يوسف العربي (دبي)

سجلت استثمارات شركة «دبي للاستثمار» في قطاع الرعاية الصحية نحو 1.5 مليار درهم «400 مليون دولار»، بحسب محمد سعيد الرقباني مدير عام دبي للاستثمار الصناعي في شركة دبي للاستثمار.
وقال الرقباني لـ«الاتحاد»، إن جائحة «كوفيد 19» أكدت قوة وجاهزية القطاع الطبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، منوهاً بأن الاستثمارات الجديدة تركز على زيادة الطاقات الاستيعابية للمرافق الصحية القائمة، كما توجد مفاوضات مع عدد من الشركاء الحاليين في القطاع للتوسع في بريطانيا وجمهورية مصر العربية وإندونيسيا وباكستان.
وأشار إلى أن القطاع الصحي في الإمارات غني بالاستثمارات التي تغطي مختلف الشرائح، ويوجد المزيد من الفرص الواعدة على مستوى الرعاية الصحية من الفئة الأولى، حيث ينمو الطلب على هذه الفئة بشكل سريع. 
وأضاف الرقباني أن الاتفاقية التي وقعتها مؤخراً شركة «جلوبال فارما» التي تملكها دبي للاستثمار مع شركة «جلاسكو سميث كلاين» البريطانية لإنتاج الأدوية في منشآت الشركة المتطورة في دبي، تأتي تأكيداً للمكانة التي وصلت إليها دولة الإمارات العربية عالمياً في قطاع تصنيع الأدوية.

جاهزية عالية 
وأكد الرقباني أن «الجائحة» أظهرت مدى تنسيق وتضافر الجهود وقوة القطاع الطبي والمرافق الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، في مشهد لافت عالمياً مكن الدولة من الخروج سريعاً من هذه الأزمة العالمية.
وأضاف أنه في عدد من الدول المتقدمة بلغت نسبة استهلاك المستلزمات الطبية إلى 90%، ما يعني انهيار القطاع بهذه الدولة، فيما كانت دولة الإمارات تواصل إرسال المساعدات التي تحتوي على أجهزة تنفس اصطناعي ولقاحات في دليل قوي على وجود خطط مسبقة لمواجهة الأزمات ومساعدة الآخرين.
وأكد الرقباني، أن الجائحة غيرت من سلوكيات المراجعين الذين باتوا أقل رغبة في التردد على المستشفيات، وأكثر حرصاً على اقتناء وثائق للتأمين، حيث بلغت نسبة المعاملات المغطاة من قبل شركات التأمين 75% مقابل 25% للسداد النقدي.
ولفت إلى أن عدد من الشركات دشنت خلال الفترة الماضية مشاريعها التكنولوجية في القطاع الطبي، والتي توفر عملية الكشف الطبي في المنزل بتغطية من شركات التأمين عبر السداد الشخصي.
 وأشار إلى أن تلك العملية وفرت الحماية لشريحة كبيرة من كبار السن، وأصحاب الهمم الذين أصبحوا قادرين على متابعة حالتهم الصحية من دون تحمل مشقة الذهاب إلى المستشفيات.

شركاء النمو
وأكد الرقباني أن شركات التأمين والمستشفيات شركاء في نمو القطاع الصحي، حيث يقوم كل طرف بدوره المنوط به.
 ولفت إلى أن دراسة طلبت شركة دبي للاستثمار إجرائها أظهرت أن متوسط تكلفة المريض على شركة التأمين في الإمارات مرتفعة نتيجة المبالغة في التشخيصات وصرف الأدوية، وكانت أقل تكلفة للمريض في العالم على شركة التأمين في بريطانيا نتيجة تنظيم عملية صرف الأدوية والفحوص.
 وقال إن المستشفيات المستثمر فيها من قبل دبي للاستثمار تركز على تقديم أفضل رعاية صحية من ناحية الوقت والجودة والتشخيص الصحيح وتحديد الدواء الناجع، حيث تتم هذه العملية من منظور إنساني من الدرجة الأولى.
وأشار الرقباني إلى أن الشركة افتتحت مدرستين في العاصمة الكينية نيروبي، والثانية في العاصمة الإدارية الجديدة في جمهورية مصر العربية، والثالثة في منطقة التجمع الخامس في العام المقبل، والرابعة في منطقة زناتة في المغرب.
 ولفت إلى أن إجمالي الاستثمارات بهذا القطاع 183 مليون درهم «50 مليون دولار»، ويوجد خطة لمضاعفة الاستثمار إلى 367 مليون درهم «100 مليون دولار»، حيث تتركز هذه الاستثمارات على منطقة شمال أفريقيا.