أبوظبي (الاتحاد)

تشارك دولة الإمارات دول العالم الاحتفال بيوم السياحة العالمي والذي يصادف 27 سبتمبر من كل عام، بسجل حافل من الإنجازات والمبادرات المبتكرة التي عززت مكانتها على خريطة السياحة إقليمياً وعالمياً، ورسخت مكانتها كإحدى أكثر الوجهات الريادية استقطاباً للسائحين من جميع أنحاء العالم لما تمتلكه من مقومات جذب متنوعة، يأتي في مقدمتها البنية التحتية الرائدة والخدمات والتسهيلات المتميزة والمنشآت الفندقية والسياحية المتطورة، والوجهات والمقاصد السياحية المتنوعة والتراث الغني والمتفرد، والمناخ الآمن والمستقر، والمجتمع المنفتح والمتسامح والحاضن لمختلف الثقافات. واستطاعت التجربة الإماراتية في قطاع السياحة أن تصبح مثالاً يحتذى في المرونة والتنوع والتطور المستمر خلال فترة وجيزة، وذلك بفضل دعم وتوجيهات القيادة الرشيدة ورؤيتها الاستشرافية للمستقبل، والتي توجت باستقطاب الدولة أكثر من 100 مليون زائر خلال السنوات الخمس الماضية، وعززت من النمو المستدام لذلك القطاع الحيوي، الذي يعد أحد الروافد الرئيسية للنموذج الاقتصادي الجديد للدولة، ولا سيما أنه نجح في تحقيق معدلات نمو تخطت ما تم تحقيقه في فترة ما قبل جائحة كوفيد-19، وحقق إيرادات بلغت 19 مليار درهم خلال النصف الأول من عام 2022، كما ارتفع عدد نزلاء الفنادق في الدولة بنسبة 42% مقارنة بعام 2021 بإجمالي 12 مليون نزيل، ما يعكس قوة وكفاءة المنتج السياحي في الدولة.

استراتيجية مبتكرة
ويأتي الاحتفال بيوم السياحة العالمي لهذا العام تحت شعار «إعادة التفكير في السياحة»، وهو التوجه الذي تبنته الدولة مبكراً في صياغة استراتيجياتها المبتكرة التي عززت الازدهار المتنامي للقطاع السياحي، وجعلته إحدى الركائز الأساسية الداعمة لنمو الناتج المحلي الإجمالي للدولة، بما ينسجم مع مستهدفاتها التنموية الطموحة للخمسين المقبلة، وهو ما انعكس من خلال سلسلة من المبادرات الرائدة التي حققت نقلة نوعية في قطاع السياحة.
وواصلت الدولة جهودها في دعم القطاع السياحي وفق استراتيجية واضحة وخطط استشرافية مبتكرة تضمن استدامة القطاع السياحي، وتوفير مناخ جاذب وداعم للمشروعات السياحية المبتكرة، كما حرصت الدولة على الترويج لمقاصدها السياحية بالشكل الذي يلبي طموحاتها الاقتصادية من خلال مبادرة «الهوية السياحية الموحدة لدولة الإمارات» والتي تأتي امتداداً للهوية الإعلامية المرئية للدولة، لترسيخ صورة الإمارات كمركز جذب سياحي، إقليمياً ودولياً.

السياحة الداخلية
وبالتوازي مع تلك الجهود، أولت الدولة ملف السياحة الداخلية أهمية بالغة إيماناً منها بدوره المحوري في دعم نمو قطاع السياحة الإماراتي، وانعكس ذلك الاهتمام من خلال اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات، والتي تستهدف خلق منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة لتنظيم السياحة الإماراتية المحلية، بالتنسيق مع مختلف الهيئات والمؤسسات المحلية والاتحادية المعنية بقطاع السياحة والتراث والثقافة والترفيه المجتمعي، من أجل مضاعفة حجم الإنفاق السياحي الداخلي، وخلق الفرص أمام قطاع الأعمال في مناطق الدولة كافة.