سيد الحجار (أبوظبي)
تستثمر شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» في مشاريع حول العالم تتجاوز قيمتها الإجمالية 30 مليار دولار (110 مليارات درهم)، حيث تنتشر أعمال الشركة في أكثر من 40 دولة موزعة على 6 قارات.
وأكد محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لـ«مصدر» لـ «الاتحاد» على هامش مشاركته في فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، أن إجمالي القدرة الإنتاجية لمشاريع الشركة سواء تلك التي قيد التشغيل أو قيد التطوير، يتجاوز 20 جيجاواط، ما يكفي لتزويد 5.25 مليون منزل بالطاقة، موضحاً أن هذه المشاريع تسهم في الحد من انبعاث أكثر من 30 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، أي ما يعادل إزالة 6.5 مليون سيارة من الطرقات.
وأوضح أن «مصدر» تستهدف وصول القدرة الإجمالية لمشاريعها إلى 100 جيجاواط بحلول عام 2030، كما تستهدف «مصدر للهدروجين الأخضر» إنتاج مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وهو ما يعادل تفادي أكثر من 6 ملايين طنٍ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
استحواذ على حصص
وأعلنت شركة «طاقة» و«مبادلة» و«أدنوك» ديسمبر الماضي عن إنجاز الاتفاقية الاستراتيجية للاستحواذ على حصص في شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، والتي تهدف لتوسيع وتنمية وتطوير نطاق عمليات «مصدر»، لتشمل الطاقة المتجدّدة والهيدروجين الأخضر وغيرها من الابتكارات التكنولوجية الداعمة للطاقة النظيفة.
وقال الرمحي: تجمع هذه الشراكة أبرز شركات الطاقة والاستثمار في الإمارات، حيث تمزج بين خبرات «طاقة» و«مبادلة» و«مصدر» الكبيرة في مجال الطاقة المتجددة، ودور «أدنوك» الرائد في مجال الهيدروجين وقدراتها التجارية العالمية والبنية التحتية والشبكة اللوجستية التي تمتلكها، وسوف تستفيد «مصدر» من محفظة المساهمين وعلاقاتهم لتحقيق أقصى قدر من التعاون والحصول على مزايا إضافية.
وأضاف: سنواصل دور الشركة كمطور عالمي ومالك ومشغل لمشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة، وسنقوم بتقييم جميع فرص النمو بما يتماشى مع نهج الشركة ومسيرتها السبّاقة في قطاع الطاقة المتجددة، ومن المتوقع أن تنمو أعمال مصدر من خلال مجموعة من المشاريع الجديدة والقائمة، بالإضافة إلى عمليات الاستثمار، خاصة بقطاع الهيدروجين.
مصدر طاقة واعد
وأكد الرمحي أهمية الهيدروجين الأخضر كمصدر طاقة واعد يخدم القطاعات عالية الانبعاثات، بما يدعم الجهود العالمية للحد من انبعاثات الكربون، وهو ما دفع «مصدر» مؤخراً إلى إطلاق إدارة خاصة للهيدروجين الأخضر.
يذكر أن إنتاج الهيدروجين الأخضر يتم بالكهرباء الخضراء المولدة من مصادر طاقة متجددة مثل طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، في عملية تفصل جزأي الماء إلى أكسجين وهيدروجين عن طريق التحليل الكهربائي.
وأوضح الرمحي أن «مصدر»، وقعت مؤخراً اتفاقية مع كل «ميناء أمستردام» و«سكاي ان آر جي»، وايفوس أمستردام» و«زينيث انرجي»، لاستكشاف سبل تطوير سلسلة توريد الهيدروجين الأخضر بين أبوظبي وأمستردام لدعم احتياجات السوق الهولندية والأوروبية، حيث ستتعاون جميع الأطراف لتطوير سلسلة توريد للهيدروجين الأخضر، مع التركيز على الإنتاج في أبوظبي والتصدير إلى هولندا عبر ميناء أمستردام.
وذكر الرمحي أن مصدر تشارك حالياً في عدد من مشاريع الهيدروجين الأخضر، حيث وقعت اتفاقيات مع مؤسسات مصرية رائدة مدعومة من الدولة للتعاون في تطوير مصانع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في جمهورية مصر العربية، مستهدفة إنتاج ما يصل إلى 480 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً بحلول عام 2030، من خلال محللات كهربائية بقدرة 4 جيجاواط. وأشار إلى أهمية مشاريع»مصدر» في دعم مبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.