يوسف البستنجي (أبوظبي)

قال محمد وسيم خياطة، الرئيس التنفيذي لبنك المارية المحلي الرقمي، إن السوق الإماراتية «رقمية بامتياز»، وتحتل مكانة مرموقة على قائمة الأسواق الرقمية في العالم. ونوه بأحدث التقارير الصادرة عن شركة ماكنزي والتي أظهرت أن نحو 90% من المستهلكين في دولة الإمارات يستخدمون القنوات الرقمية والدفع عبر الهاتف المحمول، فيما تجاوزت قيمة عمليات الدفع والتحويلات عبر نقاط البيع 95 مليار درهم محلياً في عام 2022. وقال خياطة في تصريحات لـ «الاتحاد»: إن الخدمات المصرفية الرقمية تدخل مرحلة جديدة من الشمولية والاستدامة، وإن هذا القطاع يجد في أبوظبي بيئة تشريعية مثالية، وبنية تحتية عالمية المستوى، وسط تحفيز حكومي، يدفع القطاع ليكون قيادياً ومبادراً على مستوى العالم. وأكد الرئيس التنفيذي لبنك المارية المحلي، الذي يتخذ من أبوظبي مقراً له، أن البيانات والإحصائيات التي توفرها العديد من الشركات العالمية المختصة، حول البنية التحتية المتطورة التي تتمتع بها دولة الإمارات تجعلها واحدة من أكثر الأسواق في العالم جاذبية للخدمات الرقمية والشركات والبنوك التي تتبنى هذا التوجه.

وقال خياطة: البنوك الرقمية تدخل اليوم آفاقاً جديدة، من حيث نوعية خدماتها، التي بدأت تغطي معظم احتياجات العميل على مدار 24 ساعة باليوم سبعة أيام بالأسبوع.
وأضاف أن الخدمات التي تقدمها البنوك الرقمية للمستخدمين لا تتوقف عند حدود إجراء عمليات الإيداع والتحويل في الحساب عن بعد، لكنها توفر لهم أيضاً الفرصة للتقدم بسهولة أكبر للحصول على القروض، والوصول إلى خدمات إدارة الأموال الشخصية، بما في ذلك التحويلات الخارجية والاستثمارات في فئات الأصول المختلفة مثل الأسهم والذهب وصناديق الاستثمار المشتركة وحتى الأصول المشفرة.
وأوضح أنه من خلال الخدمات المصرفية الرقمية، تتوفر جميع الخدمات المصرفية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع على الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة الذكية المتوافقة.  وقال: إن سوق أبوظبي العالمي يعتبر بيئة مناسبة وجاذبة للبنوك والشركات المالية الرقمية التي تتبنى التكنولوجيا المالية المتطورة.

التكنولوجيا المالية
وقال: بدأت البنوك في دولة الإمارات إدراك تحديات وفرص ثورة التكنولوجيا المالية التي بدأت تجتاح الصناعة في النصف الثاني من العقد الماضي، مما دفع عدداً من البنوك إلى إطلاق مبادرات مصرفية رقمية، تتراوح من منصات مصرفية رقمية منفصلة إلى تعزيز الأجهزة المحمولة الحالية المنصات المصرفية، وترشيد الخدمات القائمة على الفروع، وإعادة تركيز الموظفين على الخدمات ذات القيمة المضافة بدلاً من عمليات الفروع المتكررة والأقل ربحية. وأوضح أن التكنولوجيا المالية التي تسعى إلى تحسين وإتمام تقديم واستخدام الخدمات المالية، وأصبحت تشكل تهديداً وجودياً لنموذج الأعمال المصرفية التقليدية، حيث بدأت شركات تكنولوجيا من الجيل الجديد في تقديم هذه الخدمات على منصات رقمية آمنة بتكاليف أقل. وأوضح خياطة أن الخدمات المصرفية الرقمية هي التحويل الرقمي لكل مستوى من الخدمات المصرفية، وهذا يعني أن البنوك الرقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإتمام العمليات الخلفية مثل المهام الإدارية ومعالجة البيانات والتي بدورها تخفف الضغط الواقع على الموظفين لإكمال المهام اليومية.

التحول الرقمي
قال الرئيس التنفيذي لبنك المارية المحلي: إن البنوك الرائدة في دولة الإمارات خصصت موارد كبيرة للتحول الرقمي لنماذجها المصرفية وأخذت زمام المبادرة لتقديم البنوك الرقمية في دولة الإمارات اعتباراً من عام 2017. وأكد أن معظم البنوك الرقمية تتمتع بميزات أمان متقدمة للغاية، لافتاً إلى أن المنصات الرقمية التي تستخدمها البنوك تعتمد على المصادقة متعددة العوامل، والقياسات الحيوية، ومختلف أنواع الأمن السيبراني التي توفر للعملاء منصة مصرفية آمنة ومأمونة. وقال: شهدنا قبولاً قوياً في السوق الإماراتية للخدمات الرقمية، ومستويات عالية من استجابة العملاء. وأوضح أن قاعدة العملاء في بنك المارية المحلي سجلت استجابة هائلة خلال العام الماضي في التعاملات التي تمت باستخدام الهوية الرقمية الإماراتية، ونظام التعرف على الوجه.  وأضاف أن انتشار الإنترنت المرتفع وتوفر مستويات عالية من الثقافة الرقمية للعملاء، ساعد البنوك الإماراتية على تبني التحول الرقمي والعديد منها لإطلاق عروض مصرفية رقمية.