حسام عبدالنبي (دبي)
أكد مسؤولون عاملون في بنوك وشركات مالية، أن دولة الإمارات تقدم نموذجاً استثنائياً في تقديم المنتجات والخدمات المالية والمصرفية الذكية في المستقبل، عبر خدمة التعرف على الوجه من خلال بوابة المصادقة الرقمية المتكاملة التي تقدمها وزارة الداخلية.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»، إن تقديم تلك الخدمات يُعد خطوة مهمة تعزز الأجندة الرقمية لدولة الإمارات، وتشمل فتح الحسابات المصرفية عن بُعد من دون الحاجة لزيارة فرع البنك أو الشركة المالية، استكمال إجراءات طلب منتجات القروض والبطاقات الائتمانية خلال أقل من 3 دقائق، إجراء التحويلات المالية عبر التطبيقات الإلكترونية بسهولة من خلال التحقق والتعرف على العملاء الجدد.
وأضافوا أن المصادقة الرقمية لبصمة الوجه تسهم في تحسين إجراءات التحقق والتعرف على العملاء الجدد، واستكمال إجراءات مصادقة هوية العملاء، وخفض تكلفة تسجيل عملاء البنوك والمؤسسات المالية غير المصرفية، والتأكد من الأهلية الائتمانية بسهولة، إلى جانب تطبيق متطلبات التحقق من معلومات العميل وفق نظام «اعرف عميلك»، ومن ثم المساهمة في كشف الاحتيال ومنع الجرائم المالية والإلكترونية، والتصدي لمحاولات غسل الأموال، موضحين أن المصادقة الرقمية لبصمة الوجه تتطلب من الأفراد التقاط صورة شخصية وتحميل صورة للهوية، وتالياً تتم مطابقة صورة الشخص باستخدام خدمة بوابة المصادقة الرقمية لبصمة الوجه التابعة لوزارة الداخلية، وفي حالة تطابق وجه العميل بنجاح يتم إرسال رسالة نصية بها رمز تعريفي إلى رقم الهاتف المتحرك المسجل للعميل للتحقق من الهاتف، وبعد ذلك يمكن للعميل استكمال إجراءات الطلب الكاملة في أقل من ثلاث دقائق.
نموذج استثنائي
وتهدف خدمة بوابة المصادقة الرقمية لبصمة الوجه إلى تقديم حلول رقمية تعزز من الأجندة الرقمية لدولة الإمارات، بما يتماشى مع جهود وزارة الداخلية في تعزيز كفاءة الخدمات، لمواجهة تهديدات الجرائم الإلكترونية. وجاء استثمار وزارة الداخلية في مشروع بصمة الوجه منذ عام 2007 مع تبني رؤية لتطوير تقنيات تسهم في المصادقة الرقمية للأشخاص عن بُعد بما يخدم الخدمات الذكية في المستقبل. وتم إطلاق خدمة بوابة المصادقة الرقمية لبصمة الوجه من وزارة الداخلية عام 2021 لتوفر حلولاً متطورة قائمة على الذكاء الاصطناعي، بما يتماشى مع سياسات واستراتيجيات التحول الرقمي في الدولة، وتعتبر نموذجاً استثنائياً على مستوى العالم.
فتح الحسابات
وأكد الدكتور عدنان شلوان، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك دبي الإسلامي، أن البنك أطلق مبادرة بالتعاون مع وزارة الداخلية من أجل إتاحة خدمة فتح الحسابات واستخدام خاصية التعرف على المتعاملين الإلكترونية والمعززة بشكل رقمي عبر خدمة بوابة المصادقة الرقمية المتكاملة لبصمة الوجه، وذلك على هامش معرض جيتكس جلوبال، منوهاً بأن هذا التعاون يتيح للبنك القدرة على استكمال إجراءات المصادقة لهوية المتعاملين الجدد الراغبين في فتح حسابات مصرفية لدى البنك.
وأوضح شلوان، أن خاصية التعرف على المتعاملين بشكل إلكتروني تضمن الحصول على المطابقة الآنية والآمنة لهوية المتعاملين، وتتيح لمتعاملي البنك الجدد فتح الحسابات المصرفية عن بُعد وبشكل رقمي باستخدام بصمة الوجه، بما يعزز من تجربة المتعاملين، ويلغي الحاجة لاستخدام وسائل التعريف التقليدية عبر زيارة أفرع البنك.
وأشار إلى أن إطلاق هذه المبادرة يتماشى مع استراتيجية التحول الرقمي لبنك دبي الإسلامي ورؤية الدولة لجعل الاقتصاد الرقمي أحد أهم روافد الاقتصاد الوطني، فضلاً عن أنها تظهر التزام البنك المتواصل بتطوير أفضل المنتجات والخدمات المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات ومتطلبات المتعاملين.
اعرف عميلك
ومن جهته، قال محمد بيطار، نائب الرئيس التنفيذي لشركة «الأنصاري للصرافة»، إن الشركة أطلقت خدمة بوابة المصادقة الرقمية المتكاملة لبصمة الوجه على تطبيقها للهواتف المحمولة، وذلك بالتعاون مع وزارة الداخلية، حيث يمكن تسجيل العملاء الجدد مع ضمان الحصول على المطابقة الآنية والآمنة لهوية العملاء عن بُعد.
وأوضح أن هذه الخطوة تستهدف تعزيز تجربة العملاء، عبر التعرف على الوجه بسرعة ومن دون المساس بأمان وخصوصية العملاء، وإعفائهم من الحاجة لاستخدام وسائل التعريف التقليدية عبر الذهاب إلى فروع الشركة.
وأشار بيطار، إلى أن خدمات اعرف عمليك الإلكترونية، ستلعب دوراً محورياً في تعزيز أنظمة الشركة، وتأتي في إطار الحرص المستمر على تقديم الحلول المبتكرة وأفضل الخدمات لضمان أعلى المستويات من الرضا والأمان والراحة للعملاء، واستقطاب مستخدمين جدد لشبكة الخدمات التي توفرها الشركة، وترسيخ الريادة في مجال التحويلات المالية وصرف العملات.
وذكر أن تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) تشكل جزءاً لا يتجزأ من نظام الأنصاري للصرافة، والتي يتم استخدامها على نطاق واسع لكشف عمليات الاحتيال، ومنع الجرائم المالية، وتحسين إجراءات التحقق والتعرف على العملاء، كما يعد استخدام تقنيات التعرف البيولوجية متطلباً أساسياً في العديد من الدول النامية لمواجهة ظاهرة غسيل الأموال، منوهاً بأن إطلاق الأنصاري للصرافة لخدمات اعرف عميلك الإلكترونية يأتي استجابة لهذه التوقعات وفي إطار مساعيها الرامية لدفع عجلة التحول الرقمي والارتقاء بمستوى رضا العملاء.
المصادقة الرقمية
أفاد افتخار سالم، الرئيس التنفيذي لشركة «أبرو» لحلول تسجيل العملاء، بأن الشركة التي تُعد وسيطة في عمليات تسجيل الأفراد للخدمات المصرفية والمالية، قامت بتطبيق خدمة بوابة المصادقة الرقمية لبصمة الوجه التابعة لوزارة الداخلية عبر منصتها الرقمية؛ بهدف خلق تجربة سلسة تمنح العملاء الباحثين عن منتجات القروض المصرفية للأفراد مزيداً من الخيارات، بما يساعد في تحسين كفاءة الإجراءات، وخفض تكلفة تسجيل العملاء لدى البنوك وكذلك المؤسسات المالية غير المصرفية. وأكد أن توجهات الشركة تتماشى مع رؤية الدولة بشأن الاقتصاد الرقمي، حيث توفر المنظومة الموجودة حالياً في الدولة فرصة لشركات التكنولوجيا المالية للتوصل إلى حلول مبتكرة حقيقية توفر في نهاية المطاف للمواطنين والمقيمين في الدولة تجربة عملاء أبسط وأفضل بشكل عام.
وقال إن الشركة تعد منصة رقمية وسيطة تقدم للبنوك عملاء موثوقين تم التعرف عليهم بالاعتماد على خدمة بوابة المصادقة الرقمية لبصمة الوجه التابعة لوزارة الداخلية، وإحدى شركات التكنولوجيا المالية في دولة الإمارات التي تستخدم هذه الخدمة لتسجيل العملاء بشكل فوري وآمن للحصول على الخدمات المالية، مما يسهم بتعزيز الجهود لمكافحة عمليات الاحتيال.
وأضاف أنه من خلال المنصة يتم توفير تجربة سهلة وبسيطة للعملاء وذلك من خلال توفير الخدمات والعروض والمعالجة الأولية لعمليات تسجيل العملاء الجدد لدى البنوك، مؤكداً أن «أبرو» تنفذ عمليات تحقق أولية من المعلومات الخاصة للأفراد بنظام اعرف عميلك (KYC)، بالإضافة إلى إجراء جميع الفحوص الأمنية للأفراد والتأكد من أهلية الشخص الائتمانية.
وذكر سالم، أن المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات يمكنهم التقدم من خلال المنصة الرقمية بطلب الحصول على المنتجات المالية والمصرفية للأفراد في مجال القروض وذلك من خلال قيام الأفراد بزيارة منصة «أبرو» والتقاط صورة شخصية وتحميل صورة للهوية، وستقوم الأداة المدمجة في النظام الأساسي بصورة آمنة تحفظ خصوصية العميل، بمطابقة صورة الشخص باستخدام خدمة بوابة المصادقة الرقمية لبصمة الوجه التابعة لوزارة الداخلية.
ولفت إلى أنه في حالة تطابق وجه العميل بنجاح ترسل منصة أبرو رسالة نصية بها رمز تعريفي إلى رقم الهاتف المتحرك المسجل للعميل للتحقق من الهاتف، وبعد ذلك يمكن للعميل استكمال إجراءات الطلب الكاملة في أقل من ثلاث دقائق.
بصمة الوجه
أتاحت محاكم مركز دبي المالي العالمي، خزنة رقمية عالمية «تجوري» توفر مكاناً آمناً لحفظ كافة الوثائق المهمة وملفات الوسائط المتعددة، حيث تعتمد أقصى درجة من الأمان عبر تطبيق آليات التشفير المتقدمة والتوثيق بتكنولوجيا البصمة البيومترية للوجه.
وتُعد «تجوري» بمثابة «مقر إرث رقمي»، حيث تتيح إمكانية التحميل والتخزين الآمنين للمستندات بدءاً من عقود التأمين وسندات الملكية والوصايا والشهادات المالية، وصولاً إلى الصور وملفات الوسائط المتعددة، ويمكن لأي فرد في العالم استخدامها والاستفادة منها.
وتخضع جميع ملفات إدارة الحياة التي يتم تحميلها لتدابير أمنية تتوافق مع أعلى معايير الأنظمة الأمنية، باستخدام عوامل متعددة في التوثيق وتشفير البيانات والمعلومات البيومترية الخاصة بكل شخص والدفاتر الحسابية لحفظ الخزنة من خلال نظام تشفير متقدم.
وتضمن خزنة «تجوري»، من خلال تقنية السجلات الموزعة (DLT)، إمكانية نقل محفظة المستندات بكاملها إلى الأطراف المعنيين الذين يحددهم صاحبها، أو إلى من يحب، في الوقت المقرر. وتعمل «تجوري» في الوقت نفسه كخزنة سحابية وخزنة عبر «الإنترنت» للبيانات، مدعومة بمركز بيانات ميداني فائق التطور في مركز دبي المالي العالمي ومركز بيانات احتياطي ثانوي في دولة الإمارات.
وتقتصر صلاحيات الوصول إلى البيانات على صاحب «الخزنة» وقائمة المستفيدين المعنيين، مما يضمن تطبيق مبادئ الخصوصية القائمة على بروتوكول إثبات المعرفة الصفرية.