رشا طبيلة (أبوظبي)

كشف علي الهاشمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «الياه سات»، عن أنه تم تصنيع %90 تقريباً من وحدات ومكونات قمر الثريا الرابع «الثريا 4-NGS»، بانتظار تركيبها مباشرة في المركبة الفضائية أو تجميعها قبل تركيبها في المركبة الفضائية، مؤكداً أن عملية إنتاج مكونات القمر تحرز تقدماً سريعاً، ومن المقرر إطلاق قمر «الثريا 4-NGS» في النصف الأول من عام 2024. وأكد الهاشمي لـ«الاتحاد»: «يشرف فريق إدارة المشاريع المؤلف من مهندسين إماراتيين على أعمال المشروع في قاعدتي (إيرباص) في بورتسموث وتولوز». وأضاف: «علاوة على نظام القمر الصناعي، يغطي البرنامج الحديث عمليات المحطة الأرضية ومجموعة المنتجات، حيث يتم إحراز تقدم ثابت في هذه النواحي. ومن المقرر أن تبدأ خدمات قمر (الثريا 4-NGS) بالعمل في النصف الأول من عام 2025». وأشار الهاشمي: كانت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة قد كلفتنا رسمياً في أكتوبر 2021 بإجراء دراسة وتحليل مفصل لإطلاق قمرين صناعيين جديدين وهما «الياه 4» و«الياه 5»؛ بهدف تعزيز سعات الأقمار الصناعية. ونُجري حالياً دراسات التقييم، وسنقدم توصياتنا بهذا الخصوص قريباً.

دور رائد
حول دور «الياه سات» في دعم حكومة دولة الإمارات في ما يخص خدمات الأقمار الصناعية، قال الهاشمي «تفخر «الياه سات» بدورها الرائد كشركة محلية تقوم بتزويد حلول الأقمار الصناعية في الإمارات، حيث تأسست الشركة في عام 2007 بهدف توفير خدمات الاتصالات الفضائية متعددة المهام لحكومة دولة الإمارات والعملاء التجاريين في المنطقة وخارجها». 
وأضاف: «تكتسب خدمات الاتصالات الفضائية أهمية كبيرة بالنسبة إلى اقتصاد الدولة وبنيتها التحتية. وقد أصبحت «الياه سات» منذ تأسيسها قبل 15 عاماً، شريكاً موثوقاً به ومزوداً مفضلاً لحكومة دولة الإمارات نظراً إلى نجاحها في تلبية العديد من متطلبات خدمات الأقمار الصناعية الأساسية من خلال وحدة «الياه سات للخدمات الحكومية» والشركات التابعة مثل شركة «الثريا» المتخصصة في خدمات الاتصالات المتنقلة».
وأشار الهاشمي إلى دور «الياه سات» في تزويد حكومة دولة الإمارات التي تعد شريكاً أساسياً لنا، بخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الآمنة، وتعزيز قدرات الأقمار الصناعية الحكومية من خلال شبكات الأقمار الصناعية الخاصة بنا والشبكات المدعومة من قبل المشغلين.
وأضاف: «تعتبر «الياه سات» حالياً مستشاراً موثوقاً به في المجالات المرتبطة بالفضاء، مثل الاتصالات الفضائية وتقييم المحطات ومنح الشهادات والاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء العميق».
وقال: «انطلاقاً من التزامها الكامل بخدمة دولة الإمارات وتأمين متطلباتها، تتعاون الشركة مع نظرائها لتعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي لعلوم الفضاء من خلال برامج بناء القدرات».

 خدمات «الياه سات»
وحول الدعم الذي تقدمه «الياه سات» للدول الأخرى، أوضح الهاشمي «تنتشر عمليات «الياه سات» حول العالم، وتوفر خدمات الأقمار الصناعية متعددة المهام في 150 دولة في أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا الجنوبية وآسيا وأسترالآسيا. كما تعتبر مجموعة خدمات الاتصالات الفضائية لدى الشركة أكبر من أي مزود آخر في المنطقة».
 وبين الهاشمي، «تقوم «الياه سات» بتشغيل أسطول مؤلف من خمسة أقمار صناعية توفر للعملاء نطاقات ترددية مختلفة تشمل L وC وKu وKa، وتغطي خدمات هذا الأسطول أكثر من 80% من سكان العالم، حيث يساهم في توفير خدمات الاتصالات الأساسية مثل «الإنترنت»، والبث الفضائي، وربط الشبكات، وحلول الاتصالات المتنقلة وحلول البيانات».
وأضاف: «ومن خلال شركتي «الثريا» و»ياه كليك» التابعتين لنا، يمكننا تزويد عملائنا حول العالم بخدمات وحلول الاتصالات المتنقلة والبيانات».
وقال الهاشمي: «تتمتع «الياه سات» بقدرة فريدة على تلبية الاحتياجات العالمية في مجال الاتصالات من خلال الشراكة مع مزودين يعملون في مواقع مختلفة ونائية وفي مواقع غير مخدّمة على الإطلاق أو غير مخدّمة بشكل كامل، مما يسهم في توفير خدمات اتصالات آمنة وموثوقة». 

شريك حكومي
وحول الخدمات التي تقدمها «الياه سات» للقطاع الدفاعي والأمني في دولة الإمارات ودول أخرى، قال الهاشمي، إن «الياه سات» تعد شريكاً موثوقاً به في تلبية احتياجات حكومة دولة الإمارات في مجال الاتصالات الآمنة والحساسة. كما نقدم خدماتنا بشكل مستمر لحكومة الدولة من خلال شركة «الثريا» التي تعد ذراعنا المتخصصة في حلول الاتصالات المتنقلة، ومن خلال وحدة «الياه سات للخدمات الحكومية»، مما يجعلنا شريكاً مفضلاً في تقديم حلول الأقمار الصناعية وحلول الاتصالات المدارة للحكومات، وتزويد خدمات متكاملة وعالية الأمان للاتصالات المتنقلة والثابتة من أجل التطبيقات الدفاعية والحكومية والمهام الحساسة».
 وشدد الهاشمي علي التزام «الياه سات» بخدمة حكومة دولة الإمارات وحكومات المنطقة، من خلال توفير حلول آمنة وقوية عبر الأقمار الصناعية للتطبيقات البرية والبحرية والجوية.
وحول انطلاق فعاليات «حوار أبوظبي للفضاء» مؤخراً، قال الهاشمي: إن الحدث يحظى بأهمية خاصة في دولة الإمارات والمنطقة، إذ إنه يمثل منصة فاعلة تجمع مختلف الآراء ووجهات النظر من القطاعين العام والخاص لمناقشة القضايا التي تؤثر على فوائد عمليات استكشاف الفضاء على المدى البعيد.

مركز عالمي
وفيما يتعلق بالشراكات التي أبرمتها «الياه سات» لتعزيز قدرات الأقمار الصناعية في دولة الإمارات وتسريع وتيرة تبنية التقنيات الحديثة، أكد الهاشمي أن «الياه سات» تلتزم بتلبية متطلبات قطاع الفضاء وخدمات الأقمار الصناعية في دولة الإمارات عبر التركيز على تعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي لعلوم الفضاء من خلال برامج بناء القدرات حيث أبرمت الشركة في هذا الصدد العديد من الشراكات والبرامج والمبادرات لمساعدتها على تحقيق هذا الهدف. 
 وأضاف، أنه في إطار هذه الجهود تم تأسيس برنامج «الياه سات» للفضاء في عام 2017 ليكون أول برنامج ماجستير لنظم وتقنيات الفضاء في الشرق الأوسط حاصل على اعتماد معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. كما تم إطلاق مختبر «الياه سات» للفضاء في عام 2019 ليكون أول مختبر لنظم الفضاء في دولة الإمارات يتم فيه تدريب الطلاب على بناء الأقمار الصناعية الصغيرة، إضافة إلى برنامج «النمو» الذي يهدف إلى تحديد الإمكانيات القيادية داخل المؤسسة وتطويرها ومساعدتها على شغل مناصب إدارية في الشركة والارتقاء وظيفياً لتولي مناصب مرموقة في منظومة قطاع الفضاء الإماراتي.
وأشار إلى إبرام «الياه سات» شراكة مع منظومة Hub71 لدعم الشركات الناشئة التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها عبر توفير الفرص التجارية الرامية إلى تطوير حلول الاتصالات الفضائية المتنقلة، مؤكداً علي تطلع الشركة من خلال هذه الشراكة إلى دعم منظومة الشركات الناشئة في دولة الإمارات وسط مساع لتطوير تقنيات وابتكارات جديدة ومؤثرة في القطاع. 

تحديات فضائية
وحول تعامل «الياه سات» مع التحديات التي تواجه قطاع علوم الفضاء ومع الحطام الفضائي، بين الهاشمي، أن التقديرات تشير إلى أنه بحلول عام 2030، سيكون هناك 100 ألف قمر صناعي تحلق في مدارها، وهذا يعني أن المساحات الشاسعة في الفضاء ستصبح مزدحمة بالأقمار الصناعية قريباً، حيث يعتبر الحطام الفضائي مشكلة ذات تأثير عميق على قطاع الفضاء. لذا فإن إدارة مساحات الفضاء والحفاظ على أمانه بات أمراً ضرورياً للقطاع والمنظومة التشريعية بشكل عام.
وأكد الهاشمي، أن «الياه سات» تساهم إلى جانب وكالة الإمارات للفضاء في تعزيز جهود استخدام الفضاء بشكل مستدام، وضمان إدارة عمليات الأقمار الصناعية بالشكل المناسب تماشياً مع أفضل الممارسات العالمية.

اتفاق أرتميـس
قال علي الهاشمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «الياه سات»، إن انضمام الإمارات إلى «اتفاق أرتميس» في عام 2020 جاء بهدف استخدام الفضاء بطريقة مستدامة تعود بالفائدة على البشرية، مؤكداً دعم «الياه سات» لهذه المبادئ عبر تسجيل أقمارها الصناعية لدى مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، وشراء الأقمار الصناعية المصممة للحد من مخاطر الحطام الفضائي، وإطلاق وتشغيل أقمارها الصناعية بطرق تقلل من مخاطر اصطدام الأجسام الفضائية، إضافة إلى إخراج الأقمار الصناعية المتقادمة من مدارها وإيقافها عن العمل. 
  وأكد أن «الياه سات» تلتزم بتطبيق إرشادات التقليل من الحطام الفضائي الخاصة بلجنة التنسيق المشتركة بين الوكالات والمعنية بالحطام الفضائي، حيث تسعى تلك الإرشادات إلى الحد من الحطام الناجم عن العمليات الاعتيادية، وتقليل احتمالات التحطم خلال الدوران في المدار، وضمان التخلص من الأقمار الصناعية بعد انتهاء المهمة.