شريف عادل (واشنطن)

بعد تقرير وظائف جاء أفضل كثيراً من التوقعات، وأوحى إلى بعض المحللين بإمكانية توجه بنك الاحتياط الفيدرالي نحو المزيد من التشدد، تراجعت أغلب الأسهم الأميركية خلال تعاملات يوم الجمعة، إلا أنها أنهت اليوم على مكاسب أسبوعية لمؤشري إس آند بي 500 وناسداك، في استكمال للأداء الذي تغلب عليه القوة، والذي بدأته منذ بداية النصف الثاني من العام، واستمر حتى هذه اللحظة.
ورغم أن مؤشر داو جونز الصناعي كان الوحيد الذي أنهى تعاملات الجمعة على ارتفاع يومي بنسبة 0.23%، إلا أنه حقق خسارة أسبوعية، بينما أنهي مؤشرا إس آند بي 500 وناسداك، صاحبا المكاسب الأسبوعية، تعاملات يوم الجمعة على خسائر يومية بنسبة 0.16% و0.50% على التوالي.
ويوم الجمعة، أظهرت بيانات مكتب العمل الأميركي إضافة الشركات الأميركية 528 ألف وظيفة غير زراعية خلال شهر يوليو المنتهي، تصل بمعدل البطالة في أميركا إلى أدنى مستوى له في أكثر من نصف قرن، مسجلاً 3.5% لأول مرة منذ ظهور فيروس كوفيد – 19 وانتشاره في الأراضي الأميركية خلال الربع الأول من عام 2020. وساعدت بيانات الوظائف القوية على ارتفاع أسهم البنوك والمؤسسات المالية، بعد أن أظهرت إمكانية رفع البنك الفيدرالي للفائدة أكثر مما عكسته أسواق العقود الآجلة والمستقبلية قبل إعلانها. وعادةً ما يؤدي رفع معدلات الفائدة، في أي بلد، إلى زيادة أرباح البنوك.
وفي إشارة إلى استمرار تهديد التضخم المرتفع لخطط البنك الفيدرالي الساعية لهبوط آمن للاقتصاد الأميركي بعد سنوات من الانتعاش القوي، أكدت بيانات مكتب العمل ارتفاع أجور الأميركيين خلال شهر يوليو بنسبة 0.5% مقارنة بالشهر السابق، وبنسبة 5.2% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي. وأكدت البيانات في نفس الوقت ما سبق أن أشار إليه الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، ووزير ماليته الدكتورة جانيت يالين، ورئيس البنك الفيدرالي جيرومي باول، من أن الاقتصاد الأميركي لم يدخل في ركود حتى هذه اللحظة.
واعتبر أرت هوجان، كبير استراتيجي الأسواق لدى بي ريلي فاينانشيال المتخصصة في أسواق الأسهم والسندات، أن كل من توقع تغيير البنك الفيدرالي سياساته العام القادم بتخفيض معدلات الفائدة على أمواله كان مخطئاً، وعليه أن يغير توقعاته، مضيفاً في حوار مع محطة سي إن بي سي الإخبارية المتخصصة في الأخبار الاقتصادية أنه «من الواضح أن الاقتصاد الأميركي لا يتجه إلى الركود هنا في الوقت الحالي».

أفضل أداء منذ 2020
حققت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال شهر يوليو أفضل أداء لها منذ عام 2020، حيث ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة %12.4، ومؤشر إس آند بي 500 بنسبة %9.1، ومؤشر داو جونز بنسبة %6.7، إلا أن نتائج أعمال العديد من الشركات التي تم إعلان عنها مؤخراً أظهرت تراجعاً واضحاً في نمو مبيعات تلك الشركات، بعد استحواذ فواتير الكهرباء والغاز على قدر غير يسير من دخول الأميركيين.