شريف عادل (واشنطن)
واصلت الأسهم الأميركية والأوروبية تراجعها خلال تعاملات يوم الجمعة، مع تزايد مخاوف دخول الاقتصادات الكبرى في ركود، بعد أن قامت البنوك المركزية حول العالم برفع الفائدة من جديد، وأشارت إلى استمرار السياسات المتشددة للقضاء على التضخم، حتى لو أدى الأمر إلى تباطؤ الاقتصاد.
وأنهت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية تعاملات آخر أيام الأسبوع في المنطقة الحمراء، حيث خسر مؤشر داو جونز الصناعي 0.85%، أو أكثر من 280 نقطة، وفقد مؤشر ناسداك ما يقرب من 1% من قيمته، بينما بلغت الخسارة في مؤشر أس آند بي 1.11%.
وبعد تراجعات يوم الجمعة، تجاوزت الخسائر الأسبوعية في كل واحدٍ من المؤشرات الثلاثة نسبة 1.5%، بينما تجاوزت خسارة مؤشر أس آند بي 500 منذ بداية الشهر نسبة 4%، وتجاوزت خسائر مؤشر ناسداك منذ بداية العام نسبة 32%.
ورفع بنك الاحتياط الفيدرالي، ومن بعده البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا (المركزي)، معدلات الفائدة الأساسية لديها نصف درجة مئوية، فيما اعتبرته الأسواق تخفيفاً لوتيرة رفع الفائدة التي سارت على ثلاثة أرباع النقطة المئوية في الاجتماعات السابقة.
لكن تصريحات المسؤولين في تلك البنوك بينت للمستثمرين أن معدلات الفائدة ستبقى خلال الأشهر القادمة عند مستويات أعلى مما كان متوقعاً.
وبعد وصول الفائدة على الأموال الفيدرالية الأميركية إلى نطاق 4.50%- 4.25% يوم الأربعاء، قال جيرومي باول، رئيس البنك الفيدرالي، إن «الأمر يتطلب أكثر من ذلك لكي نقول بثقة إن التضخم سيستمر في الانخفاض».
وعلى نفس النهج، سارت الأسهم الأوروبية خلال تعاملات آخر أيام الأسبوع، حيث سجلت تراجعاً جديداً، ليختم المؤشر ستوكس 600 تعاملات أمس على تراجع بنسبة 1.2%، لينهي الأسبوع منخفضاً بنحو 3.3%، في أسوأ أسابيعه منذ شهر سبتمبر الماضي، وكان يوم الخميس أسوأ أيامه منذ شهر مايو.
وتراجعت أسعار النفط أكثر من دولارين للبرميل أمس، وسط اضطراب عام في الأسواق العالمية بفعل مخاوف الدخول في ركود، بعدما أشارت البنوك المركزية في أنحاء أوروبا وأميركا إلى أنها ستستمر في مكافحة التضخم بقوة.
وعلى صلةٍ بالأمر، أعلنت وزارة الطاقة الأميركية نيتها البدء في شراء كميات كبيرة من النفط، لإعادة ملء الاحتياطي الاستراتيجي.
وكان الرئيس الأميركي جوزيف بايدن قد أفرج عن 180 مليون برميل من الاحتياطيات، بهدف وضع حد لارتفاع أسعار النفط.
وكان الذهب هو الفائز الأكبر في تعاملات يوم الجمعة، حيث ارتفع بنسبة 0.8%، إلا أنه سجل أكبر انخفاض أسبوعي منذ منتصف نوفمبر، بعد تراجع سعره في المعاملات الفورية بما يقرب من 0.3% هذا الأسبوع.