يوسف العربي (أبوظبي)

ارتفعت نسبة مستخدمي مواقع ومنصات مقارنة الأسعار «CSE» إلى %27 من إجمالي عدد المتسوقين الإلكترونيين مقارنة بنحو %9 قبل عامين، بحسب خبراء متخصصين في القطاع التقني والاستهلاكي. وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»: إن الإقبال على مواقع المقارنة زاد بنسبة كبيرة بعد جائحة «كوفيد- 19»، كما أسهم تفاوت أسعار بعض السلع إلى استخدام شريحة واسعة من المتسوقين لهذه الأدوات الإلكترونية الحديثة. 
وأوضحوا أن مواقع المقارنة الإلكترونية تمكن المستهلك من معرفة خريطة أسعار السلع والمزايا المتوافرة عليها في مختلف منصات التجارة الإلكترونية.
ولفتوا إلى استفادة أصحاب منصات التجارة الإلكترونية من هذه المواقع، حيث لا يقبل على هذه المواقع الأشخاص الذين يلقون نظرة خاطفة على واجهة متجر افتراضي، ولكن هؤلاء الذين اتخذوا قرار الشراء بالفعل ويبحثون ببساطة عن أقل سعر.

إقبال واسع 
وقال محمد الفقي الخبير التقني والمحاضر بكلية الدار الجامعية، إن مواقع مقارنة الأسعار «CSE» بدأت منذ عشر سنوات تقريباً لتوفر أداه لمقارنة أسعار السلع الاستهلاكية ثم انتقلت إلى وثائق التأمين، وتغطي حالياً مختلف المجالات، بما في ذلك الرسوم الدراسة للمدارس والمعاهد والجامعات. وأوضح أن طريقة عمل مواقع مقارنة الأسعار تعتمد على مسح مختلف منصات البيع الإلكترونية لعرض أسعار السلعة التي يحددها العميل، وفي حال إتمام عملية الشراء تحصل هذه المواقع على نسبة من قيمة المشتريات.
ونوه بأن نسبة مستخدمي مواقع وأدوات مقارنة الأسعار بلغت حالياً 27% من إجمالي عدد المتسوقين الإلكترونيين مقارنة بنحو 9% قبل عامين، في ارتفاع ملموس يشجع على طرح المزيد من المواقع.
وقال الفقي، إن الإقبال على مواقع المقارنة زاد بنسبة كبيرة بعد جائحة «كوفيد 19»، كما أسهم تفاوت أسعار بعض السلع في استخدام شريحة واسعة من المتسوقين لهذه الأدوات الإلكترونية.  وأشار إلى أن معظم مستخدمي مواقع مقارنة الأسعار من الناطقين باللغة الإنجليزية، حيث إن مواقع المقارنة التي توفر دعماً للغة العربية قليلة مقارنة بعشرات المواقع التي تدعم اللغة الإنجليزية كلغة أساسية للنظام. ولفت إلى أن استخدام مواقع مقارنة الأسعار الإلكترونية يشهد انتشاراً واسعاً ضمن الشرائح متوسطة الدخل.

تفاوت الأسعار 
ومن جانبه، أكد جمال السعيدي عضو مجلس إدارة جمعية رواد الأعمال الإماراتيين، أن تفاوت الأسعار بين منافذ البيع أمر طبيعي في سوق حر يعتمد على معادلة العرض والطلب.
وأوضح أنه من حق منافذ البيع تصميم عروض ترويجية خاصة بها على سلع معينة، كما أن بعض منافذ البيع تقوم بدمج أكثر من سلعة في عروض ترويجية خاصة بها، ما يؤدي بدوره إلى تفاوت واضح في أسعار بعض السلع من منفذ إلى آخر.
ولفت السعيدي إلى أن العروض الترويجية تختلف أيضاً بحسب موقع منفذ البيع، حيث إن العروض المتوافرة في منفذ بيع في المنطقة الصناعية تختلف عن العروض والتخفيضات المتوافرة في منفذ يقبع في المنطقة السكنية.
وفي هذا الإطار يتم تركيز التخفيضات على السلع المتداولة في كل منطقة، فيما تبقى أسعار باقي السلع ضمن الحدود الطبيعية.
وأشار السعيدي أن المستهلك بات أكثر حرصاً على مقارنة السلع والأسعار بين منافذ البيع لتكوين صورة واضحة عن الموقع الصحيح لشراء سلعة معينة.
وأكد أنه رغم فعالية مواقع مقارنة الأسعار عبر الإنترنت، إلا أن شريحة كبيرة من العملاء تقوم بعملية المقارنة من خلال الزيارات المتكررة للفروع أو مواقعها الإلكترونية على الإنترنت. وأوضح أنه رغم زيادة الإقبال على مواقع المقارنة، إلا أن مستويات الإقبال لا تزال أقل من المستويات العالمية نظراً لقوة القدرة الشرائية.

راحة العملاء 
وقال ناندا كومار، رئيس التسويق والاتصال المؤسسي في مجموعة «اللولو العالمية»، إن تفاوت الأسعار بين منافذ البيع يعود بالأساس إلى الاتفاقيات مع الموردين، حيث يمكن لمتجر بيع الحصول على صفقة توريد سلعة معينة بأسعار منخفضة، فيما يحصل متجر آخر على صفقة توريد لسلعة أخرى، وهو الأمر الذي ينعكس على أسعار البيع النهائي للسلعة.
وأشار إلى أنه رغم فعالية مواقع مقارنة الأسعار، إلا أن استخدامها في الإمارات لا يزال أقل من المستويات في الأسواق الخارجية، نظراً لقوة القدرة الشرائية وبحث العملاء عن الراحة والاستمتاع بتجربة التسوق في المولات التي تنتشر في مختلف أنحاء الدولة.

تجذب عملاء جدداً لمواقع التجارة الإلكترونية 
تعد محركات التسوق بالمقارنة (CSE) أدوات تسمح للمتسوقين بمقارنة الأسعار وخيارات الشحن والخدمات المقدمة من عدة تجار تجزئة على صفحة «ويب» واحدة لتحديد التاجر الذي يقدم أفضل صفقة.
وبالنسبة لتجار التجارة الإلكترونية، تمنح محركات التسوق المقارن (CSE) مواقع التجارة الإلكترونية الفرصة لجذب عملاء جدد وزيادة المبيعات والمنافسة وجهاً لوجه أمام المنافسين.
وتعد محركات التسوق لمقارنة الأسعار فرصة لوضع المنتجات أمام المشترين المهتمين جداً بعملية الشراء.
ولا يقبل على هذه المواقع الأشخاص الذين يلقون نظرة خاطفة على واجهة متجر افتراضي، ولكن هؤلاء اتخذوا قرار الشراء بالفعل ويبحثون ببساطة عن أقل سعر.
ونظراً لتوافر نية الشراء، غالباً ما يكون المتسوقون الذين يقومون بإجراء المقارنة شريحة مثالية لأصحاب منصات التجارة الإلكترونية.