها وجهة مثالية للمسافرين الباحثين عن تجارب ثرية وفريدة من نوعها - على بعد ساعة فقط من دبي».
وتوقع علاء العلي الرئيس التنفيذي لـ«نيرفانا» للسفر والسياحة، نمو الطلب السياحي بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30% للربع الأول من العام الجاري مع المؤشرات الإيجابية للطلب السياحي الذي يشهد نمواً في الطلب من الأسواق الأوروبية والأميركية والخليجية ومن روسيا وغيرها من الدول».
وشدد على أن عنصري الأمن والأمان والخدمات ذات الجودة العالية والبنية التحتية المميزة ومناطق ووجهات الجذب السياحي الكثيرة وخدمات المطارات وتسهيلات التأشيرات السياحية والجهود الترويجية للجهات الرسمية، إضافة إلى الأحداث والفعاليات الاقتصادية والرياضية والترفيهية، منها القمة العالمية لطاقة المستقبل و«آيدكس» والبطولات الرياضية، جميعها تسهم بشكل رئيسي في زيادة الطلب السياحي للدولة.
وسجل العام 2022 أداء إيجابياً وقياسياً في السياحة والسفر، حيث سجل قطاع الطيران في دولة الإمارات نمواً قياساً خلال العام 2022، على صعيد الحركة الجوية وأعداد المسافرين عبر مطارات الدولة، التي قفزت إلى أكثر من 101 مليون مسافر بنهاية العام الماضي، حسب بيانات الهيئة العامة للطيران المدني، حيث أظهرت البيانات ارتفاعاً قياسياً في أعداد المسافرين خلال العام 2022، بلغت نسبته 120%، بعد أن قفز إجمالي أعداد المسافرين عبر ‎مطارات الدولة إلى 101 مليون و11 ألفاً و623 مسافراً، مقارنة مع 45 مليوناً و913 ألفاً و180 مسافراً، في العام 2021.