سيد الحجار (أبوظبي)
ارتفعت إيجارات «الاستوديوهات» السكنية والشقق الصغيرة المؤلفة من غرفة واحدة في معظم مناطق أبوظبي خلال النصف الثاني من العام الحالي، فيما تباينت إيجارات الشقق الكبيرة ذات الثلاث والأربع غرف ما بين الاستقرار والانخفاض الطفيف.
وأرجع خبراء ومتعاملون عقاريون لـ«الاتحاد» زيادة إيجارات الوحدات الصغيرة، إلى نقص المعروض منها، لا سيما بالمشاريع الجديدة بمناطق التملك الحر، مثل جزيرة ياس والريم وشاطئ الراحة، مقارنة بالطلب المرتفع، موضحين أنه من ناحية أخرى، فإن المناطق القديمة وسط أبوظبي تشهد حالة من استقرار الإيجارات أو التراجع الطفيف في كافة الوحدات سواء الصغيرة أو الكبيرة.
وأظهرت مؤشرات السوق العقاري في أبوظبي، بمنظومة «داري» الرقمية للخدمات العقارية التابعة لدائرة البلديات والنقل في أبوظبي، ارتفاعاً في إيجارات الاستوديوهات والشقق ذات الغرفة الواحدة في مناطق عدة، منها جزيرة ياس، والراحة، وجزيرة الريم، والريف، ومنطقة الزاهية «النادي السياحي»، فيما تباينت أسعار إيجارات الشقق ذات الغرفتين والثلاث غرف، بين الاستقرار والتراجع، بمناطق «ياس» و«الراحة» و«الخالدية» ومدينة محمد بن زايد.
وبحسب المؤشر، ارتفعت إيجارات الاستوديوهات في جزيرة ياس من متوسط 45 ألف درهم سنوياً خلال الربع الثاني من 2022 إلى 50 ألف درهم خلال الربع الثالث من العام ذاته، فيما استقرت إيجارات الشقق ذات الغرفة الواحدة عند 50 ألف درهم، بينما تراجع سعر إيجار الشقق ذات الغرفتين من 78 إلى 75 ألف درهم سنوياً، والثلاث غرف من 125 إلى 107 آلاف درهم سنوياً.
في منطقة الراحة، ارتفعت إيجارات الاستوديوهات من 40 إلى 42 ألف درهم سنوياً، والشقق ذات الغرفة الواحدة من 62.5 إلى 65 ألف درهم، فيما تراجعت إيجارات الغرفتين من 100 إلى 98 ألفاً، والثلاث غرف من 160 إلى 155 ألفاً، فيما ارتفعت إيجارات الأربع غرف من 160 إلى 165 ألف درهم سنوياً.
في جزيرة الريم، ارتفعت إيجارات الاستوديوهات من متوسط 40 ألف درهم سنوياً خلال الربع الثاني من العام الحالي إلى 43.5 ألف درهم خلال الربع الثالث من العام ذاته، والشقق ذات الغرفة الواحدة من 55 إلى 56 ألفاً، والغرفتين من 82 إلى 83.8 ألف، والثلاث غرف من 120 إلى 125 ألف درهم، فيما استقرت إيجارات الشقق ذات الأربع غرف عند 140 ألف درهم سنوياً، بينما شهدت إيجارات الشقق الكبيرة ذات الخمس غرف انخفاضاً ملحوظاً من 190 ألف درهم سنوياً خلال الربع الثاني من 2022 إلى 161 ألف درهم سنوياً بالربع الثالث من العام ذاته.
وفي «الريف»، ارتفع متوسط إيجار الشقق ذات الغرفة الواحدة من 45 إلى 48 ألف درهم سنوياً، فيما استقر إيجار الغرفتين عند 60 ألفاً، وارتفع إيجار الأربع غرف من 78.5 إلى 82 ألف درهم سنوياً.
استقرار نسبي
وبحسب مؤشرات منظومة «داري»، استقرت إيجارات الشقق ذات الغرفة الواحدة، في منطقة آل نهيان بأبوظبي، عند 40 ألف درهم، والغرفتين 50 ألف درهم، فيما ارتفعت إيجارات الثلاث غرف من 77 إلى 80 ألف درهم، والأربع غرف من 112 إلى 120 ألف درهم.
وفي منطقة الزاهية «النادي السياحي»، ارتفع إيجار الشقق ذات الغرفة الواحدة من 40 إلى 42 ألف درهم سنوياً، فيما تراجع إيجار الغرفتين من 52 إلى 50 ألفاً، واستقرت أسعار الثلاث غرف عند 70 ألف درهم سنوياً، فيما ارتفعت إيجارات الأربع غرف من 110 إلى 118 ألف درهم.
وفي مدينة محمد بن زايد، استقر إيجار الاستوديو عند 38 ألف درهم، فيما تراجعت إيجارات الشقق ذات الغرفة الواحدة من 36 إلى 35 ألف درهم، واستقر إيجار الغرفتين عند 43 ألف درهم سنوياً، وانخفض إيجار الثلاث غرف من 60 إلى 55 ألف درهم سنوياً.
وفي الخالدية، تراجعت إيجارات الشقق ذات الغرفة الواحدة من 50 إلى 47 ألف درهم سنوياً، والغرفتين من 50 إلى 48 ألف درهم، والثلاث غرف من 95 إلى 90 ألف درهم، والأربع غرف من 100 إلى 95 ألف درهم سنوياً، بحسب المؤشر.
طلب مرتفع
وأكد الدكتور محمد نعيمات، رئيس مجموعة الحصن وجود طلب مرتفع على الوحدات السكنية بوجه عام سواء الصغيرة أو الكبيرة، في أبوظبي خلال هذه الفترة، لا سيما مع توالي الكشف عن العديد من المبادرات المحفزة والجاذبة للمستثمرين، فضلاً عن تسهيلات الإقامة التي تجعل من الإمارات بيئة مثالية للعيش والاستثمار.
وأضاف أنه بالطبع فإن الطلب يتزايد على الاستوديوهات والمساحات الصغيرة، والتي تكون مناسبة من ناحية السعر للعديد من العملاء، لا سيما في ظل نقص المعروض من هذه الوحدات، مقارنة بالشقق الكبيرة، لا سيما بالبنايات القديمة، والتي تظل شاغرة لأشهر عدة في كثير من الأحيان.
وشهد القطاع العقاري في إمارة أبوظبي ارتفاعاً جديداً ضمن مؤشر الشفافية العقارية العالمي، وذلك وفقاً للتقرير الذي تصدره شركة «جيه إل إل» والمختص بأداء ونمو أسواق العقارات العالمية، حيث حققت الإمارة تقدماً على مستوى المنطقة، وحصلت على المرتبة الثانية عالمياً في معدلات التطور في الأداء في تقرير عام 2022، وواصلت أبوظبي تقدمها في الترتيب العالمي لتحقق المرتبة الـ 45 عالمياً هذا العام، مقارنة بالمرتبة الـ 48 في عام 2020.
تنوع المعروض
بدوره، أوضح ناصر مال الله الحمادي المحامي والمتخصص في الشؤون العقارية، أن معظم البنايات السكنية في أبوظبي مؤلفة من غرفتين وصالة، حيث يوجد نقص ملحوظ في وحدات الاستوديو والشقق ذات الغرفة الواحدة، وهو ما يسهم في زيادة الطلب عليها، ومن ثم زيادة أسعارها.
وذكر الحمادي أن تنوع المعروض من الوحدات السكنية المتاحة للإيجار بأبوظبي، مع دخول العديد من الشقق الجديدة للسوق، لا سيما بمناطق التملك الحر في جزيرتي ياس والريم ومنطقة شاطئ الراحة، أسهم في زيادة الضغط على الوحدات القديمة وسط أبوظبي، مع توافر خيارات أفضل بالمشاريع الجديدة.
تباين الأسعار
أظهر تقرير حديث ل«بيوت» و«دوبيزل»، ارتفاع متوسط إيجار الاستوديوهات في مدينة خليفة 3.28% إلى 28 ألف درهم سنوياً خلال النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بالنصف الأخير من 2021، والشقق ذات الغرفة 0.64% إلى 42 ألف درهم، فيما انخفض إيجار الغرفتين 1.42% إلى 59 ألف درهم سنوياً.
وفي منطقة الخالدية، ارتفعت إيجارات الاستوديوهات 3.10% إلى 29 ألف درهم سنوياً، والشقق ذات الغرفة 3.74% إلى 52 ألف درهم، والغرفتين، 2.57% إلى 67 ألف درهم سنوياً، فيما استقرت إيجارات الاستوديوهات في منطقة المرور عند 28 ألف درهم، وانخفض متوسط إيجار الشقق ذات الغرفة الواحدة 2.68% إلى 40 ألف درهم، والغرفتين 4.14% إلى 52 ألف درهم، كما استقر متوسط إيجار الاستوديو في منطقة النادي السياحي عند 36 ألف درهم، والشقة ذات الغرفة عند 42 ألف درهم، كما ارتفع متوسط إيجار الغرفتين 1.36% إلى 57.000 درهم سنوياً.
كما ارتفعت إيجارات الشقق ذات الغرفة الواحدة في جزيرة الريم بنسبة 3.55% إلى 59 ألف درهم، والغرفتين 1.95% إلى 87 ألف درهم، والثلاث غرف 1.70% إلى 128 ألف درهم سنوياً، بحسب التقرير.