سيد الحجار (أبوظبي)
أكد عمر المرزوقي، الرئيس التنفيذي لشركة «إيه آي كيو» (AIQ)، المشروع المشترك بين شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومجموعة «جي 42»، المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، أهمية التحول الرقمي في زيادة الكفاءة التشغيلية لعمليات قطاع الطاقة وخفض التكاليف، موضحاً أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً رئيساً في تمكين النمو الذكي والمستدام عبر كافة مراحل سلسلة الإمداد لصناعة الطاقة على المدى الطويل. وقال المرزوقي لـ «الاتحاد» إن «إيه آي كيو» تهدف بشكل أساسي لدعم استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، وتوسيع مجالات استخدام تطبيقاتها للمساهمة في تعزيز مكانة الدولة لتصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، كما تتماشى رؤية الشركة ومهمتها مع استراتيجية أدنوك المتكاملة 2030 للنمو الذكي، والتي تهدف لتحقيق أقصى قيمة ممكنة من الموارد الهيدروكربونية وتعزيز الربحية والعائد الاقتصادي مع التركيز على جوانب الاستدامة.
وأوضح أن شركة «إيه آي كيو» تأسست لسد حاجة قطاع الطاقة من منتجات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المخصصة للقطاع، والتي تسهم في مواجهة أبرز التحديات التي تواجهه، وبالأخص صناعة النفط والغاز، وتضمن الاستخدام الأمثل للموارد بما يدعم جهود تحقيق الاستدامة في جميع مجالات قطاع الطاقة، حيث جاء التعاون بين (أدنوك) ومجموعة جي 42 من خلال إطلاق AIQ كمشروع مشترك يهدف لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي الموجهة لقطاع النفط والغاز وتسريع الجهود الرامية للتوسع في توظيفها بالإمارات، لرفع كفاءة العمليات التشغيلية وضمان مستقبل مستدام للقطاع.
جيل جديد
وقال المرزوقي: منذ انطلاق عمليات الشركة قبل نحو عامين، استطاعت AIQ، تقديم مجموعة كاملة من حلول الذكاء الاصطناعي القابلة للتطبيق، تم تطويرها بالكامل في دولة الإمارات دعماً لمبادرة «اصنع في الإمارات»، وابتكار جيل جديد من منتجات الذكاء الاصطناعي لدعم وتعزيز عمليات قطاع النفط والغاز، وإرساء أسس البحث والتطوير.
وأضاف: نخطط لإبرام المزيد من الشراكات الإستراتيجية مع أبرز الجهات في منظومة عمل التكنولوجيا المتقدمة، من بينها جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أول جامعة للذكاء الاصطناعي في العالم، ومنصة «Hub71»، منصة التكنولوجيا المدعومة من قبل مجموعة من كبريات الشركات وأبرز المستثمرين في القطاع على مستوى العالم، في أبوظبي، الأمر الذي يمنحنا رؤى وقدرات كبرى لإنشاء تطبيقات ذكاء اصطناعي تحويلية ذات قيمة غير مسبوقة.
خفض التكاليف
وقال المرزوقي: يملك التحول الرقمي القدرة على زيادة الكفاءة التشغيلية لعمليات قطاع الطاقة وخفض التكاليف وتعزيز سلامة أماكن العمل، وكذلك التقليل من الأثر البيئي لهذا القطاع، ومن خلال الذكاء الاصطناعي كأحد آليات التحوّل الرقمي، يمكن استخلاص المعلومات وربط البيانات ذات الصلة لتشكيل صور شاملة بالاعتماد على هذه التكنولوجيا المتقدمة.
وأضاف: نؤمن بوجود قيمة مضافة هائلة في قطاع الطاقة لم يتم الاستفادة منها بشكل كامل بعد، ويعد التحوّل الرقمي هو المفتاح الفعلي لتحقيق ذلك، فعندما نقوم بتحليل البيانات الضخمة يمكننا القيام بنمذجة البيانات لإدارة الأصول والتنبؤ بأداء أعمال الإنتاج، وعلى صعيد آخر، يمكننا تجميع البيانات من بئر نفط، وربطها مع البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وتوفير رؤى وحلول من شأنها دعم اتخاذ القرار، وذلك عبر استخدام أجهزة استشعار إنترنت الأشياء، كل ذلك من شأنه إيجاد فرص للنمو وزيادة الإنتاجية وتعزيز الاستدامة في القطاع.
وأوضح أن ذلك لا يعني عدم وجود تحديات تواجه هذا تحول وتبنّي الشركات العاملة بالقطاع لحلول التكنولوجيا المتقدمة، حيث إن قطاع الطاقة، وصناعة النفط والغاز على وجه التحديد، من المجالات المعقدة، مما يتطلب أخذ العديد من المعطيات بعين الاعتبار للتسريع من وتيرة الرقمنة وتبني حلول تقوم على الذكاء الاصطناعي.
تعزيز الاستدامة
وعن دور الذكاء الاصطناعي والبيانات في دعم قطاع الطاقة لتعزيز الاستدامة، ومساهمة الشركة في مبادرة دولة الإمارات للوصول لصافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050، قال المرزوقي: يعد الابتكار وتبنّي التكنولوجيا المتقدمة من العوامل المحورية لتطور قطاع الطاقة لمواكبة التحديات التي تواجه عالمنا والمساهمة في تعزيز الاستدامة، وهنا، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً رئيسياً في تمكين النمو الذكي والمستدام عبر كافة مراحل سلسلة الإمداد لصناعة الطاقة على المدى الطويل.
وأضاف: بدورنا، كشركة ذات هوية تمثل مشروعاً مشتركاً مع «أدنوك»، والتي تُركز على التوسع في استخدام التطبيقات الحديثة لتحقيق أهدافها في مجال الاستدامة، يعد تعزيز الاستدامة محوراً أساسياً في مهمتنا وهدفنا بطبيعة الحال.
وأوضح أن الشركات العاملة بمجال الطاقة تجمع كميات ضخمة من البيانات بشكل يومي، ويأتي الدور الحيوي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل هذه البيانات والخروج باستنتاجات ورؤى وتوصيات فعّالة من شأنها دعم عملية اتخاذ القرار وتبسيط العمليات واختصار الوقت والجهد وحفظ موارد كان من الممكن إهدارها بسبب نقص المعلومات الكافية التي تمنع الاستفادة من البيانات المتاحة.
خفض الانبعاثات
وقال المزروقي: جهود دولة الإمارات الرامية إلى خفض الانبعاثات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، طموح نعمل جميعاً على تسخير كافة الجهود للمساهمة في تحقيقه، وبينما تمضي الدولة في التزامها بتوفير إمدادات مستقرة وموثوقة من النفط والغاز للعالم بأقل قدر ممكن من الانبعاثات الكربونية من خلال توظيف أحدث التقنيات المتطورة، نعمل في AIQ بشكل غير منقطع على تطوير التقنيات الذكية وخلق الابتكارات التحويلية التي تهدف إلى خفض البصمة الكربونية لعمليات إنتاج الطاقة.
وتابع: أرست قيادتنا الرشيدة مبادئ الريادة البيئية كجزء أساسي من الاقتصاد الوطني، ونحن ندرك الدور الهام الذي يلعبه قطاع الطاقة في الانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون، ولكن في الوقت ذاته، نعمل على تركيز جهودنا على المساهمة في خفض الانبعاثات، وليس خفض معدلات النمو الاقتصادي، وهنا، تأتي القيمة المضافة لتقنيات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، والتي تعزز من وتيرة وكفاءة الإنتاج في الوقت الذي تقلل فيه من الأثر البيئي لعمليات النفط والغاز.
تحول الطاقة
وعن الدور الذي تلعبه AIQ في دعم تحول الطاقة، قال المروقي: تسعى AIQ لابتكار وتسويق حلول وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتطورة والفعالة على حد سواء، حيث يعمل فريقنا على تطوير منتجات تخدم سلسلة إمداد صناعة النفط والغاز بالكامل لتعزيز الكفاءة وضمان الاستخدام الأمثل للموارد، وتم تطوير منتجاتنا بالكامل في دولة الإمارات، حيث تندرج ضمن أربع مجموعات توفر حلولاً متنوعة، حيث تسعى الشركة من خلال هذه الابتكارات، إلى إحداث تأثير إيجابي على كافة عمليات صناعة النفط والغاز، وإضافة قيمة للشركات العاملة بالقطاع لدفع الابتكار وخلق إمكانيات حقيقية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
كوادر مواطنة
أكد عمر المرزوقي وجود حاجة قويّة لزيادة عدد الكوادر والكفاءات المناسبة في مجالات علم وتحليل البيانات، وغيرها من التخصصات التي تسهم في تسريع وتيرة التحول الرقمي.
وأوضح أن AIQ تعمل في هذا الشأن على خلق نموذج عمل متكامل يجمع الخبرة والإمكانات مع فرص التعلم والتدريب لإعداد وتوفير كوادر متميزة، حيث قامت بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، الأولى من نوعها في العالم، لتعزيز تنمية المهارات العاملة في مجال التكنولوجيا المتقدمة وتوفير الفرص الملائمة لهم في سوق العمل، كما أن فريق الشركة يضم أول مواطن إماراتي حاصل على شهادة الدكتوراة في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى اثنين من علماء البيانات من مواطني الدولة.