رشا طبيلة (أبوظبي)

حدد خبراء ومتخصصون، 5 عوامل أساسية، وراء النجاح الذي يحققه الترويج للقطاع السياحي الإماراتي في الأسواق العالمية والإقليمية، مما ساهم في تعزيز المكانة المرموقة التي تتميز بها الإمارات، كوجهة سياحية عالمية جاذبة للسياح من مختلف أنحاء العالم.
ووفقاً لرصد أجرته «الاتحاد» من خلال استطلاع آراء مؤسسات وشركات سياحية متخصصة تعمل بالدولة، فإن التنسيق والتعاون بين القطاع الحكومي المشرف والمنظم للقطاع السياحي، وبين مؤسسات وشركات القطاع الخاص في الترويج الخارجي للسياحة كان على رأس هذه العوامل، بالإضافة إلى عوامل أخرى، أبرزها توافر المرافق السياحية النوعية الجاذبة، والاستمرار في افتتاح المزيد منها، وجودة وفخامة الخدمات المقدمة للزوار، وتنافسية الأسعار، والتسهيلات المقدمة بالنسبة للتأشيرات السياحية، وهي عوامل رئيسية تسهم في نجاح عمليات الترويج السياحي، وتفوق الإمارات الدائم في سمعتها السياحية الجاذبة، وتعزيز مكانتها الرائدة على الخريطة السياحية العالمية. وبحسب مجلس الإمارات للسياحة، أظهرت نتائج القطاع لعام 2021، أن المنشآت الفندقية في الدولة استقطبت 19 مليون نزيل فندقي بنمو يزيد على 29 % مقارنة بأعداد النزلاء لعام 2020، وحققت المنشآت الفندقية في عام 2021 عوائد بقيمة 28 مليار درهم إماراتي، محققةً نمواً يصل إلى 70 % مقارنة بعام 2020.
وأشار المتخصصون بالقطاع السياحي إلى أن الجهود المبذولة والموحدة بين القطاعين العام والخاص من خلال المشاركة الموحدة في المعارض الدولية والجولات التعريفية من فنادق وشركات سياحة وإدارة الوجهات السياحية والمنشآت الترفيهية والدوائر الرسمية تحت مطلة واحدة يعزز من الترويج السياحي للوجهة، إضافة إلى زيادة عدد الوجهات السياحية وتنوعها في مختلف المجالات من ترفيه وثقافة وطبيعة وبيئة ورياضة، والاستمرار في إنشاء مشاريع سياحية هامة، وجودة الخدمات التي تقدمها المنشآت الفندقية وشركات السياحة والسفر والمنشآت السياحية، وتوفر خدمات مضافة تلبي احتياجات جميع الفئات، وتسهيلات للتأشيرات السياحية، وتنافسية الأسعار والعروض، تُسهم في نجاح عمليات الترويج السياحي للإمارات حول العالم.

يقول مصطفى طنطاوي مدير العمليات في فندق «باب القصر» بأبوظبي: «نشارك تحت مظلة دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي بالمعارض الدولية المتخصصة بالسياحة حيث تقوم الدائرة بشكل مستمر بدعوتنا للمشاركة تحت مظلتها ليكون لنا دور في الترويج السياحي للإمارة وتقديم خدماتنا».
ويضيف طنطاوي: «عادة ما نشارك ما لا يقل عن 5 معارض دولية سنوياً في أسواق رئيسية، مثل بريطانيا وألمانيا وروسيا وعلى مستوى محلي، إلى جانب المشاركة في الجولات التعريفية التي ترتكز في دول الخليج، لا سيما في السعودية والكويت».
ويوضح طنطاوي: «كفنادق، لدينا اتفاقيات وعقود مع وكلاء سفر وشركات سياحية كبرى في أسواق سياحية رئيسية، مثل ألمانيا وبريطانيا وروسيا وغيرها للترويج لأبوظبي لجلب السياح والإقامة في الفنادق والتعرف على الوجهة». ويؤكد طنطاوي: «خلال فترة جائحة (كورونا) لم نوقف عملنا مع شركات السياحة الكبرى بالخارج، بل استمررنا في عقودنا، وقدمنا أسعاراً تنافسية حتى نستطيع الاستمرار والتعافي بعد (الجائحة)». ويقول طنطاوي: «عوامل نجاح الترويج السياحي للإمارات وبناء سمعتها الجاذبة والكبيرة على مستوى العالم تتمثل في جودة وتنوع الخدمات المقدمة وتنوع الفعاليات والمعارض والأنشطة التي تجذبها، وتوفر المرافق والمنشآت السياحية والترفيهية المتنوعة والاستمرار في الاستثمار في بناء المشاريع السياحية والتنسيق والجهود والشراكة الكبيرة بين القطاعين العام والخاص».
ويوضح طنطاوي «تميزت أبوظبي باستقطابها العديد من الأنشطة والفعاليات العالمية التي أسهمت بشكل كبير في الترويج لأبوظبي دولياً وجلب عدد كبير من السياح وذلك بدعم من دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي التي لديها رؤى وخطط ترويجية ناجحة استطاعت من خلالها استقطاب العديد من الزوار».
ويقول «قيام الدائرة بدعوة مؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي ومشهورين على الصعيد العالمي للإقامة في فنادق الإمارة والتعرف على أبوظبي ووجهاتها السياحية يسهم بشكل كبير في تعزيز الترويج السياحي لأبوظبي في العالم.
وتؤكد منى عوني مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسساتي في فنادق أكور دبي، أن التعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص له دور كبير في العملية الترويجية للإمارات سواء للسياحة الدولية أو الداخلية.
وتقول: «جميع الشركاء بالقطاع من فنادق وشركات طيران وجهات حكومية وقطاع المطاعم وغيرها، تتعاون لتقديم أفضل الخدمات والإقامة للزوار».
وتشير عوني: «وجود برامج ومبادرات لتشجيع السياحة الداخلية، إضافة إلى التسهيلات الكثيرة المقدمة للتأشيرات السياحية لدخول السياح وتنوع المرافق السياحية والترفيهية والثقافية، فضلاً عن تنوع المواقع من توافر الجبال والصحراء والبحر وخيارات كثيرة أمام السياح، تُعد عوامل نجاح الترويج السياحي للإمارات وقدرتها على بناء سمعة سياحية عالمية كبيرة ومكانة مهمة على الخريطة السياحية العالمية ووجهة أولى للسياح». ويقول علاء العلي الرئيس التنفيذي لـ«نيرفانا للسفر والسياحة»: «الشراكة والتكامل بين جهود القطاعين العام والخاص هي الأساس في نجاح الترويج السياحي للدولة، فنحن كشركات سفر لدينا الخبرة والمعرفة وتواصل كبير مع الشركات السياحية الكبرى خارج الدولة للتنسيق في جلب عدد كبير من السياح». ويضيف: «لدينا دور مهم أيضاً في الخدمات المقدمة للسياح عند القدوم للدولة، حيث لدينا تعاون دائم مع الفنادق وشركات الطيران والمطارات وشركات النقل للتنسيق والتنظيم عند قدوم السياح للدولة».
ويقول العلي: «نشارك باستمرار في المعارض الدولية السياحية والجولات التعريفية تحت مظلة مشاركة الإمارات، ولدينا دور في اتفاقيات الترويج السياحي». 

التنسيق والتعاون
يقول محمد الحلبي المدير التنفيذي لوكالة عمير للسفريات «إن التنسيق والتعاون بين القطاع العام من دوائر سياحية وطيران وطني والمنتج السياحي الفريد أدى إلى وضع الإمارات في مصافي الدول المتقدمة سياحياً».
ويضيف: «نحن دوماً نبادر بالمشاركة بالمؤتمرات والمعارض العالمية للترويج للإمارات كمنتج سياحي فريد من حيث الفخامة والخدمات فوق الخمس نجوم المقدمة منذ لحظة الوصول لمطارات الدولة إلى الفنادق والمرافق العامة والسياحية».
ويضيف: «التسهيلات الأخيرة للتأشيرات السياحية وسهولة الحصول عليها من دخول واحد أو متعدد الدخول مما سيسهم في جذب المزيد من السياح لتحقيق حلم انتظروه بزيارة الإمارات واكتشاف مرافقها السياحية الفريدة، ما أسهم في وضع الإمارات على قائمة الخيارات السياحية العالمية».

عوامل النجاح
يقول محمد واكب مدير إدارة التسويق والمبيعات في فندق «فيرمونت باب البحر» في أبوظبي: «إن أهم عامل في نجاح وتعزيز الترويج السياحي هو التنسيق مع الدوائر الرسمية والشركاء في القطاع من وكلاء سفر وشركات طيران وفنادق».
ويضيف: «نشارك بشكل مستمر مع دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي في الجولات التعريفية التي تقوم بها حول العالم وفي المعارض الدولية المتخصصة بالسياحة سواء على مستوى المنطقة أو العالم».
ويشير واكب «التركيز في هذه الجولات التعريفية على الأسواق السياحية الرئيسية المصدرة للسياح للإمارات، مثل بريطانيا وألمانيا وروسيا ودول الخليج، إضافة إلى الأسواق الناشئة».
ويؤكد «نشارك تحت مظلة وجناح الدائرة في المعارض الدولية حيث يعد أمراً في غاية الأهمية في الترويج المشترك للوجهة، حيث يرى الزائر للجناح جميع ما يحتاج معرفته عن وجهة أبوظبي من منشآت سياحية وترفيهية وفنادق وخدمات وغيرها».