سيد الحجار وميثاء المرزوقي (أبوظبي)

أكد المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية في مصر، أن الفترة المقبلة سوف تشهد الكشف عن مشاريع جديدة بين مصر والإمارات بمجال الطاقة، موضحاً أن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 27» الذي تستضيفه مصر الأسبوع المقبل، يشهد توقيع اتفاقيات مهمة بين البلدين في مجال الطاقة المتجددة.
وقال الملا لـ«الاتحاد»، على هامش مشاركته في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2022»: حريصون على التعاون مع الإمارات، وتنفيذ المزيد من الاستثمارات المشتركة بقطاع الطاقة، في ظل العلاقات القوية التي تجمع بين البلدين على الأصعدة كافة.
وأشار إلى التعاون مع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» لتنفيذ مشاريع كبرى بطاقة في مجال الطاقة المتجددة، سواء الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح.
وأسهمت «مصدر»، خلال السنوات الأخيرة، في تعزيز مزيج الطاقة في جمهورية مصر العربية، مع تنفيذ عدد من مشاريع الطاقة النظيفة في عدة مناطق مصرية.
وتتطلع «مصدر»، من خلال «انفينيتي باور هولدينغ»، الشركة المشتركة بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» الإماراتية، وشركة «انفينيتي إنرجي» المصرية، إلى تطوير مشاريع طاقة شمسية وطاقة رياح على مستوى المرافق الخدمية ومشاريع مصغرة في مصر وأفريقيا، حيث تبلغ القدرة الإجمالية لمشاريع «انفينيتي باور» الحالية، سواء قيد التشغيل أو التطوير، أكثر من 3 جيجاواط، وتستهدف الشركة زيادة هذه القدرة إلى 10 جيجاواط بحلول عام 2030.
وأنهت «مصدر» في 19 أبريل 2016، مشروعاً يشمل أربع محطات هجينة تستخدم الألواح الضوئية ومولدات الديزل تم تطويرها في محافظة البحر الأحمر بقدرة 14 ميجاواط، وتعمل المشاريع الجديدة على تحقيق التكامل بين محطات إنتاج الطاقة الحالية بالديزل ومصادر الطاقة الشمسية. 
وخلال شهر أبريل الماضي، أعلنت «مصدر» وشركة «حسن علام للمرافق» توقيع مذكرتي تفاهم مع الجهات المصرية المعنية، للتعاون في تطوير محطات لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر الأبيض المتوسط.

البحث والاستكشاف
وأشار الملا إلى أن العلاقات بين الإمارات ومصر في مجال الطاقة بدأت منذ سنوات عديدة، فيما شهدت الفترة الأخيرة نمواً ملحوظاً في التعاون بين البلدين في البحث والاستكشاف بمجال الطاقة، عبر مشاركة الشركات الإماراتية، مثل «مبادلة» في الحقول المنتجة مثل حقل ظهر للغاز، فضلاً عن التعاون في مجال التسويق والبيع للمنتجات عبر شركة «إمارات مصر».
واستحوذت «مبادلة للطاقة» عام 2018 على حصة بنسبة 10% في حقل ظهر للغاز في مصر، ضمن امتياز شروق البحري في المياه الإقليمية المصرية.
وتقوم شركة «إمارات مصر» بتوفير وتسويق المنتجات البترولية وخدمات أخرى بجودة عالية، وتمتلك الشركة محطات خدمة متكاملة.
ولفت الملا إلى أهمية دخول شركة أدنوك للتوزيع في مجال توزيع المنتجات البترولية بمصر مؤخراً، بالتعاون مع شركة توتال. ووقعت «أدنوك للتوزيع» خلال شهر يوليو الماضي اتفاقية مع «توتال إنرجيز ماركتنج افريك أس. أيه. أس.» للاستحواذ على حصة 50% من شركة «توتال إنرجيز مصر».
 وتشمل الشراكة مع «توتال إنرجيز» محفظة أعمال متنوعة تضمّ 240 محطة بيع الوقود بالتجزئة وما يزيد على 100 متجرٍ للبيع بالتجزئة وأكثر من 250 محطة تغيير زيت ومراكز غسيل السيارات وبيع الوقود بالجملة ووقود الطائرات وعمليات زيوت التشحيم، ومن المتوقع إتمام الاستحواذ خلال الربع الأول من عام 2023.

منصة دولية مهمة
لفت طارق الملا إلى أهمية معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول باعتباره منصة دولية مهمة تجمع الخبراء والمختصين بمجال الطاقة، مشيراً إلى حرص الوزارة على المشاركة في هذا الحدث السنوي، والمشاركة في الجلسات النقاشية، فضلاً عن المشاركة القوية للشركات المصرية المتخصصة، ما يعزز فرص التعاون بين هذه الشركات والمؤسسات العالمية بقطاع الطاقة.
وأكد الملا حرص مصر على تعزيز تنوع الطاقة، سواء التقليدية مثل الغاز الطبيعي أو المصادر المتجددة من الطاقة الشمسية والرياح، موضحاً أن مصر لديها خطة طموحة لرفع مساهمة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء إلى 40% بحلول عام 2030.
ولفت إلى حرص مصر على التعاون مع الشركاء لخفض انبعاثات الكربون من صناعة النفط والغاز عبر زيادة الاستثمارات في التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، مشيراً إلى أهمية استضافة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 27» الأسبوع المقبل في دعم الجهود العالمية لخفض الانبعاثات وتحقيق أهداف المناخ.