دبي (الاتحاد)

 نظمت غرف دبي اليوم النسخة الأولى من منتدى "التواصل والشراكة" ليكون منصة مثالية لتبادل الأفكار والحلول والتوصيات، التي تعزز إشراك أعضاء المجالس الاستشارية للغرف وممثلي قطاع الأعمال المحلي في عملية رسم استراتيجيات وخطط العمل المستقبلية بمشاركة أكثر من 100 من قادة الأعمال في القطاع الخاص.

 

ويكتسب المنتدى الذي أقيم تحت شعار "التحولات الاقتصادية العالمية وتأثيرها على الأعمال المحلية والدولية والرقمية"، أهمية خاصة كونه يأتي في مرحلة مفصلية تعمل فيها غرف دبي على تعزيز شراكة القطاعين العام والخاص، وترسيخ حضورها كالذراع التنموية الأهم لإمارة دبي، وتوسيع نطاق شراكاتها حول العالم، والعمل على استقطاب الشركات العالمية للإمارة، وإبراز الانعكاسات الإيجابية لهذا الدور المتجدد على قطاع الأعمال المحلي، وعلى مكانة دبي كعاصمة عالمية للاقتصاد والتجارة.

 

منصة مثالية

شهد المنتدى مشاركة نخبة من كبار الشخصيات وصناع القرار على رأسهم معالي عبد العزيز عبد الله الغرير، رئيس مجلس إدارة غرف دبي، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية الذي ألقى كلمة مصورة عبر تقنية الفيديو، ومعالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، وسعادة هلال سعيد المري، نائب رئيس مجلس إدارة غرفة دبي العالمية، ومحمد علي بن راشد لوتاه، مدير عام غرف دبي، وأعضاء مجالس الإدارة والمجالس الاستشارية لغرفة تجارة دبي، وغرفة دبي العالمية وغرفة دبي للاقتصاد الرقمي، العاملة جميعها تحت مظلة غرف دبي. 

 

ووفر المنتدى منصة تفاعلية تتيح لأعضاء المجالس الاستشارية الذين يمثلون مجتمع الأعمال المحلي التواصل المباشر مع كبار صناع القرار في غرف دبي، حيث يشكل المنتدى حلقة وصل تمكّن المشاركين من تقديم رؤيتهم حول تعزيز منظومة الاقتصاد المحلي، وخطط تطوير الأعمال، والحلول العملية التي يمكن تبنيها لاستقطاب الكفاءات والمواهب. 

 

وأتاح المنتدى الفرصة لمناقشة ومعالجة القضايا الاستراتيجية المهمة في المسيرة الاقتصادية لإمارة دبي، ومشاركة التطلعات المستقبلية للشركات المحلية والدولية والرقمية، وتعزيز السياسات والتشريعات وتحقيق التميّز في خدمة العملاء، والارتقاء بدور الابتكار والحلول الرقمية والشراكات العالمية في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية في دبي وترسيخ مكانة الإمارة الرائدة على مؤشرات التنافسية الاقتصادية العالمية.

 

أولويات الاستراتيجية

وخلال كلمته الافتتاحية، قال معالي عبد العزيز عبد الله الغرير: "نحرص في غرف دبي على مد جسور التعاون مع مختلف قطاعات الأعمال وأصحاب المصلحة في الإمارة، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين القطاعين الحكومي والخاص بهدف دفع التنمية المستدامة في دبي نحو آفاق جديدة من التميز والنجاح. ونثق بأن الوصول إلى هذا الهدف سيتحقق بشكل أسرع من خلال قيامنا بتقديم كافة أنواع الدعم والتوجيه والإرشاد إلى مجتمع الأعمال بالإمارة".

 

وأضاف معاليه قائلاً: "نهدف من خلال تنظيم هذا المنتدى إلى إيجاد منصة تفاعلية تعزز قنوات التواصل والشراكة القائمة بيننا وبين شركات القطاع الخاص الممثلة بالمجالس الاستشارية، وتتيح لنا العمل معاً لتحقيق أولوياتنا الاستراتيجية المتمثلة في تحسين البيئة المحفزة لنمو الأعمال في دبي، وجذب الشركات والاستثمارات العالمية إلى دبي، وقيادة توسع أعضاء الغرفة في الأسواق الخارجية، وتنمية الاقتصاد الرقمي لدبي بالإضافة إلى تعزيز كفاءة المنظومة التشريعية والتنظيمية."

 

خطط نوعية

ولفت معاليه إلى أن إجمالي عدد أعضاء غرف دبي حتى بداية أكتوبر 2022 بلغ أكثر من 324 ألف عضو، وبنسبة نمو سنوية بلغت 15%، معتبراً ان العام الحالي شهد مراجعة الأولويات الاستراتيجية للغرف لتنسجم مع رؤية القيادة الرشيدة، مسلطاً الضوء على عدد من المبادرات التي تم تنفيذها لتحقيق الأهداف الاستراتيجية.

 

وكشف رئيس مجلس إدارة غرف دبي عن تأسيس قطاع متخصص بدعم مصالح مجتمع الأعمال ضمن غرفة تجارة دبي، مهامه توفير الدعم في مجال السياسات والتشريعات للغرف الثلاث، وتطوير المنظومة القانونية والتشريعية المحفزة لنمو الأعمال بما يتوافق مع استراتيجيات وأولويات حكومة دبي.

 

ولفت الغرير إلى أن القطاع الجديد الذي تم تأسيسه لدعم مصالح مجتمع الأعمال قد بدأ ممارسة مهامه، ووضع استراتيجيات وبرامج وأطلق مبادرات تعزز مساهمة مجموعات الأعمال المنضوية تحت مظلة الغرفة في مسيرة النمو الاقتصادي، كاشفاً عن إطلاق مبادرة خاصة بتمكين مجموعات الأعمال، تعيد صياغة وإعادة بلورة الدور المناط بمجموعات الأعمال بشكل مدروس، وتفعيل هذا الدور بما يتوافق مع متطلبات المرحلة المقبلة.

 

وكشف الغرير عن خطة لتوسيع عدد القطاعات التي تمثلها مجموعات الأعمال إلى 100 قطاع تغطي القطاعات الثانوية ضمن المجالات والصناعات والقطاعات الاقتصادية الرئيسية المتنوعة، معتبراً ان هذه الخطوة ستكون لها انعكاسات إيجابية هائلة على تمثيل وتعزيز تنتافسية جميع القطاعات الاقتصادية في إمارة دبي.

 

وتحدث الغرير عن مركز دبي للشركات العائلية الذي ستشرف عليه غرفة تجارة دبي والذي سيتم إطلاقه قبل نهاية العام الحالي، معتبراً ان المركز سيركز على تعزيز تنافسية الشركات العائلية في دبي، وضمان استدامتها، وتعزيز مساهمتها في نمو اقتصاد الإمارة.

 

وسلط الغرير الضوء على أهمية تعزيز سعادة العملاء والاهتمام بمتطلباتهم وتسهيل معاملاتهم، كاشفاً عن تأسيس إدارة جديدة مهامها تعزيز وإثراء تجارب العملاء على امتداد جميع نقاط التواصل والتفاعل مع غرف دبي، مضيفاً ان ذلك يعد خطوة متقدمة من شأنها خلق قيمة مضافة لمجتمع الأعمال نظراً لأنها تشمل مهام وأدوار وآليات ومبادرات جديدة تتسق مع الأولويات الاستراتيجية للغرف، وتركز على سعادة العميل. 

 

وأشار رئيس مجلس إدارة غرف دبي إلى الاستراتيجية الجديدة للاتصال المؤسسي التي تم تطويرها واعتمادها مؤخراً للسنوات الثلاث المقبلة، والتي تستهدف تفعيل وتسهيل قنوات التواصل والاتصال المؤسسي، وتعزيز مبادرات التفاعل الإعلامي مع الأطراف والجهات المعنية محلياً وإقليمياً وعالمياً لدعم جهود غرف دبي في تحقيق الأولويات الاستراتيجية وقيادة مسيرة النمو الاقتصادي للإمارة.

 

مساهمة القطاع الخاص

وبدوره قال معالي ثاني الزيودي في كلمة مصورة له بثت خلال المنتدى: "أود أن أشيد بالدور المهم والجهود الدؤوبة التي تبذلها غرف دبي لحماية مصالح قطاع الأعمال المحلي. وتواصل دبي، باعتبارها مركزاً تجارياً عالمياً، العمل على استقطاب المزيد من الاستثمارات والشركات التي تسهم في تسريع عملية التنمية الاقتصادية في الإمارة".

 

وأضاف معاليه قائلاً: "تشهد دولة الإمارات اليوم تحولات كبرى على المستوى الاقتصادي حيث تم إطلاق أجندة اقتصادية طموحة تقوم على ركائز أربع هي المعرفة والابتكار والتكنولوجيا والمواهب، كما قمنا بوضع سياسات هدفها توفير المزيد من الفرص أمام قطاع الأعمال. وتعد التجارة الدولية أحد محاور الرؤية الاقتصادية للدولة، حيث تم توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة مع العديد من دول العالم". 

 

واختتم معاليه بالقول: "إن نجاح هذه الخطط يتطلب استمرار تضافر الجهود بين الجهات الحكومية على المستويين المحلي والاتحادي، وتعزيز علاقات الشراكة القائمة بين القطاعين الحكومي والخاص. وتلعب غرف دبي من خلال تنظيم هذا الملتقى، دوراً فاعلاً في تعزيز هذه الشراكة والانتقال بها نحو مستويات افضل من خلال تفعيل مساهمة القطاع الخاص في عملية صنع القرار".

 

أفكار مبتكرة

وتضمن جدول أعمال لمنتدى ثلاثة عروض تقديمية لكل من غرفة تجارة دبي، وغرفة دبي للاقتصاد الرقمي، وغرفة دبي العالمية سلطت الضوء على أهم الإنجازات لكل غرفة خلال العام الجاري، والخطط والمشاريع المستقبلية واستراتيجيات النمو الخاصة بكل غرفة. تم بعد ذلك عقد جلسات الطاولة المستديرة الخاصة بأعضاء المجالس الاستشارية كل غرفة. وشهد المنتدى كلمة خاصة لأفكو أكالتان، رئيس شركة UPS في شبه القارة الهندية والشرق الأوسط وأفريقيا حول دور قطاع الخدمات اللوجستية في الاقتصاد التنافسي.

 

وتمحورت النقاشات الخاصة بغرفة دبي للاقتصاد الرقمي حول نوعية وكفاءة المواهب التي يجب استقطابها لتعزيز نمو الشركات المحلية الرقمية، بالإضافة إلى موضوع تعزيز بيئة الأعمال المحلية والارتقاء بنشاط الشركات وجعلها أكثر جاذبية واستدامة للشركات، وأهمية الميتافيرس والأصول الرقمية في خلق فرص جديدة لقطاع الأعمال.

 

وتمحورت النقاشات الخاصة بغرفة تجارة دبي حول استدامة الشركات العائلية، ودور الغرفة في دعم الشركات العائلية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة لتعزيز مرونتها ونموها، بالإضافة إلى دور المجالس الاستشارية في دعم أجندة غرفة تجارة دبي الخاصة بالتشريعات والسياسات الداعمة لمجتمع الأعمال، بالإضافة إلى تحسين تجربة العملاء.

 

وركزت النقاشات الخاصة بغرفة دبي العالمية حول التصدير وإعادة التصدير والأولويات المتوجب التركيز عليها لخلق قيمة للشركات الصناعية ومساعدتها على التوسع بالأسواق الخارجية، بالإضافة إلى مناقشة دور استقطاب أصحاب المهارات، والاستراتيجيات والتوجهات الجديدة لدعم النمو الاقتصادي والأولويات الإماراتية الرئيسية، ومناقشة الاقتصاد المستدام ودوره في النمو من خلال تجاوز التحديات والاستفادة من الفرص المتزامنة مع استضافة الإمارات مؤتمر "COP 28".