رشا طبيله (أبوظبي)

تشهد العلاقات السعودية والإماراتية في مجال السفر والسياحة ترابطاً وتكاملاً متميزاً من خلال الإقبال السياحي الكبير، وكثرة رحلات الطيران بين البلدين، والاستثمارات السياحية والفندقية، وقرب الموقع الجغرافي، وتميز البلدين بمقومات سياحية متنوعة. فالناقلات الوطنية الإماراتية «الاتحاد للطيران، وطيران الإمارات، وفلاي دبي، والعربية للطيران»، تسير 234 رحلة أسبوعياً إلى 10 مدن في المملكة العربية السعودية، ما يؤكد أهمية السوق السعودي بالنسبة لقطاعات السياحة والطيران والتجارة والأعمال، وفقاً لبيانات الهيئة العامة للطيران المدني. وتفصيلاً، تسيّر الاتحاد للطيران  47 رحلة أسبوعية إلى المملكة، منها 16 رحلة للدمام، و15 رحلة إلى جدة، و16 رحلة إلى الرياض. أما طيران الإمارات، فتسيّر 62 رحلة أسبوعية إلى المملكة، منها 21 رحلة للدمام، و16 رحلة لجدة، و21 رحلة للرياض، و4 رحلات للمدينة المنورة، في وقت تسيّر «فلاي دبي» 53 رحلة أسبوعياً إلى المملكة، منها 7 رحلات للدمام، و7 لجدة، و7 للرياض، و7 للمدينة المنورة، بينما تسيّر 6 رحلات إلى القصيم، و4 رحلات للطائف، و3 رحلات إلى ينبع، و5 رحلات إلى حائل، و7 رحلات إلى أبها.
أما العربية للطيران، فتسيّر 72 رحلة أسبوعياً إلى المملكة، منها 14 رحلة للدمام، و23 رحلة لجدة، و14 رحلة للرياض، و7 رحلات للمدينة المنورة، و7 رحلات للقصيم، و3 رحلات للطائف، و4 رحلات إلى الجوف.

وأشارت بيانات مجلس السفر والسياحة العالمي لقطاع السياحة والسفر في الإمارات للعام الماضي، إلى أن أهم 5 أسواق سياحية دولية قدمت للإمارات عام 2021 هي المملكة العربية السعودية بحصة 16%، تليها الهند بحصة 12%، ثم الصين بحصة 5%، ثم مصر وعُمان بحصة 4% لكل دولة، وتتوزع النسبة المتبقية والبالغة 59% بين دول العالم المختلفة الأخرى.
وأكد خبراء ومسؤولون في القطاع السياحي والفندقي، أن السوق السعودي يعد واحداً من أهم الأسواق السياحية الرئيسة للإمارات.
يقول غاي هاتشينسون، الرئيس، المدير التنفيذي لشركة روتانا لإدارة الفنادق: «يمتلك السائح السعودي موقعاً بارزاً على رأس قائمة الضيوف الأكثر إقبالاً على الإقامة في فنادقنا في الإمارات».
ويضيف «يفضل السعوديون قضاء فترات الإجازة والأعياد في الإمارات، مستفيدين من المسافة القريبة ووجهات الترفيه الجذابة والعالمية التي يجدونها في الدولة، فضلاً عن تكلفة الإقامة التنافسية مع أفضل الخدمات التي تقدمها الفنادق في الإمارات».
ويقول هاتشينسون: «مستمرون في تقديم الضيافة الإماراتية الأصيلة، من خلال تنوع الخدمات الفندقية، ونواصل السعي للتطوير من خلال إطلاق خطط توسع ثابتة بالاستفادة من قطاع الضيافة المزدهر في المنطقة، إضافة إلى تثبيت مكانتنا من خلال مشاريعنا البارزة، واتفاقيات الفنادق والمنتجعات الشاطئية الجديدة، وفنادقنا من الفئة المتوسطة للمسافرين من رواد الأعمال، فضلاً عن الشقق المزودة بالخدمات».

ويقول هاتشينسون بمناسبة اليوم الوطني الثاني والتسعين للمملكة العربية السعودية: «أصبح معروفاً لدى الجميع في العالم أن المملكة العربية السعودية تشهد اليوم نهضة على الصعد كافة، ونمواً ديناميكياً متصاعداً ضمن جميع القطاعات، وتواصل تقدمها تماشياً مع رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد، وتعزيز مجالات العمل ضمن قطاعي الضيافة والسياحة».
ويقول: «تمتلك المملكة العربية السعودية مكانةً كبيرةً في قلب خطط توسعنا الاستراتيجية لأنها من أسرع الأسواق السياحية نمواً في العالم، وتعتبر سوقاً رئيسةً لمحفظة أعمالنا التي تشمل علاماتها روتانا للفنادق والمنتجعات، فنادق سنترو من روتانا، فنادق ومنتجعات ريحان من روتانا، أرجان للشقق الفندقية من روتانا، وريزيدنس من روتانا». ويضيف: «نخطط لتشييد سبعة فنادق جديدة في السعودية والتي ستضاعف عدد الغرف التي نديرها في المملكة إلى 6000 غرفة على مدى السنوات الأربع المقبلة».  
وفي السياق نفسه، يؤكد صلاح الكعبي، المدير التنفيذي لـ«بافاريا» للعطلات، قوة العلاقات السياحية بين الإمارات السعودية، حيث يعتبر السوق السعودي واحداً من أهم الأسواق السياحية الرئيسة بالنسبة للإمارات.
ويقول: «السوق السعودي سوق كبير ومهم، وتعد الإمارات وجهة سياحية رئيسة للسياح السعوديين، فهي تقدم تنوعاً كبيراً من المرافق والفعاليات والخدمات والتي تناسب العائلات والأطفال والشباب وجميع الفئات العمرية من سياحة ترفيهية وسياحة أعمال ومؤتمرات وسياحة ثقافية وعلاجية».
ويشير الكعبي إلى أن عدد الرحلات الجوية الكبير بين البلدين، وقرب الموقع الجغرافي، يعدان أمراً في غاية الأهمية، وبالتالي تشهد الرحلات البرية والجوية بين البلدين نشاطاً ملحوظاً.

وفي الوقت نفسه، يقول الكعبي «السوق السعودي أيضاً من الأسواق المهمة والرئيسة للإماراتيين، فهي وجهة للسياحة الدينية وسياحة المهرجانات والفعاليات العائلية، الأمر الذي يجعل الوجهتين مترابطتين ومتكاملتين».
وبحسب بيانات محلية، شكلت الوجهات السياحية الإماراتية الخيار الأول للسائح السعودي،  حيث بلغ عدد الزوار السعوديين في إمارتي أبوظبي ودبي أكثر من نصف مليون زائر في عام 2021، وفي أبوظبي، وخلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، شهد السوق السياحي السعودي نمواً  ملحوظاً بعدد النزلاء فاق جميع الأسواق الأخرى بنمو 395%، في وقت تصدر السعوديون الأسواق السياحية الرئيسة الأكثر نمواً في أبوظبي خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب بيانات دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، حيث ارتفع فيه عدد السياح السعوديين القادمين لأبوظبي بنسبة 305% خلال النصف الأول من العام الجاري.
وبحسب دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي حول بيانات زوار دبي بالنصف الأول من العام الجاري، استمرت منطقتا دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمساهمة في زيادة أعداد الزوار الدوليين، لتستحوذا على ما نسبته 34% من إجمالي أعداد الزوار، ما يعكس جاذبية دبي القوية للزوار من الأسواق القريبة باعتبارها وجهة آمنة ومفضلة لهم، حيث استقطبت دبي 7.12 مليون زائر دولي بين شهري يناير ويونيو 2022، مقارنة بـ 2.52 مليون زائر دولي استقبلتهم المدينة في الفترة ذاتها من العام الماضي، بزيادة تتجاوز 183%.