سيد الحجار (أبوظبي)
أسهمت جهود مكتب أبوظبي للصادرات «أدكس»، التابع لصندوق أبوظبي للتنمية في تعزيز القدرة التنافسية للشركات الإماراتية، حيث قدم تمويلات بقيمة 506.8 مليون درهم لزيادة حجم الصادرات الوطنية في الأسواق العالمية.
وقال محمد سيف السويدي مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، ورئيس اللجنة التنفيذية لمكتب أبوظبي للصادرات لـ «الاتحاد»: إن «أدكس» يعمل على توفير مجموعة متنوعة من الحلول التمويلية والضمانات للمستوردين في الخارج، وتقديم التسهيلات الداعمة لهم لاستيراد السلع والخدمات الإماراتية، وفق شروط ملائمة ومزايا تنافسية، مع توفير خدمات وحلول تمويليّة لوصول الصادرات الإماراتية للأسواق الخارجية.
وأكد تسجيل زيادة كبيرة في طلبات التمويل المقدمة للمكتب، خلال العام الحالي، موضحاً أن الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات في تشجيع الصادرات الوطنية، بجانب اتفاقيات الشراكات التي وقعتها الإمارات مع دول عدة، خلال الفترة الأخيرة، أسهمت بشكل مباشر في استفادة الشركات الوطنية، من خلال فتح أسواق جديدة لها بالخارج.
تسهيلات متنوعة
وأشار السويدي إلى الدور البارز لـ«أدكس» في زيادة تنافسية الصادرات الوطنية، وتمكينها من الوصول إلى الأسواق العالمية، وحماية المصدرين من مخاطر التمويل الناجمة عن التأخير في السداد أو عدم السداد، من خلال الدفع المباشر للمصدرين من قبل «أدكس» نيابة عن المشترين الأجانب. وأضاف أن مكتب أبوظبي للصادرات يوفر تسهيلات ائتمانية تتيح العديد من المزايا التنافسية للمشترين الخارجيين، عبر توفير حلول تمويلية ملائمة بشروط تنافسية مع إمكانية السداد على فترات تتراوح بين قصيرة وطويلة الأجل، وتسهيل إبرام الصفقات التجارية بين المشترين الخارجيين والشركات الإماراتية وفق معايير مناسبة للتمويل، وتوفير خيارات متعددة للتمويل بغرض إتمام الصفقات، إما من خلال تمويل خاص بالصفقات أو خطوط ائتمان متجددة.
شراكات استراتيجية
وأكد السويدي، أن «أدكس» يولي أهمية كبيرة للشراكات الاستراتيجية، وتكوين علاقات مستدامة مع مختلف المؤسسات والبنوك المحلية والعالمية، موضحاً أن الشراكات مع المؤسسات والبنوك المحلية تهدف إلى توحيد الجهود لدعم الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالقطاع الصناعي، بما يساهم في إيجاد فرص تمويلية مشتركة وحلول مبتكرة لدعم صادرات الشركات الإماراتية، وحمايتهم من مخاطر التمويل والمعاملات التجارية، وتعريف الشركات الوطنية بخدمات التمويل، وتوعيتهم حول آلية استخدام التسهيلات الائتمانية للتصدير بشكل أكثر فاعلية وأمان.
وأضاف أن الشراكات مع المؤسسات والبنوك المالية العالمية تهدف إلى تذليل العقبات، وحماية الشركات الوطنية من المخاطر المحتملة عن التأخر أو عدم السداد، وتقديم تسهيلات ائتمانية للمشترين في الخارج، والتي يصعب توفيرها من خلال البنوك المحلية في الدولة، والتغلب على تحديات التدفق النقدي، وإتمام المعاملات ذات المنفعة المتبادلة لكل من المصدرين والمستوردين بنجاح، فضلاً عن تبادل المعارف والخبرات، والاستفادة من أفضل الممارسات العالمية.
وأوضح أن المكتب لديه شراكات مع العديد من المؤسسات العالمية في مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا، مؤكداً أن وجود المكتب جنباً إلى جنب مع الشركات الوطنية المتجهة إلى التصدير، يمنحها المزيد من الثقة والأمان، من خلال ضمان حصولها على مستحقاتها المالية.
وذكر السويدي أن معظم الدول المتقدمة والصناعية توفر مثل هذه المكاتب أو الإدارات المتخصصة في دعم الصادرات وآليات تمويلها، وذلك في دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية والهند
نشر التوعية
وأشار السويدي إلى حرص «أدكس»على تعزيز وعي الشركات الإماراتية بالخدمات التمويلية والتسهيلات الائتمانية التي يوفرها، حيث تم تنظيم عدد من الحملات التعريفية والتوعوية، تضمنت سلسلة من الندوات وورش العمل؛ بهدف تعريف المصدرين الإماراتيين بالخدمات المقدمة من قبل المكتب.
وتأسس مكتب أبوظبي للصادرات «أدكس» من قبل صندوق أبوظبي للتنمية في عام 2019 تماشياً مع التوجهات المستقبلية لحكومة دولة الإمارات، والتي تستهدف تحقيق قفزة نوعية في نمو الاقتصاد الوطني.
وأوضح أن المكتب يعمل ضمن منظومة عمل متكاملة مع المؤسسات المحلية، بالإضافة إلى القطاع الخاص، حيث يكمن دور «أدكس» في توفير الحلول التمويلية والتسهيلات الائتمانية.
وذكر السويدي أن التسهيلات ومعدلات الفائدة تعتمد على عوامل عدة، وتختلف من مشروع لآخر، حيث يعتمد ذلك على طبيعة المشروع، والملاءة المالية للشركات وحجم نشاطها في السوق، ومستوى المخاطر، ونوعية السلع والمنتجات، وغيرها، فضلاً عن الدولة المستوردة، فهناك دول ذات مخاطر عالية وأخرى منخفضة أو متوسطة.
مواجهة التحديات
وعن تأثير جائحة «كوفيد-19»، قال السويدي: إن «الجائحة» فرضت تحديات كبيرة انعكست على اقتصادات الدول والأسواق العالمية، إلى جانب تأثيراتها التي شملت عمليات التصدير والاستيراد بين دول العالم، حيث حرص «أدكس» خلالها على تمكين الشركات الإماراتية من التغلب على تحديات المعاملات التجارية المحتملة نتيجة التأخر في السداد أو عدم السداد، موضحاً أن جهود «أدكس» ساهمت في توسيع نطاق أعمال الشركات الإماراتية وتدفق الصادرات الوطنية ونفاذها إلى الأسواق العالمية بثقة وأمان، الأمر الذي ساهم في دعم نمو الاقتصاد المحلي.
اتفاقيات جديدة
وقع مكتب أبوظبي للصادرات «أدكس»، خلال شهر يوليو الماضي، اتفاقية قرض مع هيئة الكهرباء والماء في مملكة البحرين لتمويل مشروع تطوير شبكات نقل المياه، حيث تبلغ قيمة القرض 187.32 مليون درهم.
وخلال يونيو الماضي، وقع «أدكس» اتفاقية تمويل مع «كابيتال بنك» في الأردن، حيث تقتضي الاتفاقية فتح خط ائتمان بقيمة تقارب 73.4 مليون درهم، ما يعادل (20 مليون دولار)، وذلك لتنمية النشاط الاقتصادي للإمارات، ودعم الصادرات الإماراتية، وتعزيز وجودها في الأسواق الأردنية.