سيد الحجار (أبوظبي)

حققت المشاريع التي مولها صندوق أبوظبي للتنمية في قطاع الطاقة المتجددة دعماً استراتيجياً لجهود دولة الإمارات الهادفة إلى زيادة إسهامات الطاقة النظيفة في الدول النامية، إضافة إلى دورها البارز في تسريع وتيرة التحوّل نحو الطاقة المتجددة، وتخفيض الغازات الدفيئة والانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة، للحد من ظاهرة التغيّر المناخي.
ومنذ عام 1974 مول صندوق أبوظبي للتنمية، 73 مشروعاً في قطاع الطاقة المتجددة بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من 4.569 مليار درهم، استفادت منها 54 دولة في مختلف قارات العالم، حيث شملت تلك التمويلات مختلف أنواع الطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية والمائية، والرياح، والطاقة الحرارية وغيرها.
وأطلق الصندوق 4 مبادرات نوعيّة لتعزيز الانتقال نحو استخدام الطاقة المتجددة، بقيمة إجمالية 850 مليون دولار، وذلك بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين، حيث أطلق عام 2013 مبادرة لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة في الدول النامية بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) بقيمة إجمالية بلغت (350 مليون دولار)، حيث موّل الصندوق ضمن المبادرة 26 مشروعاً بسعة 265 ميغاواط استفادت منها 21 دولة، خلال 7 دورات تمويلية تم تنفيذها.
كما موّل الصندوق في عام 2013، صندوق الشراكة بين الإمارات ودول جزر المحيط الهادئ بقيمة (50 مليون دولار)، حيث موّل 11 مشروعاً، وبلغ إجمالي الطاقة المنتجة 6 ميغاواط، وساهمت المشاريع في تحقيق 3.7 مليون دولار وفورات الوقود، وكذلك 8.447 حجم انخفاض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وساهم عام 2017 بتمويل مبادرة صندوق الشراكة بين دولة الإمارات ودول جزر البحر الكاريبي بقيمة بلغت (50 مليون دولار)، استفادت منها 16 جزيرة، بسعة 9.43 ميغاواط من إجمالي الطاقة المنتجة، خلال 3 دورات تمويلية.

منصة عالمية
فيما تم الكشف عن المبادرة الرابعة العام الماضي، حيث أعلنت دولة الإمارات والوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» إطلاق المنصة العالمية لتسريع نشر مشاريع وحلول الطاقة المتجددة في البلدان النامية، على هامش مؤتمر «COP26» في مدينة جلاسكو بالمملكة المتحدة خلال شهر نوفمبر 2021.
وتعهدت دولة الإمارات بتقديم 400 مليون دولار من خلال «صندوق أبوظبي للتنمية» لدعم المنصة في جمع تمويل لا يقل عن مليار دولار.
ويعد صندوق أبوظبي للتنمية أول مؤسسة تنموية تنضم إلى منصة مسرعات التحول للطاقة المتجددة وتقديم تمويل بقيمة 400 مليون دولار لدعم المنصة، التي تهدف إلى تقليص التحديات التي تواجه الدول النامية والمتمثلة في تأمين التمويل والخبرات اللازمة لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة.
وتهدف المنصة إلى تسخير التمويل المشترك لاستقطاب استثمارات إضافية بقيمة ملياري دولار من ممولين من خارج المنصة، سعياً لتمويل مشاريع تسهم في توليد 1.5 جيجاواط من الطاقة الكهربائية المولدة من مصادر متجددة بحلول عام 2030.
وتتولى «آيرينا» إدارة المنصة من مقرها الرئيسي في أبوظبي، مستفيدة من وجود مقرها الدائم في دولة الإمارات للوصول إلى سوق تمويل العمل المناخي والبنية التحتية للابتكار في مجال الطاقة المتجددة التي تحتضنها البلاد.
وتساعد منصة التسريع الجديدة في خفض المخاطر الاستثمارية وتمويل مشاريع الطاقة المتجددة في البلدان النامية التي تسعى للحصول على رأس المال اللازم لتحويل قطاع الطاقة.

خفض الانبعاثات
واستفادت من مشاريع وبرامج الصندوق، العشرات من الدول الشريكة في منطقة الشرق الأوسط وقارتي آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية والدول الجزرية في منطقة الكاريبي والباسيفيك، حيث تركز مشاريع الصندوق على رفع نسبة الطاقة النظيفة من إجمالي مزيج الطاقة المنتجة تلك الدول، وخفض اعتمادها على مصادر الطاقة من الوقود الأحفوري، وكذلك تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إلى جانب خلق الآلاف من فرص العمل الجديدة، مما يدعم عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي لتلك الدول.
ويُعد نشر واستخدام حلول الطاقة المتجددة أحد الركائز الرئيسة التي يدعمها صندوق أبوظبي للتنمية، ويندرج ضمن أهدافه التنموية الداعمة لنشر مشاريع مستدامة في مختلف الدول النامية، لذا حرص الصندوق على مشاركة المجتمع الدولي في البرامج والمبادرات النوعية التي تساهم في تعزيز استخدام الطاقة المتجددة على نطاق عالمي، لضمان تلبية الطلب المتنامي على الطاقة وتأمين توفير الكهرباء بشكل آمن ومستدام للجميع.
وعمل الصندوق على عقد شراكات استراتيجية مع مختلف المنظمات الدولية والصناديق التنموية لدعم هذا القطاع المهم.

مساهمات تاريخية  
ساهم صندوق أبوظبي للتنمية في دعم الجهود الدولية التي تبذلها دولة الإمارات الرامية إلى تعزيز انتشار مشاريع الطاقة المتجددة، حيث بدأ الصندوق بتمويل مشاريع الطاقة المتجددة في عام 1974 وساهم بتمويل مشروعات للطاقة المتجددة بقيمة بلغت أكثر 4.569 مليار درهم 
وبحسب التقرير السنوي لعام 2021 الصادر مؤخراً عن صندوق أبوظبي للتنمية، فإنه مواصلة لمسيرة الجهود الرائدة لدولة الإمارات وإسهاماتها الإيجابية في مواجهة ظاهرة التغير المناخي، يعمل صندوق أبوظبي للتنمية على تعزيز تلك الجهود التي تتوافق مع الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة 2030 من حيث ضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة بتكلفة ميسورة، والهدف الثالث عشر والمتمثل باتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره.
كما عمل الصندوق على تنفيذ وتطوير مشاريع استراتيجية لتوفير إمدادات آمنة ومستدامة من الكهرباء للدول المستفيدة من نشاطه التنموي.