يوسف العربي (دبي)

 يرسم معرض «جيتكس جلوبال 2022»، الذي ينطلق اليوم، اتجاهات قطاع التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط بعد أن بات الفعالية التقنية الأكبر في العالم من حيث المساحة وعدد المشاركات، بحسب خبراء ومسؤولين بالقطاع.
 وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»: إن الدورة الحالية للمعرض تركز على 7 اتجاهات تكنولوجية رئيسة هي الأمن الإلكتروني، الذكاء الاصطناعي، اقتصاد البيانات، المدن الرقمية، «بلوك تشين»، «الميتافيرس»، والجيل السادس من تكنولوجيا الاتصالات «6G».
ويعقد «جيتكس جلوبال 2022» في مركز دبي التجاري العالمي خلال الفترة من 10 إلى 14 أكتوبر متفوقاً على جميع نسخه السابقة من حيث الحجم والسعة الاستيعابية، حيث تشارك فيه 5000 شركة عارضة موزعة على 26 قاعة عرض بمساحة إجمالية تبلغ مليوني قدم مربعة، ويشكل ذلك زيادة استثنائية قدرها 25% على أساس سنوي.

استيعاب الطلب 
قالت تريكسي لو ميرماند، نائب الرئيس التنفيذي لإدارة الفعاليات في مركز دبي التجاري العالمي:  «جيتكس جلوبال» بات قصة نجاح إماراتية قوامها الابتكار، لافتة إلى أن المعرض يسهم في رسم خريطة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط.
 وأوضحت أن «جيتكس» بات يحتل المراتب الأولى بين قائمة أكبر معارض التكنولوجيا في العالم، كما أصبح المعرض الأكبر في دبي بعد تجاوزه معرض «جلفود» من حيث المساحة وعدد المشاركات.
 وأوضحت، أن مركز دبي التجاري العالمي زاد المساحة المخصصة للمعرض بنسبة 25% لاستيعاب الطلب من الشركات الجديدة، لا سيما مع اتساع نطاق التقنيات التي يتم استعراضها في «جيتكس 2022».
وأشارت إلى وجود 1400 شركة عارضة جديدة من الشركات العالمية والشركات الناشئة، والتي تستعرض تطبيقات متطورة في مجالات «الميتافيرس» والذكاء الاصطناعي، و«الويب 3.0»، و«البلوك تشين»، واتصالات الجيل السادس، والحوسبة السحابية، والتكنولوجيا المالية، والبيانات الضخمة.

الحوسبة السحابية
من جانبه، قال حسن الحوسني، المدير التنفيذي لشركة بيانات التابعة لـ«G42»: إن المجموعة تستعرض أحدث تقنيات مراكز البيانات والأنظمة الجغرافية، والحوسبة السحابية، والمدن الرقمية، عبر أربع شركات هي خزنة، وبيانات، و«جي 42 كلاود»، و«سمارت ناشن» بالترتيب.
وأضاف، أن «جي 42 كلاود» تعد الشركة الوحيدة في الإمارات التي تقدم خدمة الحوسبة السحابية بتحكم كامل وتستعرض خلال «جيتكس جلوبال 2022» هيكلية بناء الحوسبة السحابية بشكل عام وآليات تحليل البيانات الضخمة.
 وأشار الحوسني إلى أن «سمارت ناشن» ستعرض منصتها الجديدة التي تخدم الجهات الأمنية والمرورية وغيرها من خلال توفير المنصة التي تجمع المستشعرات في المدن الذكية.
ولفت إلى أن «بيانات» سبق وأن أطلقت المرحلة الأولى من السيارات ذاته القيادة في نوفمبر 2021، ومن المقرر إطلاق المرحلة الثانية في نوفمبر من العام الحالي لتشمل جزيرة ياس والسعديات.
وقال الحوسني، إن المشاركة في «جيتكس جلوبال 2022» تأتي ضمن استراتيجية «G42» لاستعراض منتجات ملموسة، لاسيما بعد إطلاق صندوق التوسع بقيمة 10 مليارات دولار، وهو صندوق نمو تكنولوجي عالمي تم تشكيله في شراكة استراتيجية مع صندوق أبوظبي للتنمية (ADG).
وتتركز الاستثمارات على التقنيات الحديثة التي ستشكل المشهد الاقتصادي العالمي في العقود القادمة، مثل تقنيات الحوسبة والاتصالات، والتنقل الذكي، والتكنولوجيا النظيفة ومصادر الطاقة المتجددة، والبنية التحتية الرقمية، والمواد الجديدة، والأكوان المتعددة، والتكنولوجيا المالية، والرعاية الصحية، وعلوم الحياة.

التطوير والابتكار 
من جهته، أكد طلال شيخ، أستاذ مشارك، مدير الدراسات الجامعية لكلية الرياضيات وعلوم الحاسوب، بجامعة هيريوت وات دبي، في رده على أسئلة «الاتحاد» أنه مع الثورة الرقمية التي نشهدها الآن ومع مجالات الابتكار المختلفة، أصبحت التكنولوجيا من الأساسيات الحياتية. 
ونوه بأنه نتيجة لذلك، أصبحت المعارض التقنية الشهيرة مثل «جيتكس جلوبال» أفضل مناطق الجذب لجميع الفئات وتُعد منصة يلتقى فيها رواد صناعة تكنولوجيا المعلومات لتبادل المعرفة وعرض الأفكار المبتكرة والمنتجات التكنولوجية الجديدة. 
وقال: إن «جيتكس» يغطي قطاعات تكنولوجية مختلفة أبرزها الأمن الإلكتروني، الذكاء الاصطناعي، اقتصاد البيانات، المدن الرقمية، بلوك تشين، «الميتافيرس»، وتكنولوجيا الاتصالات «6G».
 وأضاف، أن المعرض يعد منصة ثرية ونافذة لمشاهدة الاختراعات والابتكارات المختلفة والاطلاع على أحدث الحلول التقنية الثورية المباشرة المقدمة لأول مرة في المنطقة، وبالتالي سيؤدي إلى دعم بيئة الأعمال في المنطقة ودعم أصحاب المشاريع ويشجع على خلق بيئة للابتكار والتطوير.

 

فعاليات مصاحبة
يضاف إلى إطلاق «جيتكس جلوبال 2022» فعالية «إكس-فيرس»، وهي أضخم رحلة غامرة في العالم بمجال «الميتافيرس» تتضمن 28 علامة تجارية تجريبية، وكذلك «جلوبال ديف سلام»، أكبر ملتقى للمطورين والمبرمجين في ال

شرق الأوسط. واستقطبت الفعاليتان اهتماماً عالمياً واسعاً، حيث تم حجز جميع المساحات الشاغرة المتوافرة فيهما في غضون شهرين. وستشهد موجة الاهتمام العالمي هذه استضافة فعالية «نورث ستار»، أكبر تجمع لشركات اليونيكورن هذا العام في دبي، مع وجود 35 شركة يونيكورن من 15 دولة تتطلع لاستكشاف فرص جديدة والتوسع في واحدة من أسرع أسواق العالم نمواً.
ويعتبر برنامج «أفريكا فاست 100» أكبر تجمع للشركات الأفريقية الناشئة تتم استضافته خارج قارة أفريقيا، خصوصاً أن شركات التكنولوجيا الأفريقية تحظى مؤخراً بإقبال واضح من جانب المستثمرين العالميين.

واقع مختلط
أكد نعيم يزبك، المدير العام لشركة «مايكروسوفت الإمارات»، أن تركيز الشركة خلال مشاركتها في «جيتكس جلوبال 2022» ينصب على الواقع المختلط وتأثيره على سيناريوهات معينة تخص القطاع.
ولفت إلى أن الشركة أعلنت مؤخراً عن نظارة الواقع المختلط «HoloLens2» ويوفر هذا الجهاز التفاعلي المتطور الذي يعتمد تقنية «الهولوجرام» تجربة واقع مختلط سلسة وغامرة هي الأفضل على الإطلاق، وهو مدعوم بالحوسبة السحابية الموثوقة والآمنة والقابلة للتوسع. ونوه بأن الشركة تعتزم عرض تجربة هذا الجهاز في معرض «جيتكس جلوبال»، مع استعراض سبل استخدام الواقع المختلط لدعم مجموعة متنوعة من تطبيقات القطاع وحالات الاستخدام. 

التطور التكنولوجي 
قال فادي إسكندر، نائب الرئيس الإقليمي لشؤون الأسواق الناشئة لدى «فورس بوينت»: إن منطقة الشرق الأوسط تشهد مرحلة من التطور التكنولوجي الهائل، ويلعب الاطلاع على أنشطة الشركات الأخرى والتعرف على دورها في تسريع التطور التكنولوجي دوراً محورياً في نمو الأعمال ونضوج السوق بالمجمل.   وأضاف أن معرض «جيتكس» يوفر منصة لأبرز شركات التكنولوجيا للاجتماع تحت سقف واحد والتواصل فيما بينها والتعرف على الشركات الجديدة، والاطلاع على ما تقدمه من خدمات وحلول، كما يمنح المعرض شركة «فورس بوينت» منصة لاستعراض حلولها ومنتجاتها أمام العملاء وتسليط الضوء على دور العلامة في عالم الأمن السيبراني. وأوضح أن شركته تقوم خلال مشاركتها في «جيتكس 2022» باستعراض حل أحدث تقنيات «فورس بوينت وَن» والحلّ الأبسط من نوعه في القطاع لضمان أمن المؤسسات صاحبة القوى العاملة الهجينة ويساهم الحل الجديد، الذي يعتمد على سحابة شاملة موحدة، في تبسيط الإجراءات الأمنية لدى القوى العاملة التقليدية، وتلك العاملة عن بُعد، ليتيح للمستخدمين فرص تأمين الوصول الآمن والمنضبط للمعلومات التجارية على الشبكة والسحابة وفي التطبيقات الخاصة. 
وإلى جانب ذلك، تقدم «فورس بوينت» عروضاً مباشرة في مجالات أمن البيانات وأمن الشبكات ونموذج أمان الثقة الصفرية وإزالة البرمجيات الخبيثة وإعادة تطويرها وحلول عزل المتصفح عن بُعد.

الحدث الأبرز 
قال خالد الشامي، نائب الرئيس لاستشارات الحلول بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة إنفور: إن «جيتكس» هو الحدث الأبرز على أجندة المناسبات التقنية، حيث يمتلك الحدث وصفة النجاح التي تجمع بين المستوى والجودة، وهناك مشاركة وحضور قوي من جانب عدد كبير من الشركات الكبرى، بما فيها شركات كثيرة من قطاعات نركز عليها في مجال التصنيع والتوزيع.
 وأضاف أن «إنفور» تستعرض خلال «جيتكس» قوة حلول البرمجيات السحابية المتخصصة بالصناعة لمساعدة الشركات العاملة في مجال التصنيع والتوزيع في الشرق الأوسط على أتمتة وتبسيط الأنظمة المعقدة وتهيئتها للمستقبل. 
وأكد أن الأمن الإلكتروني يُعد جزءاً أساسياً من أي خطة تحول، فأمن البيانات والخصوصية أصبحت ضرورات ملحة لا يمكن المبالغة في أهميتها، وفي عام 2021 ارتفع متوسط تكلفة اختراق البيانات في الحادثة الواحدة إلى 4.24 مليون دولار، أي زيادة بنسبة 9.8% مقارنة مع 2020 وتعتبر هذه التكلفة المباشرة ضئيلة جداً لدى مقارنتها بالأضرار الجسيمة والدائمة التي تخلفها حوادث اختراق البيانات على سمعة العلامات التجارية وأعمال الشركات. 
وأضاف الشامي، أن الشركات تستطيع الارتقاء بأمنها الإلكتروني بشكل كبير من خلال الانتقال إلى بيئة السحابة مع شركة موثوقة في تزويد هذه الخدمات، حيث تتيح الحلول البرامجية المقدمة كخدمة للمؤسسات بيئة آمنة ومنيعة لحماية مواردها الرقمية، حيث تتم في هذه البيئات إدارة البنى التقنية الأساسية وحماية أمن التطبيقات من جانب مزودي الخدمات السحابية، بما يقدمونه من موارد مكرسة لمراقبة الأنظمة بشكل متواصل لغاية الكشف عن الاختراقات والتهديدات الأمنية، وهذا بدوره يقدم استجابة سريعة لأي مشكلة محتملة أو مخاطر أمنية محددة. وقال: إن الشركات المزودة للخدمات السحابية تضخ استثمارات بملايين من الدولارات سنوياً لأجل تطوير التدابير الداخلية لحماية الأمن الإلكتروني، بما يشمل التدريب وتحليل الخدمات القائمة بشكل مستمر، وإطلاق التحديثات المتواصلة لآليات الحماية الإلكترونية بجميع مستوياتها، بما فيها الرصد والحماية الأمنية القائمة على الشبكات والأنظمة المضيفة. 
ونوه الشامي، بأن الشركات الرائدة في تزويد الخدمات السحابية تتميز بقدراتها على حماية بيانات العملاء القيّمة نتيجة الاستثمارات والموارد الكبيرة التي لا تستطيع أغلب الشركات تحمل تكاليفها. وانتقال الشركات إلى بيئة السحابة يضع في متناولها القدرة على عزل شبكاتها الداخلية وحماية بياناتها القيّمة المخزنة في الأنظمة الداخلية.