يوسف العربي (أبوظبي)

تجاوز سوق البقالة الإلكترونية في الإمارات، خلال 2022، أكثر من 4 مليارات درهم، حسب شركة «سويس لوج- الشرق الأوسط».
 وأشارت «سويس لوج- الشرق الأوسط» إلى أن صناعة البقالة الإلكترونية استمرت في النمو والتوسع، مضيفة أنه خلال الفترة بين عامي 2018 و2019 نمت مبيعات البقالة الإلكترونية من 624 مليون درهم إلى 1.097 مليار درهم.
ونوهت بأن جائحة «كوفيد-19» شكلت مسرّعاً لنمو البقالة الإلكترونية خلال عام 2020، حيث شهد السوق نموّاً يتخطى أكثر من خمس سنوات من النمو خلال خمسة أشهر فقط من بداية «الجائحة».
وأوضحت أنه بعد رفع القيود الاحترازية المرتبطة بـ «كوفيد-19»، واصل المستهلكون تسوق البقالة عبر «الإنترنت» لما يوفره ذلك من راحة وسهولة. 
ووفقاً لتقرير شركة ماكينزي، فإن صناعة البقالة الإلكترونية على وشك أن تشهد تحولاً جديداً، بحيث يتخطى تغلغلها داخل منصات البيع إلى الضعف ليصل إلى 23% في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة 

أتمتة العمليات 
من جانبه، قال ديفيد درونفيلد، المدير العام، لشركة «سويس لوج» الشرق الأوسط لـ «الاتحاد»: أصبحت أتمتة عمليات البقالة الإلكترونية أمراً ضرورياً للغاية بعد الوباء، مما يشير إلى أن الوقت المقبول لتسلم طلبات البقالة الإلكترونية وتوصيلها سيصبح 24 ساعة تقريباً. 
وأضاف أنه في حين يستحيل تطبيق الأتمتة وتنفيذها في عمليات الوفاء بالطلبات بين عشية وضحاها للتعامل مع الزيادة المفاجئة في الطلب، إلا أن العديد من محال البقالة وصلت بالفعل إلى مرحلة أصبح فيها استخدام العنصر البشري للتنقل بين ممرات المحل وانتقاء السلع والطلبات للمتسوقين «أونلاين» أمراً غير مستدام على الإطلاق من الناحية الاقتصادية، كما أنه يزيد من الازدحام في المحل مما يحبط المتسوقين داخله.
ومع زيادة مبيعات البقالة الإلكترونية، تحتاج محال البقالة الآن إلى تبني نهج استراتيجي يدعم خدمة التوصيل للمنازل في اليوم نفسه أو ميزة تسلم المتسوقين لطلباتهم من «رصيف التسلم». 
ونوه بأن تقنيات الأتمتة الصحيحة تدعم هذا النهج، كما توفر الإنتاجية والسرعة المطلوبة، ومن المهم أن تتخذ سلاسل البقالة خطوات استباقية لتصبح محالها مستعدة للعمل بناءً على «الوضع الطبيعي الجديد» من خلال الاستفادة من تجارب وخبرات المتبنين الأوائل واستخدام حلول وتصاميم موحدة تسهل عمليات تنفيذ الأتمتة بصورة أوسع.

حلول استراتيجية 
وقال درونفيلد، إنه لحسن الحظ، مازلنا نمر في مرحلة تطوير أتمتة البقالة الإلكترونية بحيث يمكننا الموازنة بشكل فعال بين السرعة والأداء.
واستعرض بعض التقنيات والحلول التي أثبتت فعاليتها لتلبية احتياجات البقالة الإلكترونية، منها حل النقل المحوري (Hub and Spoke Arrangement) والذي يتيح لمركز التنفيذ الآلي تجميع الطلبات لكافة العناصر غير القابلة للتلف ثم شحنها بالجملة إلى المتاجر، حيث تُضاف العناصر القابلة للتلف فوراً قبل توصيلها للعملاء، مما يسمح بتصميم مراكز التنفيذ والوفاء المؤتمتة جنباً إلى جنب، ويتخلص من القيود المفروضة على مساحة المحل، وذلك من خلال دمج الأتمتة في مواقع البيع بالتجزئة القائمة حالياً.
وأشار إلى حل دمج التقنيات (Bolt-on Store Automation)، ويستخدم هذا الحل تقنيات أتمتة آلية مدمجة لإنشاء مراكز وفاء صغيرة في الجزء الخلفي من المتجر تعمل على أتمتة العمليات اليدوية الحالية لانتقاء العناصر غير القابلة للتلف واستخدام مخزون المتجر من العناصر القابلة للتلف لإكمال الطلبات، مما يتيح تنفيذ الطلبات بأكملها من مكان واحد، مما يقلل من وقت النقل وتكاليفه. 

تحويل المنافذ
ونوه بحلول «مراكز الوفاء الصغيرة» والتي تلبي هذه المراكز الصغيرة، وتقدم فرصة لتحويل منافذ البيع المهجورة أو ضعيفة الأداء إلى مراكز صغيرة لتلبية الطلبات في منطقة معينة، مثل محل البقالة التقليدي، مع تفعيل ميزة الأتمتة لتسلم الطلب من رصيف التسلم أو التوصيل إلى المنازل. ووفق هذه الآلية، تستغني هذه الاستراتيجية عن ضرورة التسوق داخل المتجر، لهذا تجدها محال البقالة الإلكترونية جذابة بشكل خاص، كما أنها تخلق فرصة مثالية لدمج الانتقاء الآلي والانتقاء اليدوي ومن ناحية أخرى، يمكّن هذا الخيار محال البقالة التي تفتقر لموقع فعلي في منطقة معينة من نقل مراكز تلبية الطلبات إلى مواقع أقرب إلى العملاء لتقليل تكاليف النقل وتمكين أوقات أقصر للتسليم.
ونوه إلى «محل البقالة الآلي» ويجمع هذا النوع الجديد الناشئ من محال البقالة بين ميزة الوفاء الإلكتروني والتقليدي، فهو يدمج الأتمتة في بيئة التسوق، مما يتيح المرونة للمتسوقين لتقديم طلباتهم مقدماً أو أثناء وجودهم في المتجر، ويمكّنهم من انتقاء العناصر القابلة للتلف والمتخصصة أو ترك العملية للمتجر لإكمال طلبهم للتسلم أو التوصيل.

روبوتات متخصصة 
وقال درونفيلد، إن هناك العديد من الحلول المتخصصة التي يتم تطويرها اليوم للاستفادة من الزيادة المطردة في تلبية احتياجات البقالة الإلكترونية، على رأسها أنظمة الانتقاء بمساعدة الروبوتات أو الأنظمة المؤتمتة لتوصيل البضائع إلى المستهلكين.  وأشار إلى إمكانية انتقاء البضائع وتوصيلها إلى المستهلكين، وتم تبني هذا المفهوم على نطاق واسع في التجارة الإلكترونية والمستودعات متعددة القنوات لتمكين إنتاجية أعلى وأوقات تنفيذ أسرع للطلبات. ونوه بأنه بدل انتقال العمال في ممرات المستودعات لانتقاء المنتجات، يسمح نظام انتقاء البضائع وتوصيلها إلى الأشخاص للعامل بالبقاء ثابتاً في مكانه، مع قيام نظام التخزين والاسترجاع الآلي بتسليمه المنتجات التي يحتاج إليها لتلبية الطلب التالي عند الحاجة. يؤدي ذلك إلى تقليل وقت الانتقاء بشكل كبير، وتعزيز الدقة، والحد من إجهاد القوى العاملة.
وأشار إلى وجود طريقة أخرى، تتمثل في الانتقاء بمساعدة الروبوتات، حيث يقوم الروبوت بتوجيه الشخص المكلّف بالتسوق في أرجاء المتجر لانتقاء السلع، وتحسين وحركته بناءً على موقع العناصر التي يحتاج لانتقائها، والسماح باختيار طلبات متعددة في الوقت نفسه. يقود الروبوت المتسوق عبر ممرات المحل بطريقة أكثر فاعلية، ويرشده لإكمال الطلب بالطريقة المطلوبة، ويوجهه لتحديد العناصر ووضعها في الأكياس المناسبة بناءً على معايير مثل الحد الأقصى لوزن كيس التسوق، وهشاشة المُنتج، وما إذا كان يجب فصل العناصر حسب درجة الحرارة.