يوسف العربي (أبوظبي)

يصل حجم استهلاك السوق المحلية من حديد التسليح ولفائف أسلاك الحديد خلال العام الحالي إلى 2.5 مليون طن، بحسب المهندس سعيد غمران الرميثي، رئيس مجلس إدارة لجنة منتجي الحديد في دولة الإمارات، الرئيس التنفيذي لمجموعة «حديد الإمارات أركان»، الذي أكد أن المجموعة تخطط لزيادة مساهمتها في الناتج الصناعي لإمارة أبوظبي إلى %17.
 وقال الرميثي، في حواره مع «الاتحاد»: إن سوق الإنشاءات في الإمارات يستند إلى دعائم قوية للنمو رغم التحديات العالمية الراهنة، نتيجة النهضة الاقتصادية الشاملة وارتفاع أسعار البترول ونمو الأسواق المجاورة في الخليج والهند وأفريقيا. ولفت إلى أن وجود صناعة وطنية قوية في مجال حديد التسليح ضمن استقرار أسعار المنتج خلال الفترة الماضية رغم موجة التضخم التي يشهدها العالم، لاسيما في أوروبا، وهو الأمر الذي دعم قطاع الإنشاءات على نحو كبير. وقال: إن سياسة التسعير بالمجموعة تستند إلى معادلة العرض والطلب، مع التأكيد على استقرار السوق بشكل عام، بحيث تتراوح الزيادات بين 2 و%10 لتكون بذلك ممكناً أساسياً لنمو قطاع الإنشاءات بالدولة.

 خطط توسعية 
قال الرميثي، إن مجموعة «حديد الإمارات أركان»، تحافظ على حصة سوقية في السوق المحلية تتراوح بين 60 و65% على مستوى حديد التسليح و80% على مستوى المقاطع الإنشائية.
وأوضح، أن حجم الإنتاج يصل حالياً إلى 2.2 مليون طن من حديد التسليح خلال العام 2022، مشيراً إلى أن المجموعة ما زالت في طور الحصول على الموافقات النهائية لمشروع اللفائف المدرفلة على الساخن الذي سيساهم في زيادة الطاقة الإنتاجية للمجموعة إلى 5.2 مليون طن سنوياً.
وأكد أن تنفيذ مشروع التوسعة يستغرق 30 شهراً من وقت الحصول على الموافقات اللازمة، حيث يسهم في دعم أهداف الإستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات «مشروع 300 مليار». 
وقال: إن المجموعة زادت عدد الوجهات التصديرية بنسبة 80% خلال عامين لتصل بمنتجاتها المصنعة في أبوظبي إلى 70 سوقاً حول العالم، بدءاً من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أوروبا، وصولاً إلى أميركا الشمالية والجنوبية وجنوب شرق آسيا وأستراليا. 
وأشار إلى أن تمديد الرسم الجمركي على الواردات من حديد التسليح قرار عادل لحماية الصناعة من الإغراق، حيث تواجه السوق المحلية إغراقاً على صعيد من هذا المنتج من بعض الدولة.

 جودة عالية 
 وأشار إلى أن المجموعة تركز على تصنيع المنتجات بجودة عالية تضمن لها ربحية جيدة من حديد التسليح، واللفائف، والألواح الارتكازية، والمقاطع الإنشائية الثقيلة، كما أن المجموعة تبقى في جاهزية تامة لتلبية الطلبات الخاصة بالأسواق مستفيدة من قوة موقفها المالي والتشغيلي.
 وقال: إن الشركة تدرس الدخول في شراكات تصنيعية في عدد من الأسواق الخارجية ويوجد العديد من الفرص الاستثمارية على هذا الصعيد، لكنها لم تتبلور بعد. 

حلول الاستدامة 
وأكد الرميثي أن مجموعة «حديد الإمارات أركان» تركز على خفض الانبعاثات وتبني حلول الاستدامة، بما يتماشى مع استراتيجية الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.
وأوضح أن مستوى الانبعاثات الناجم عن العمليات التصنيعية للمجموعة يقل بنسبة 40% مقارنة بنظيراتها الذين ينتجون نفس المنتجات في مختلف أنحاء العالم.
 وبالنسبة لتوظيف التكنولوجيا في عملية التصنيع، أكد الرميثي أن تكلفة الإنتاج بالمجموعة تأتي ضمن أفضل 30% من منتجي الصلب في العالم من حيث تكلفة الإنتاج والقدرة التنافسية، مشيراً إلى أن تقليص التكلفة وتحسين الكفاءة الإنتاجية عبر توظيف التكنولوجيا جزء رئيس من استراتيجية المجموعة.

زيادة الأرباح 
 وأرجع الرميثي، أسباب زيادة أرباح الشركة خلال الربع الثالث من العام الحالي إلى زيادة الكفاءة التشغيلية من خلال برامج تقليص التكاليف وتوسيع الوجهات التصديرية، حيث سجّلت المجموعة صافي أرباح بقيمة 103 ملايين درهم خلال الربع الثالث من العام 2022، مقارنة بخسارة مبدئية ما قبل الاندماج بلغت 79 مليون درهم للفترة نفسها من العام الماضي. 
وارتفعت إيرادات مجموعة «حديد الإمارات أركان» خلال الربع الثالث من العام 2022 إلى 2.51 مليار درهم، مقارنة بالإيرادات المبدئية خلال الربع الثالث من العام الماضي، والبالغة 1.94 مليار درهم بنموّ نسبته 29%.