يوسف العربي (أبوظبي)

ساهمت بيئة الأعمال المثالية في دولة الإمارات العربية المتحدة في توسع عمليات مجموعة «أغذية» على مدار العقدين الماضيين لتصل منتجاتها إلى أكثر من 45 سوقاً خارجية في الوقت الراهن، لتساهم صادرات منتجات المجموعة بنحو 49 % في الإيرادات، بحسب مبارك المنصوري الرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية بالمجموعة.
 وقال المنصوري ل «الاتحاد»، خلال جولة بمصنع «بي إم بي» التابع للمجموعة، إن تركيز الحكومة ونهجها المستمر القائم على دعم الشركات جعلا من الإمارات واحة للاستثمار الصناعي بالمنطقة، لافتاً إلى أن الدولة أصبحت بيئة حاضنة لمجموعة ضخمة من المواهب، حيث يتخذ أصحاب الكفاءات من أرضها نقطة انطلاق لنجاحهم بسبب الأمن والأمان، والبنية التحتية فائقة التطور، وجودة الحياة.

وأضاف المنصوري أن دولة الإمارات تتيح فرصاً واسعة لتأسيس شبكات تواصل استثنائية مع الموردين والمستثمرين والشركاء الاستراتيجيين، في ظل بيئة أعمال قوية في جميع المجالات.
 ونوه بأن الدولة تولي أهمية بالغة للتطور الرقمي والتكنولوجي في مجال الصناعة مع التركيز القوي والاهتمام الكبير المنصب على هذا القطاع خلال المرحلة الحالية. 
 وأضاف أن الإمارات بشكل عام تعد الملاذ الآمن للاستثمار إذا ما تمت مقارنتها بدول أخرى في المنطقة؛ نظراً لحرص الحكومة الكبير على تقديم مختلف الحوافز، وتوفير التسهيلات للشركات لمساعدتها على النمو المستدام.
وأوضح المنصوري أن عوامل الجذب المشار إليها ساعدت مجموعة «أغذية» في إطلاق استراتيجيتها الخمسية التي تركز على التوسع والنمو في فئات ذات قيمة مضافة، من خلال عمليات الدمج والاستحواذ؛ بهدف تحسين الأداء المالي، واستقطاب المواهب مع الاهتمام بشكل أكبر بخبرات إدارة فئات المنتجات بهدف تحقيق الانسجام بين قدراتها والمتطلبات المتوقعة لنموها، بالإضافة إلى الاستدامة والابتكار اللذين يمثلان صميم منهجية «أغذية» القائمة على تلبية احتياجات المستهلكين الحالية ومتطلباتهم المستقبلية.

الأمن الغذائي 
وأكد المنصوري أن مجموعة «أغذية» تعتبر الأمن الغذائي عاملاً أساسياً في تحقيق النمو الاقتصادي للدولة بشكل عام، لافتاً إلى أن المجموعة تولي أهمية بالغة لكل ما يتعلق بالأمن الغذائي، وتكرس جهودها لما يخدم الرؤية الاستراتيجية للدولة.
وأضاف أن المجموعة تدرس السوق بشكل مستمر، وتعمل على تأمين توفير السلع الأساسية والمواد الخام من مختلف مواقع توزيع وتخزين المواد الغذائية بالدولة، وتحرص على توسيع أسطول التسليم المنزلي لدى المجموعة، بالإضافة إلى إدخال التطبيق الذكي لتسهيل الطلبات الإلكترونية للمواد الغذائية، حيث يدعم كذلك المجتمع، ويتماشى مع استراتيجية الدولة فيما يتعلق بالأمن الغذائي.
 ونوه بأن إيرادات المجموعة في دولة الإمارات نمت بنسبة 14.5% خلال النصف الأول من العام الحالي، لتصل إلى 1.02 مليار درهم مقابل 889 مليون درهم خلال الفترة المقابلة من العام الماضي، ما اعتبره دليلاً على تلبية احتياجات المستهلكين ودعم منظومة الأمن الغذائي في السوق المحلية.
وقال إن شركات التصنيع المحلية، بما فيها «أغذية»، تحظى بدعم قوي من الحكومة الإماراتية انطلاقاً من أهمية الأمن الغذائي كأولوية قصوى على جدول أعمالها.  وأضاف أن الحكومة اتخذت إجراءات إيجابية، مثل إبرام اتفاقية الشراكة الاقتصادية مع الهند التي تم الإعلان عنها في النصف الأول من العام بهدف دعم الأمن الغذائي ومن جانبها، شاركت «أغذية» في بعثة تجارية إلى الهند مع وزارة الاقتصاد في شهر أبريل، في مؤشر واضح للشراكة الاستراتيجية الهادفة إلى تحقيق الأهداف المشتركة. ونوه بأنه في الوقت نفسه تقوم الشركة بوضع خطط لحالات الطوارئ بهدف حماية سلسلة الإمداد الخاصة بها، وضمان استمرار توفر المواد الأساسية.

تسعير المنتجات
قال المنصوري: إن مجموعة «أغذية» حظيت بدعم قوي من قبل وزارة الاقتصاد وغيرها من الجهات الحكومية، وتدل هذه السياسة على النهج العملي والاستشاري الذي تتبعه الحكومة، وتتمتع المجموعة بعلاقات جيدة مع الجهات الحكومية، ونحرص دوماً على مواصلة الحوار مع صناع السياسات في جميع الأسواق التي تعمل فيها، وعندما يتعلق الأمر بالعرض والطلب والتسعير، فهناك مسؤولية مشتركة بين وزارة الاقتصاد و«أغذية» تجاه التسعير، لضمان التوافق في المجالات الرئيسية، مثل طريقة التعامل مع الأسعار في ظل البيئة الاقتصادية الصعبة حالياً.
 ونوه بأن جزءاً من الاستراتيجية الخمسية للمجموعة التي تم الإعلان عنها في 2021، هو التركيز على قسم الأعمال الاستهلاكية لتصل إلى 75% من إجمالي مبيعات المجموعة، علماً بأن نتائج النصف الأول تظهر أن الشركة أحرزت تقدماً ممتازاً في تحقيق أولوياتها الاستراتيجية خلال فترة قياسية، لا سيما بالنسبة لتنويع إيراداتها، حيث بات قسم الأعمال الاستهلاكية يساهم بنسبة 73% من إجمالي مبيعات المجموعة.

استحواذات استراتيجية
قال المنصوري: إن استراتيجية «أغذية» تهدف إلى أن تصبح المجموعة رائدة في مجال الأغذية والمشروبات على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان، ومواصلة الوفاء بوعودها للمستهلكين والمساهمين بتنويع الأعمال وتعزيز النمو.
 وأكد المنصوري أن الاستحواذات التي قامت بها مجموعة أغذية مؤخراً لشركات قائمة ولديها علامات تجارية مميزة تتمتع بحضور عالمي قوي، مثل الفوعة للتمور، وأطياب، وبالإضافة إلى أعمالها الحالية ساهمت في تعزيز حضور المجموعة الجغرافي في مختلف أنحاء العالم.
ونوه بأن عمليات الاستحواذ الاستراتيجية التي استكملتها المجموعة على مدار العام ساهمت من انتشار اسم «مجموعة أغذية»، وفتحت الباب أمامه للدخول إلى أسواق وبلدان جديدة، وبفضل استراتيجية النمو المستدام التي تتبعها تمكن المزيد من الأشخاص حول العالم من الوصول إلى محفظة الشركة التي تضم طيفاً واسعاً من العلامات التجارية الرائدة.

أسواق التصدير 
قال الرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية لمجموعة أغذية: إن 49% من إيرادات «أغذية» تأتي من السوق العالمي، فيما تستحوذ الأعمال الاستهلاكية على 73%.
 وأشار إلى أن مساهمة قسم الوجبات الخفيفة الصحية بنحو 21%، مقابل 24% للمياه والأغذية، و28% للحوم والمنتجات المبردة والمجمدة، و27% للأعمال الزراعية.
وأوضح أن منتجات مجموعة أغذية تصل حالياً إلى أكثر من 45 سوقًا في أميركا الشمالية، وأوروبا، وآسيا، وشمال أفريقيا، والشرق الأوسط، كما زادت مساهمة صادرات قطاع الأعمال الاستهلاكية، وقطاع الأعمال الدولية في الإيرادات بواقع 84.5%، و4.9% على التوالي على أساس ربع سنوي.
 وتضم هذه المنتجات مياه العين، والبيان، ومياه الينابيع الطبيعية «ألبين»، وآيس كريستال، وفوس، ومعجون طماطم العين، ومنتجات العين التجارية وعلى صعيد الوجبات الخفيفة يتم إنتاج تمور الفوعة، ومخبز وحلويات الفيصل، و«بي.إم.بي»، وفيما يتعلق باللحوم والمنتجات المبرّدة والمجمدة  تشمل النبيل للصناعات الغذائية، أطياب، والخضراوات المجمدة من العين.

بي إم بي الأكبر عالمياً في إنتاج الحلويات الشرقية
أكد مبارك المنصوري الرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية في مجموعة «أغذية» أن الطاقة الإنتاجية لمصنع «بي إم بي» التابع للمجموعة تبلغ حالياً أكثر من (30 طناً مترياً) من منتجات الحلويات وأكثر من (4 أطنان مترية) من الوجبات الخفيفة الصحية يومياً.
وخلال الجولة الميدانية بالمصنع الذي تأسس في مجمع دبي للاستثمار عام 2007، أوضح المنصوري أن مصنع «بي إم بي - أغذية» المتخصص في مجال الوجبات الخفيفة الصحية يضم أكثر من 800 موظف من إجمالي 10000 موظف في مجموعة أغذية بشكل عام.
ولفت إلى تميز مصنع «بي إم بي» بالتركيز على التكنولوجيا والحلول المؤتمتة، الأمر الذي كان له دور بالغ الأثر في تقليص التكاليف التشغيلية وزيادة فعالية الإنتاج.
وقال: إن «بي إم بي - أغذية» يُعد أكبر منتجي الحلويات الشرقية في العالم، كما يُعد أكبر منتجي العلامات التجارية المتخصصة بالتغليف الخاص لمنتجاتها، حسب الجهات، وأكثرهم ابتكاراً للشوكولاتة والحلويات الشرقية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتعمل «بي إم بي-أغذية» في 5 دول هي: الإمارات والمملكة العربية السعودية وقطر وإسبانيا والولايات المتحدة الأميركية وتصدر منتجاتها إلى أكثر من 23 دولة.
وتم تصنيف «بي إم بي-أغذية» منشأة ذهبية (A) من قبل بلدية دبي وهي معتمدة من Kosher وحلال، وتمتلك «بي إم بي-أغذية» القدرة على إنتاج أكثر من 3000 منتج مختلف.
ولدى «بي إم بي-أغذية» خطة طموحة لتحويل المصنع إلى منشأة خالية من الهدر، من خلال تطبيق أعلى تقنيات إعادة التدوير لجميع النفايات الناتجة عن التصنيع.