سيد الحجار (أبوظبي)

جذبت المشاريع العقارية الجديدة بأبوظبي عدداً كبيراً من المستثمرين الأجانب، في ظل ما توفره من عائد استثماري مرتفع، لاسيما مع إقرار العديد من المحفزات الاقتصادية، وفي مقدمتها أنظمة الإقامة الجديدة.
وأكد خبراء ومتعاملون عقاريون لـ«الاتحاد»، جاذبية أبوظبي كوجهة استثمار مفضلة للعملاء الدوليين في كافة القطاعات، وفي مقدمتها القطاع العقاري، في ظل توفر العديد من العوامل المشجعة للاستثمارات الأجنبية بالقطاع، وتوالي طرح المزيد من المشاريع الجديدة بأسعار تنافسية وتسهيلات متنوعة.
وكشفت شركة الدار العقارية مؤخراً عن بيع جميع الوحدات في أول ثلاثة مبانٍ سكنية تم إطلاقهما في المرحلة الأولى من مشروع «غروف ديستركت» بجزيرة السعديات، بإجمالي مبيعات 600 مليون درهم، مع استحواذ المشترين من غير المقيمين على %37 من إجمالي المبيعات، ما شكّل معدل الطلب الأعلى من هذه الفئة على أي من مشاريع «الدار»، في مؤشر على جاذبية أبوظبي كوجهة استثمار مفضلة للعملاء الدوليين. 
وأوضحت الشركة أن المشترين من المقيمين داخل الدولة بلغت نسبتهم %27 من إجمالي مبيعات المشروع، فيما استحوذ العملاء من المواطنين الإماراتيين على النسبة المتبقية. 
وبلغت مبيعات «الدار» خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي 9.3 مليار درهم، بمقدار زيادة ملياري درهم عن مبيعاتها الإجمالية لكامل السنة المالية 2021، في ظل النمو الذي تشهده مبيعات المجموعة من قِبل المشترين الدوليين والمقيمين، لا سيما مع تحوّل أبوظبي إلى وجهة استثمارية عالمية.
وكانت «الدار العقارية» قد كشفت العام الماضي عن بيع جميع وحدات مشروع «ذا ماغنولياز»، بجزيرة ياس، والذي تم طرحه خلال شهر أكتوبر 2021، ويضم 312 تاون هاوس وفيلا، بأكثر من مليار درهم، حيث استحوذ مجموعة من المستثمرين الدوليين على16% من مبيعات المشروع، وشكّل المشترون من الوافدين والمستثمرين الأجانب 55 % من إجمالي المشترين، بينما شكّل المواطنون 45 %.

زيادة الطلب
وقال يفغيني راتسكيفيتش، الرئيس التنفيذي شركة متروبوليتان كابيتال العقارية: إن سوق العقارات في أبوظبي يشهد تحولاً تدريجياً، مشيراً إلى وجود اهتمام متواصل من المشترين من مواطني دولة الإمارات والمقيمين فيها، وزيادة كبيرة في عدد المستثمرين الدوليين والمستخدمين النهائيين الذين يشترون عقارات في العاصمة الدولة.
وأضاف: شهدنا مؤخراً زيادة في الاستثمار الخارجي بالقطاع العقاري في أبوظبي، خاصة من بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وإيطاليا وروسيا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى أستراليا والهند، والمشترون هم في الغالب المستخدمون النهائيون لهذه العقارات والذين يرغبون في الانتقال إلى أبوظبي مع عائلاتهم للعيش والعمل فيها، نظراً لما توفره من مستويات رفيعة للسلامة والأمن والاستقرار.
وأوضح أن التغييرات الأخيرة في لوائح التأشيرات أدت إلى زيادة الاهتمام بسوق العقارات في الإمارة، موضحاً أن سوق العقارات الثانوية بأبوظبي يشهد حالة من بالنمو، مع تسجيل ارتفاع في الأسعار في بعض المناطق بنسبة 20 إلى 30% سنوياً، لاسيما في جزيرة ياس وجزيرة السعديات، بالإضافة إلى شاطئ الراحة وجزيرة الريم.

مبادرات جديدة
ومن جانبه، أوضح عبدالرحمن الشيباني رئيس مجلس إدارة شركة منابع العقارية، أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة ملحوظة في حصة المستثمرين الأجانب بسوق أبوظبي العقاري، لاسيما مع توالي الكشف عن العديد من المبادرات والقوانين الجديدة التي توفر المزيد من المرونة والتسهيلات للمستثمرين الدوليين، مثل الحصول على «الإقامة الذهبية» عند شراء عقار تتجاوز قيمته مليوني درهم.
وأكد ارتفاع العائد الاستثماري على عقارات أبوظبي مقارنة بالعديد من الدول، ما يمثل عنصر جذب للمستثمرين الدوليين.
العائد الاستثماري 
وبحسب تقرير صادر مؤخراً عن «بيوت» و«دوبيزل»، سجل العائد الاستثماري على الشقق الفاخرة بجزيرة الريم خلال الربع الثالث من العام الحالي نحو 6.48% وفي جزيرة ياس 6.27%، وفي شاطئ الراحة 5.56%، وبالسعديات 4.35%.وأوضح الشيباني أن زيادة الطلب من المشترين الأجانب شجع الشركات العقارية على طرح المزيد من المشاريع الجديدة التي تلبي الطلب المتزايد على شراء العقارات بالعاصمة، لاسيما من الشقق السكنية، والتي تلبي متطلبات النسبة الأكبر من المستثمرين الأجانب والمقيمين، في ظل انخفاض أسعارها، مقارنة بالفلل السكنية.
وأعلنت الدار العقارية مؤخراً عن بيع جميع الوحدات في مشروع «ياس بارك غايت»، بقيمة مبيعات بلغت 1.1 مليار درهم، والذي تم إطلاقه أغسطس الماضي ويوفر 508 منازل جديدة، ما بين وحدات تاون هاوس وفلل، حيث استحوذ المشترون من غير المقيمين على 10% من إجمالي المبيعات، وشكّل المقيمون داخل الدولة 5%، فيما استحوذ العملاء من المواطنين الإماراتيين على النسبة المتبقية البالغة 85%.
وقررت «الدار» مؤخراً إطلاق مجمع «ياس بارك فيوز»، والذي سيضم 341 فيلا مستقلة على مقربة من «ياس بارك غايت»، بأسعار تبدأ من 2.84 مليون درهم للثلاث غرف، و3.43 مليون للأربع غرف، 4.1 مليون درهم للفلل ذات الخمس غرف.
وطرحت شركة الدار العقارية خلال العام الحالي حتى الآن 7 مشاريع جديدة، منها 3 مشاريع توفر نحو 2100 شقة سكنية، مقابل 4 مشاريع توفر أكثر من 1600 فيلا وتاون هاوس.

الإقامة الذهبية
وقع مكتب أبوظبي للمقيمين التابع لدائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي مؤخراً، اتفاقية تعاون مع الدار العقارية، وذلك لتعزيز محفظة برنامج الإقامة الذهبية من الميزات والعروض التي يقدمها، حيث سيعمل الطرفان من خلال الاتفاقية على دعم عملاء «الدار» في الترشح للحصول على الإقامة الذهبية، وذلك عند شراء عقار تتجاوز قيمته 2 مليون درهم من المشاريع العقارية التابعة لمحفظة الشركة مثل «ياس إيكرز» و«مايان» و«اللوفر أبوظبي ريزيدنسز» وغيرها.
يذكر أن الإقامة الذهبية لدولة الإمارات متاحة في إمارة أبوظبي للمستثمرين الأجانب وكبار المواهب من جميع أنحاء العالم، حيث تمنحهم تأشيرات لمدّة تتراوح من 5 إلى 10 سنوات، بما يشمل المهنيين والباحثين في مجالات العلوم والمعرفة مثل الأطباء والمتخصّصين والعلماء والمخترعين، كما تتاح للموهوبين والمبدعين والرياضيين وأصحاب الشركات الناشئة والمستثمرين العقاريين في الإمارة.