شريف عادل (واشنطن)

واصلت الأسهم الأميركية تحقيق المكاسب للأسبوع الرابع على التوالي، في أطول موجة ارتفاع لمؤشري إس آند بي 500 وناسداك منذ شهر نوفمبر من العام الماضي، مدعومة بانخفاض بسيط في معدل التضخم مقارنة بالشهر الماضي، ومع تراجع المخاوف من سقوط الاقتصاد الأميركي في ركود. 
وبعد أن تسبب تراجع أسعار الطاقة في السوق العالمية، ومن ثم انخفاض أسعار وقود السيارات، في ثبات مؤشر أسعار المستهلكين، تنفس المستثمرون الصعداء، لينتهي الأسبوع على ارتفاعات قوية للمؤشرات الرئيسية الثلاثة، ويسجل مؤشر إس آند بي 500 ارتفاعاً أسبوعياً بنسبة 3.26%، ويرتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 2.92%، بينما بلغت مكاسب مؤشر ناسداك 3.08% في أسبوعه الرابع أيضاً على التوالي من الارتفاعات.
وفي غضون ثمانية أسابيع فقط، ومنذ الانتكاسة التي وصلت بأسعار الأسهم للقاع منتصف شهر يونيو الماضي، ارتفع مؤشر إس آند بي 500 بأكثر من 16%، تمكن بها من تعويض نصف الخسائر التي لحقت به منذ بداية العام. وعلى نفس المنوال، بلغت المكاسب لمؤشر داو جونز الصناعي 13% ولمؤشر ناسداك 22.6%، منذ تسجيل أقل نقطة لهما منتصف يونيو الماضي.  وكان الشيء الإيجابي لدى المتعاملين هذا الأسبوع هو تزايد احتمالات أن تكون ارتفاعات الأسهم الأخيرة أكبر من مجرد ارتفاعات مؤقتة في سوق هابطة.
ورغم أن التضخم الأميركي ما زال قريباً من أعلى مستوياته في أكثر من أربعة عقود، أظهرت البيانات الصادرة يوم الأربعاء تراجعه ليسجل ارتفاعاً في الأسعار بنسبة 8.5% في يوليو مقارنة بالعام الماضي، بعد أن كان 9.1% في الشهر السابق. 
ويوم الخميس، أظهرت بيانات أخرى أن الموردين الأميركيين رفعوا الأسعار في يوليو بأبطأ وتيرة سنوية منذ الخريف الماضي، بدعم من انخفاض أسعار الطاقة والمعادن والغذاء عالمياً.
واجتمعت بيانات التضخم التي جاءت أفضل من التوقعات، مع إيرادات قوية للعديد من الشركات الأميركية، واستمرار قوة سوق العمل، لتعطي دفعة للمستثمرين والمستهلكين. 
وارتفع مؤشر معنويات المستهلكين الأولي لجامعة ميشيجان إلى 55.1 خلال شهر أغسطس الحالي، بعد أن كان 51.5 في شهر يوليو الماضي.
ورغم تأكيده أنه وشركته في المعسكر المرجح لبقاء مؤشرات الأسهم في نطاق محدود خلال الفترة القادمة، لم يستبعد مايكل داردا، كبير الاقتصاديين واستراتيجيي الأسواق لدى شركة إم كيه إم بارتنرز تسجيل الأسهم مستويات قياسية جديدة قبل نهاية العام الحالي.