دبي (الاتحاد) تعد دبي من أبرز موردي المنتجات الإلكترونية في الشرق الأوسط والعالم، بفضل موقعها الاستراتيجي، ففي عام 2021، بلغ حجم تجارة الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية في الإمارة 2.7 مليون طن متري، بقيمة تزيد على 347 مليار درهم، حسب تقرير صادر عن المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا». 
وتعزز البنية التحتية القوية التي تتمتع بها دبي مكانتها التجارية لتسهم في تلبية طلبات البيع المحلية والإقليمية الخاصة بمنصات التجارة الإلكترونية، إضافة إلى ارتباطها التجاري القوي مع أسواق إعادة التصدير في العديد من البلدان حول العالم.وتلعب «جافزا» دوراً محورياً في تلبية هذا الطلب المتزايد سواء من داخل دولة الإمارات أو عبر المنطقة ككل، حيث أسهمت المنطقة الحرة وحدها خلال عام 2021، من خلال موقعها في قلب إمارة دبي، بتسهيل تجارة 1.4 مليون طن متري من المنتجات الإلكترونية، بقيمة تزيد على 147 مليار درهم، أي ما يزيد على 50% من إجمالي حجم تجارة الإلكترونيات في دبي، وأكثر من 40% من قيمة تجارة هذا القطاع.
وتمثل إحدى أهم المزايا التي يتفرد بها قطاع الإلكترونيات في «جافزا»، انتماء أكثر من 26% من شركاته إلى دولة الإمارات، ما يعزز توطين الإنتاج وتشكيل طلب عالمي على السلع والخدمات المحلية. في حين تنتمي 50% من باقي الشركات إلى منطقة الشرق الأوسط، و26% إلى قارة آسيا، وتصل نسبة الشركات الأوروبية إلى 9%.


تحديات سلاسل التوريد

تدعم «جافزا» المتعاملين لديها على الدوام عبر مجموعة متنوعة من المرافق الجديدة، والتي تشمل أحدث الوحدات الصناعية المتقدمة والمصممة حسب الطلب والمستودعات عالية الجودة والمعزولة حرارياً، لأغراض التخزين أو التوزيع أو التجميع، مما يضمن لشركائها تقليل الوقت اللازم لعمليات التصنيع والإنتاج.
ويسهم تزايد الطلب وتسارع التطور التكنولوجي، بما في ذلك «إنترنت الأشياء»، وانتشار شبكات الجيل الخامس للهواتف المحمولة، في دفع الشركات المصنّعة إلى تطوير أساليبها في العمل، لتستفيد عبر تواجدها في المنطقة الحرة من مزايا التخزين متعدد الوظائف بأسعار تنافسية، ما يمكّنها من تلبية احتياجات السوق عبر إدارة مخزونها بسلاسة، لضمان الكفاءة وتقليل التكاليف واختصار الوقت، مما يؤدي إلى تحسين عمليات ما بعد التصنيع، والتي تُعد من المراحل الرئيسة في تسريع شحن المنتج النهائي إلى المستهلكين.
ويضمن قرب المنطقة الحرة من ميناء جبل علي ارتباطاً تجارياً متعدد الأنماط بشبكة توزيع قوية عبر أكثر من 1300 شركة متواجدة فيما يزيد على 80 دولة. وتعزز تلك الشبكة مرافق لوجستية فائقة القدرة، تساعد على إتمام عمليات التخليص بسرعة أكبر مع تحكم أعلى في مناولة البضائع للمتعاملين. ما يقلل من الوقت اللازم لتلبية طلبات البيع، ويحقق مكسباً إضافياً للمستهلكين الذين سيستلمون بضائعهم بشكل أسرع.
وهناك مزايا أخرى، تشمل الإعفاء من الرسوم الجمركية، وسهولة ترخيص الشركات، ومجموعة واسعة من حلول البنية التحتية التي يمكن تصميمها حسب احتياجات المتعاملين ضمن مساحات واسعة تمتد على أكثر من 1.2 مليون متر مربع. ما يجعل من جبل علي الوجهة التجارية المفضلة للشركات الصغيرة والمتوسطة وكذلك الشركات متعددة الجنسيات، وفي مقدمة تلك الشركات «سامسونج» و«سوني» و«فيليبس»، و«شارب»، إضافة إلى «أل جي»، و«أتش بي»، و«توشيبا»، و«هيتاشي»، و«نيكون»، و«أوراكل»، وغيرها العديد من الشركات العالمية الأخرى.


مستقبل «ميتافيرس»

يساعد انتشار تطبيقات الـ «ميتافيرس» على تعزيز تحوّل قطاع الإلكترونيات الاستهلاكية المتنامي وقطاع التجارة بشكل عام، ليصبح بالإمكان بيع السلع الافتراضية أو الحقيقية من خلال متاجر افتراضية يتجوّل فيها المتسوقون باستخدام شخصياتهم الرقمية الرمزية. وتسعى العديد من الشركات وفي مقدمتها «دي بي ورلد» إلى استكشاف الإمكانات غير المستغلة للعالم الافتراضي، لتحقيق طفرة في قطاع تصنيع وتجارة المنتجات الكهربائية والإلكترونية.
وكانت «دي بي ورلد» أعلنت في شهر مايو الماضي، عن إنشاء «دي بي ميتاورلد»، لتقديم حلول افتراضية متطورة للتحديات التي تواجه سلاسل التوريد في العالم الحقيقي. ويساعد حجم عمليات «دي بي ورلد« الممتدة عبر ست قارات في 80 ميناءً - وتشمل مختلِف العمليات اللوجستية - المتعاملين على فهم جميع مراحل سلاسل التوريد من بدايتها وحتى آخر خطوة فيها، مع إمكان تصميم طرق بديلة لتسريع تدفق البضائع في حال حدوث اختناقات لوجستية.
وستسعى «دي بي ورلد» أيضاً إلى استكشاف تطبيقات الـ «ميتافيرس» لتقديم خدماتها، بما في ذلك محاكاة عمليات التخزين ومناولة البضائع والحاويات في محطات الموانئ، من خلال بناء توائم رقمية افتراضية ثلاثية الأبعاد لأصولها ومرافقها الحقيقية، إضافة إلى القيام بعمليات التفتيش على الحاويات والسفن. كما ستشمل تطبيقات الشركة تحسين تجربة المتعامل مع أسواق البيع بالتجزئة، ليصبح بالإمكان توسيع قدرة صالات العرض في سوق دبي للتجار والتي تزيد على 1.600 صالة، لتستقبل أعداداً غير محدودة من المتسوقين من خلال تجربة تسوق افتراضي غامرة.