يوسف العربي (أبوظبي)

على مدار خمسة عقود، حققت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازات تنموية واقتصادية متسارعة أبهرت العالم، كان للمرأة الإماراتية فيها دور رئيسي باعتبارها شريكة الرجل، إذ استطاعت بجدارة أن تضع بصمات واثقة في مختلف القطاعات والاختصاصات، بدعم من قيادة حكيمة آمنت بإمكاناتها وأطلقت العنان لقدراتها، وقدمت لها الدعم، ووضعتها في الصفوف الأولى لمسيرة التنمية.
واعترافاً منها بالدور الكبير للمرأة، خصصت دولة الإمارات يوم 28 من أغسطس من كل عام مناسبة تحتفل فيها القطاعات الحكومية والخاصة بيوم المرأة الإماراتية، تقديراً وتكريماً لما قدمته من جهود داخل الدولة وخارجها وفي مختلف المحافل، لتصبح أيقونة ونموذجاً يحتذى به في المنطقة والعالم أجمع.
شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وباعتبارها أكبر شركة صناعية في الدولة خارج قطاع النفط والغاز وأكبر منتج للألمنيوم «عالي الجودة» في العالم، عززت على مدار الأعوام الماضية جهودها لدعم المرأة، وقدمت لها مسارات مهنية جاذبة، وفرصاً للترقي الوظيفي، وصولاً للمواقع الإدارية والتنفيذية، لتبرز العديد من الكوادر النسائية الإماراتية في الشركة كنماذج تنموية ناجحة في القطاع الصناعي عموماً، وصناعة الألمنيوم تحديداً.
فتيات الوطن العاملات في الإمارات العالمية للألمنيوم يجسدن بعملهن اليومي شعار يوم المرأة لهذا العام، فجهودهن المعطاءُ بذورٌ محلية المنشأ تنمو وتزدهر في مختلف دول العالم على شكل مبانٍ حديثة هنا، وبنى تحتية متطورة هناك، وصناعات متقدمة تعم البشر بخيرها، ووسائل نقل لا تستغني عن نتاجهن، وصولاً إلى الفضاء الذي يشكل الألمنيوم عنصراً أساسياً في بناء سفنه وصواريخه ومحطاته وأقماره. 

  • هلا الهاشمي

مصدر إلهام 
تعتبر هلا الهاشمي، مهندس أول قسم الجودة والإدارة المرنة، رئيسة لمجلس الشباب التابع لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، مصدر إلهام للعديد من بنات الوطن باجتهادها وكفاءتها، حيث دربت وقادت بنجاح أكثر من 50 مشروعاً لتحسين العمليات في المصهر، منها 7 أحداث «كايزن»، وهو منهج ياباني متطور لتحسين جودة العمل.
ولم يقتصر دور هلا الهاشمي على قيادة المشاريع التطويرية، بل امتد إلى توفير أكثر من 1500 ساعة تدريب لموظفي الشركة على أدوات وطرق علمية لتعزيز ثقافة الإدارة المرنة أو التصنيع الخالي من الهدر، كما أسهمت بشكل كبير في تنفيذ عدة مبادرات لرفع كفاءة العمليات التشغيلية في إطار برنامج «نجاح» الذي يهدف لغرس بيئة وثقافة الابتكار والتطوير المستمر في كل عمليات المصهر المختلفة. وقالت الهاشمي: «دائماً ما تقول أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك إن المرأة الإماراتية لا تعرف كلمة المستحيل، وأنا أود أن أرى في السنوات المقبلة العديد من الإماراتيات في مناصب قيادية في مثل هذا المجال الصناعي». 
وأضافت: «نصيحتي لكل فتيات الجيل القادم: لا تسمحي لأي أحد أن يطفئ ضوء شغفك في عملك.. افعلي كل ما تحبينه بحب ونية صادقة لخدمة هذا الوطن المعطاء «إنتي قدها»».

  • خديجة العباسي

مهارات مبكرة 
بدأت خديجة العباسي رحلتها في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم مهندسة كهربائية في مشروع توسعة خط الإنتاج، أحد المشاريع الرئيسة في الشركة، وكانت جزءاً من أحد أطول مشاريع مد خطوط الطاقة في العالم، ما ساعدها على امتلاك خبرة كبيرة في إدارة المشاريع.
بعدها، واصلت خديجة رحلتها في الشركة لتبدأ حقبة جديدة من خلال العمل في عمليات تكرير الألومينا كأول امرأة تتولى دور مشرف مناوبة في الشركة.
وتعتبر العباسي أيضاً عضواً في مجلس الشباب التابع للشركة، الذي ترى فيه وسيلة للتواصل مع الكوادر الشابة ونشر المعرفة بينهم، من خلال العديد من المبادرات التي ينفذها المجلس ويشرف عليها.
وبصفتها شابة تطمح إلى قيادة بنات جيلها إلى النجاح وفتح أبواب جديدة أمامهن، تؤكد العباسي أنه من خلال الدعم اللامحدود الذي تحصل عليه النساء في الدولة، ومن إدارة «الإمارات العالمية للألمنيوم»، فإن كل الأحلام والطموحات تبقى ممكنة.
ووجهت خديجة العباسي رسالة لكل الإماراتيات فقالت: «أرى أن الشخص عندما يمتلك الرؤية الصحيحة والدافع نحو النجاح، فسيحقق دائماً ما يتطلع إليه، لذلك اجعلن طموحكن واسعاً ولتكن لديكن أهداف كبيرة».

  • مريم الكعبي

مريم الكعبي 
قبل انضمام مريم الكعبي إلى فريق شركة الإمارات العالمية للألمنيوم كمهندس أول للمشاريع الرأسمالية، وفي أثناء دراستها في مرحلة البكالوريوس في جامعة الإمارات العربية المتحدة عملت على بحث بدعم من شركة مبادلة حيث تعلق البحث بأتمتة أداة للتدريب على عمليات ثقب أجزاء الطائرة والتي تُستخدم في شركة ستراتا لتصنيع قطع غيار الطائرات، وحصلت آنذاك على براءة اختراع لهذا الجهاز الآلي. وبعد أن أكملت درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية في جامعة الإمارات، أسفرت أطروحتها عن ابتكار جهاز مؤتمت يعمل على كبس مادة الضغط المستخدمة في تبطين خلية الألمنيوم للحفاظ على أطول مدة لتشغيل الخلية، ويجري حالياً تقديم طلب للحصول على براءة اختراع ثانية للجهاز، وتم تقديم أطروحة لمفهوم الاختراع في مؤتمر ISCOBA الدولي.
حصلت الكعبي على اعتراف من جامعة الإمارات العربية المتحدة باختراعها خلال أسبوع الابتكار 2019، كما نالت تكريماً من سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، على الإنجازات التي حققتها.
قالت الكعبي: «كنتُ من ضمن أول دفعة في مجالس الشباب حيث شاركتُ في أولى مبادرات مجالس الشباب كالحلقات الشبابية والخلوة الشبابية التي أسفرت عن الأجندة الوطنية للشباب الأولى من نوعها في العالم والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. ونتيجة لتجربتي مع مجالس الشباب اقترحت إنشاء مجلس شباب في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم كجزء من مجالس الشباب في الشركات وذلك لنشر ثقافة العمل في الصناعات الثقيلة للشباب الإماراتي وللمرأة بشكل خاص، حيث ستتمكن الشركة من إظهار أمثلة ناجحة للمرأة العاملة في هذا المجال وتشجيع الجيل القادم للانخراط في هذه المجالات».

مبادرات محلية داعمة للمرأة
تتبنى شركة الإمارات العالمية للألمنيوم استراتيجية مهنية تطمح من خلالها إلى أن تصبح الشركة الصناعية الرائدة والمفضّلة لدى الباحثين عن وظائف، لا سيما من فئة النساء، ضمن الدول التي تعمل فيها بحلول العام 2030، عبر الاستثمار في العنصر البشري وتوفير أفضل برامج التدريب لبناء المهارات، وتقديم فرص وظيفية ممتازة، وتعزيز التوازن بين الجنسين في مكان العمل.
وفي سياق خطة طموحة، أعلنت الشركة العام الماضي عزمها زيادة نسبة النساء في المناصب الإشرافية في دولة الإمارات إلى 25% بحلول العام 2025، ارتفاعاً من 18% حالياً، من ضمنهن عضوتان في الإدارة التنفيذية للشركة، وفي سبيل تحقيق ذلك بدأت الشركة في تنفيذ برنامج توجيهي للنساء بقيادة كبار التنفيذيين في الشركة، يركز على التطوير الشخصي والنمو الوظيفي.