سيد الحجار (أبوظبي) أكد مسؤولون وخبراء بمركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي، أن دولة الإمارات تقدم نموذجاً يحتذى في ضمان أمن الطاقة العالمي، والاستثمار في تقنيات إزالة الكربون والطاقة المتجددة، مشيرين إلى أهمية استضافة الإمارات لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 28»، في إبراز دور قطاع الطاقة في العمل المناخي.
وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»: إن الإمارات تتمتع بخبرة واسعة في مجال الطاقة المتجددة، مشيرين إلى أهمية استضافة أبوظبي للدورة السابعة من منتدى الطاقة العالمي ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة، في مناقشة ووضع حلول لتحديات الطاقة والمناخ. ويُنظم المجلس الأطلسي الدورة السابعة من منتدى الطاقة العالمي، يومي 14 و15 يناير الحالي في أبوظبي، وتشغل القضايا الحرجة المتعلّقة باستراتيجيات المناخ والطاقة صدارة الاهتمام خلال الفترة التي تسبق انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28)، والذي تستضيفه الدولة نهاية العام الجاري.
ويركز منتدى الطاقة العالمي 2023 بشكل خاص على تحدّيات إدارة أولويات أمن الطاقة، والجهود المبذولة للتخلّص من الانبعاثات الكربونية، في ظلّ تأثيرات الأزمة المستمرة في أوكرانيا على خطط تحوّل الطاقة.
استضافة «كوب 28»
وأكد ريد بليكمور، القائم بأعمال مدير مركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي، أن دولة الإمارات تؤدّي دوراً مهماً في نظام الطاقة، عبر تقديم نموذج يحتذى به، لا سيما وأنها منتجة رائدة للطاقة، ومحافظة بشكل متنامٍ على أمن الطاقة العالمي، موضحاً أن أهمية هذا الدور تبرز بشكل أكبر مع استعداد الدولة لاستضافة «كوب 28»، حيث بإمكان الإمارات أن تنقل بمصداقية مدى أهمية دور قطاع الطاقة في العمل المناخي، وكذلك الالتزام مع الدول الأخرى بالاستثمار السريع في تقنيات إزالة الكربون والطاقة المتجددة من أجل بناء مسارات تؤدي إلى تحقيق المحصلة الصفريّة.
وقال بليكمور: أثبت العام الماضي أنه حتى مع زيادة الاستثمار في التحوّل في مجال الطاقة والعمل المناخي، ما زلنا بحاجة إلى الإشراف على نظام الطاقة الحالي لإبعاد الاقتصاد عن المخاطر الجيوسياسية واضطرابات السوق الأخرى وإنجاح مسيرة التحوّل، موضحاً أن إعلان شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» مؤخراً عن استراتيجيتها لتسريع النمو في جميع مجالات أعمالها ومراحلها لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة بشكلٍ مسؤول ودعم أمن الطاقة العالمي، يعد مثالاً على ذلك وجزءاً من استراتيجية تهدف إلى زيادة إمدادات مصادر الطاقة القديمة مع أخذ بصمة تقليل الكربون بعين الاعتبار.
وضمن هذه الاستراتيجية، تؤسس «أدنوك» قطاعاً جديداً للحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي يُركز على تنمية أعمال الشركة في الطاقات الجديدة والغاز والغاز الطبيعي المسال وتصنيع المواد الكيماوية.
وأضاف بليكمور: سيشكّل إنتاج برميل نفط بأقلّ تكلفة وبأقلّ كمية من الكربون ميزة في عالم المحصلة الصفريّة، وتستعدّ أدنوك لتحقيق نجاح في هذا المجال من خلال القيام بهذه الاستثمارات مع أخذ هذه الرؤية بعين الاعتبار.
منتدى الطاقة
وقال بليكمور: يقام منتدى الطاقة العالمي ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة هذا العام في مرحلة حساسة، فمع نهاية عام أعادت فيه المخاطر الجيوسياسية صياغة شكل خريطة الطاقة بالكامل، ستبقى عواقب هذه المخاطر قائمة خلال العام الحالي، لكن يجب أن تكون كيفية إدارتنا لهذه المخاطر في سياق العمل المناخي والتحوّل في مجال الطاقة أبرز بند على جدول الأعمال.
وأضاف: تساهم استضافة هذا المنتدى في إمارة أبوظبي الرائدة في مجال أمن الطاقة التقليدية والتحوّل في مجال الطاقة، ولا سيما في عام تتركّز فيه أنظار مجتمع المناخ على دولة الإمارات التي تستعد لاستضافة «كوب 28»، في جعل منتدى هذا العام من أكثر المنتديات أهمية.وذكر أن أسواق النفط والغاز شهدت تقلّبات شديدة طوال عام 2022 في ظل التوترات الجيوسياسية التي شهدها العالم، ويعتبر التقلّب العامل الرئيسي الذي يجب مراقبته عام 2023.
خبرة واسعة
إلى ذلك، قالت أولغا خاكوفا، نائبة مدير أمن الطاقة الأوروبي في مركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي، إن دولة الإمارات تتمتع بخبرة واسعة في تسريع تسويق تقنيات الطاقة النظيفة، والحثّ على العمل استعداداً لمؤتمر الأطراف «كوب 28».
وأضافت: في وقت تشهد فيه أسواق الطاقة اضطرابات وتقلّبات، يوفّر منتدى الطاقة العالمي 2023، منصة مؤثّرة لمعالجة أهم التحديات في مجال أمن الطاقة والمناخ، وتشكّل استضافة هذه المناقشات القيّمة في إطار أسبوع أبوظبي للاستدامة فرصة لإجراء حوارات مؤثرة مع قادة العالم من القطاعين العام والخاص حول الحلول الممكنة.
وعن رؤيتها لأهم الإجراءات التي يمكن أن تسهم في تحقيق أمن الطاقة وضمان استقرار الإمدادات، لا سيما في ظل التوترات الجيوسياسية التي تهدّد أمن قطاع الطاقة، أكدت خاكوفا أن استخدام مصادر الطاقة المتجددة والبدء بإنتاج الوقود الأحفوري منخفض الكربون بأسرع وقت ممكن يعد الطريقة الأكثر فعالية لحل الأزمة، ويمكن ذلك من خلال تبسيط إجراءات إصدار التصاريح والإجراءات التنظيمية، وتوعية مستهلكي الطاقة حول قيمة مصادر الطاقة المختلفة والبنية التحتية للشبكات، إضافة إلى التعاون الدولي في مجال التمويل والطاقة النظيفة وسلاسل التوريد منخفضة الكربون، بما في ذلك المعادن المهمة.
حجم الطلب
عن توقعاتها لحجم الطلب بقطاع الطاقة، قالت أولغا خاكوفا: سيستمر النفط والغاز في أداء دور مهم في تلبية احتياجات الطاقة العالمية، ودعم النموّ الاقتصادي، وتسهيل الوصول الآمن إلى الطاقة، بالمقابل، سيكون التوصّل إلى المحصلة الصفريّة شبه مستحيل من دون تسجيل انخفاض كبير في الطلب على النفط والغاز أو إزالة الكربون من سلسلة قيمة النفط والغاز بحلول عام 2050.
وأضافت: يعتمد التوازن بين هذين التوجّهين على عوامل عدة هي سرعة تسويق تقنيات وحلول الطاقة النظيفة الناشئة في القطاعات التي تصعب إزالة الكربون منها، وإمكانية تفادي العالم النامي لاستخدام الوقود الأحفوري في أجزاء من أنظمة الطاقة لديه، وحجم انتشار الطاقة المتجددة والبطاريات في كافة أنحاء العالم.