يوسف العربي (أبوظبي)

بلغ سوق تحليل بيانات الفيديو في الإمارات العربية المتحدة نحو 725.9 مليون درهم «197.8 مليون دولار» خلال العام 2021، حسب «6Wresearch» للأبحاث والدراسات.
وتوقعت المؤسسة البحثية أن يزداد حجم معدل النمو السنوي المركب للسوق بمقدار 4.6 % خلال السنوات 10 المقبلة نظراً للتطورات الكبيرة التي يشهدها هذا القطاع، مؤكدة أن أنظمة المراقبة بالفيديو القائمة على الملكية الفكرية عززت بشكل لافت هذا النمو في السوق ككل. 
وقال أمين سعدي، مدير المبيعات الإقليمي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا - شركة «مايلستون سيستمز»: إن الاعتقاد يسود بتسارع كبير في النمو، نظراً للتزايد الكبير للطلب، من قبل العديد من العاملين في القطاعات الصناعية، على استخدام مثل هذه البيانات التي تضمن الأمن والسلامة.   ولفت أن القطاعات الصناعية التي تقوم بتركيب أنظمة تحليل بيانات الفيديو بين مجموعة واسعة من البنية التحتية ومراقبة المدينة والمرافق.

المدن الذكية 
وقال سعدي: إن المدن الذكية تتحول إلى حقيقة واقعة، وهي ببساطة مدينة تستخدم أحدث التقنيات مثل إنترنت الأشياء، والطاقة المتجددة، وأجهزة الاستشعار الذكية، وغيرها من التقنيات المماثلة.
ونظراً لأن المدن تواجه مشكلات تتراوح ما بين الازدحام المروري إلى الجريمة نتيجة للتوسع الحضري المتزايد، تتجه حكومات المدن إلى التكنولوجيا الذكية لمساعدتها في التغلب على هذه العقبات. نتيجة لذلك، لم يصبح تحليل بيانات الفيديو مجرد حل تكميلي، ولكنه أصبح ضرورة متزايدة.
وقال سعدي: إن تحليل بيانات الفيديو يساعد على تحسين الأمان وكذلك الكفاءة التشغيلية، وكلاهما يمثل حجر الزاوية للحكومات وقادة الصناعة، حيث إنهم يواصلون سعيهم لتوفير بيئة أكثر أماناً وحيوية للمقيمين والمستثمرين على حدٍ سواء. ونوه إلى أنه من المتوقع أن يصبح الاقتصاد العالمي غير متوازن إلى حد كبير مع زيادة المدن، مع التنبؤات بأن أكثر من ستة مليارات شخص سيعيشون في الضواحي والمدن الحضرية بحلول2050.
ولزيادة القدرة على التنقل والسلامة، يمكن تنفيذ أنظمة النقل الذكية في البنية التحتية للنقل. ستلتقط الكاميرات وأجهزة الاستشعار المدمجة في الطرق والجسور بيانات حركة المرور في الوقت الفعلي، والتي سيجري نقلها مرة أخرى إلى المسؤولين الحكوميين المحليين، الذين سيكونون قادرين على تحليل اتجاهات حركة المرور على المدى الطويل للتأثير على القرارات المتعلقة بخطط النقل الاستراتيجية.  وعلاوة على ذلك، يمكن دمج تقنية الفيديو في الإشارات الإلكترونية للتعامل مع أنشطة مثل فتح الممرات، وإغلاقها، ودمجها، وكذلك تغيير قيود السرعة.

النمو المستدام
أكد أمين سعدي، مدير المبيعات الإقليمي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا - شركة «مايلستون سيستمز»: «أنه لدعم الأجيال القادمة مالياً، تهدف حكومة الإمارات إلى تحقيق النمو المستدام مع الحفاظ على البيئة وتخطط المدن الكبيرة مثل أبوظبي ودبي لإنشاء مدن ذكية ومستدامة من شأنها حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية مع توليد مزايا طويلة الأجل». 
وتقترح الرؤية الاقتصادية 2030 لإمارة أبوظبي وجود محاولات جارية لتغيير محور اقتصادها إلى المعلومات والابتكار وتصدير التكنولوجيا المتطورة، وذلك فضلاً عن تطوير خيارات اقتصادية جديدة مثل المدن الذكية.  ولفت أن مدينة مصدر، التي ظهرت لأول مرة في عام 2008 كأول منطقة ذكية مستدامة في العالم تعد أحد الأمثلة على ذلك، فهي بمثابة مخطط للتنمية العمرانية المستدامة في المنطقة باعتبارها «بصمة خضراء» لمدن المستقبل. وتستخدم مباني مدينة مصدر طاقة أقل بنسبة 40%، ويتم مواجهة الطلب على الكهرباء من خلال الألواح الشمسية على الأسطح ومحطة الطاقة الشمسية في الموقع، ويُعد ذلك إنجازاً مذهلاً.  وقال: إن استخدام تحليل بيانات الفيديو يسمح لجهات إنفاذ القانون، فضلاً عن خدمات الأمن العامة والخاصة، بتحقيق وقت أسرع للاستهداف من خلال تمكين الفحص السريع والبحث عن التسجيلات الضخمة ذات النتائج المحتملة. 
ونوه بأنه يمكن تشغيل برنامج تحليل بيانات الفيديو على خادم مركزي أو خادم في محطة المراقبة المركزية.