حسام عبدالنبي (دبي) 

حققت منصات تعمل في قطاع التجارة الإلكترونية، وتوفر خدمة «اشترِ الآن وادفع لاحقاً»، زيادة في المبيعات بنسبة 50%، ما جعل بقية المنصات المتخصصة تتسابق لإطلاق الخدمة التي تتيح للمستهلكين ميزة سداد قيمة مشترياتهم على دفعات ومن دون فائدة أو برسوم مخفضة. 
وتتطلب الخدمة من المشتري توافر بطاقة الهوية السارية ثم اختيار منصة الدفع عند السداد، حيث تتيح له حرّية الدفع على أقساطٍ شهرية من دون أي فائدة وبشرط دفع نسبة محددة من قيمة المشتريات ثم سداد الباقي على أشهر عدة. وأصبحت خدمة «اشترِ الآن وادفع لاحقاً» معياراً عالمياً للتسوق عبر الإنترنت، بعد أن غيرت جائحة «كوفيد -19» وما تبعها من تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، من عادات الإنفاق الاستهلاكي لغالبية أفراد المجتمع. 
وأعلنت متاجر وشركات عدة في الدولة عن تعاونها مع منصات مثل «TABBY» و«POST PAY» وغيرها، بحيث يمكن للعملاء الاستفادة من طريقة جديدة للدفع من دون استخدام بطاقة الائتمان، إلى جانب إمكانية استخدام بطاقات الخصم أو الائتمان أو البطاقات مسبقة الدفع.
وتظهر الدراسات أن حلول «اشترِ الآن وادفع لاحقاً» باتت وسيلة الدفع الأسرع نمواً مع نمو التجارة الإلكترونية.
ووفقاً لتقرير منصة «فايندر دوت كوم»، فإن خدمة «اشترِ الآن وادفع لاحقاً» تعد من أكثر خدمات الدفع شيوعاً بين جيل الألفية، ويفضل 44% من إجمالي المتسوقين المشتركين الخدمة لسهولة استخدامها والتعامل معها، منوهاً بأن 30% من المتسوقين أفادوا أن سبب اختيارهم الدفع بطريقة BNPL يرجع لأنها تتيح لهم فرصة شراء منتجات لن يتمكنوا من شرائها بأي طريقة أخرى.

اتجاه متسارع
وتفصيلاً، قال خالد الجبالي، الرئيس الإقليمي لشركة ماستركارد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن هناك اتجاهاً متسارعاً نحو اعتماد خدمة «اشترِ الآن وادفع لاحقاً» على مستوى العالم بسبب تغيير عادات الإنفاق الاستهلاكي خلال الجائحة، وزيادة طلب المستهلكين، فضلاً عن رغبة البنوك المصدرة للبطاقات والتجار في تقديم طرق جديدة للمستهلكين للتسوق في المتاجر وعبر الإنترنت.

وأضاف أنه على سبيل المثال فإن برنامج «التقسيط من ماستركارد»، يعد برنامجاً مبتكراً لخدمة «اشترِ الآن وادفع لاحقاً» وهو موجّه للمستهلكين في دولة الإمارات والسعودية، ويوفر خيارات أكبر للدفع عند التسوق في المتاجر أو عبر الإنترنت، مؤكداً أن البرنامج يسمح للبنوك والمقرضين وشركات التكنولوجيا المالية والمحافظ الإلكترونية بتقديم مجموعة متنوعة من خطط السداد المرنة، بما في ذلك السداد بدون فائدة ومن خلال الاختيار بين أربع خطط للسداد.
وأشار الجبالي، إلى أن المزايا الرئيسية لبرنامج التقسيط من ماستركارد تشمل جميع الأطراف وهم المستهلكون، التجار وبنوك قبول المدفوعات، والمقرضون، والمحافظ الإلكترونية ومقدمو خدمة «اشترِ الآن وادفع لاحقاً».  وقال إن البرنامج يتيح للمستهلكين اختيار طريقة الدفع والوقت الذي يدفعون فيه لمشترياتهم من العلامات التجارية التي يثقون بها، كما يوفر لهم خيارات عديدة للاستفادة من عروض «اشترِ الآن وادفع لاحقاً» قبل وبعد عملية الدفع، أو تحصيل عرض في وقت عملية الدفع من مقرضين موثوقين وبدون فائدة.
وأضاف أن البرنامج متوفر في كل مكان مدعوماً بخاصية الحماية من الاحتيال وهي غير متوفرة حتى الآن في معظم عروض «اشترِ الآن وادفع لاحقاً» الحالية، موضحاً أن البرنامج يساعد التجار على توسيع نطاق عروض «اشترِ الآن وادفع لاحقاً» وتعزيز قدرتهم التنافسية من خلال خطط السداد المريحة، كما يمكن للبنوك أن تقدم إمكانيات السداد المريح لجميع التجار بعملية انضمام بسيطة وسلسة.
ولفت الجبالي إلى أن برنامج التقسيط من ماستركارد يمكن المقرضين من تقديم تجربة مرنة وسلسة لخدمة «اشترِ الآن وادفع لاحقاً» للعملاء الحاليين والجدد، مما يزيد من فرص الإقراض في واحدة من أسرع قطاعات المستهلكين نمواً، إذ يوفر البرنامج عملية تسويق سريعة وفرصاً للتوسع عالمياً عبر خطط الإقراض المسؤول.
وبين أنه يمكن للمحافظ الإلكترونية ومقدمي خدمة «اشترِ الآن وادفع لاحقاً» توسيع عروضهم المقدمة للتجار، لأن البرنامج مضمن في شبكة ماستركارد الأساسية، أي أنه لم تعد هناك حاجة للمحافظ الإلكترونية ومقدمي خدمة «اشترِ الآن وادفع لاحقاً» للقيام بعمليات تسوية مباشرة مع التجار أو بنوك قبول المدفوعات، كما يمكن لمقدمي هذه الخدمة توسيع شبكاتهم الحالية بقبول تاجر إضافي. 

منتجات التأمين 
وقال بسام جلميران، الرئيس التنفيذي لشركة الوثبة الوطنية للتأمين: إن خدمة «اشتر الآن وادفع لاحقاً»، توفر المزيد من المرونة في آلية الدفع للعملاء في حال عدم تمكنهم من الدفع مباشرة، كاشفاً أن الشركة أبرمت شراكة مع «تابي» المزود لخدمة «اشتر الآن وادفع لاحقاً»، بحيث يمكن للعملاء الراغبين بتأمين سياراتهم الآن تقسيط مبلغ بوليصة التأمين على أربع دفعات من دون فوائد وعلى مدى 12 شهراً. 
وأوضح جلميران، أن الشراكة الحالية تغطي التأمين على السيارات فقط، وتوجد نية لدى الشركة لتوسيع نطاق الخدمات والعرض لتشمل كافة منتجات التأمين الشخصي التابعة للشركة، ما يمنح العملاء فرصة التخطيط لإدارة أموالهم والاستفادة من العروض المميزة، مع توفير خطة دفع بدون فوائد ولا رسوم على جميع المنتجات التأمينية، مشيراً إلى أنه للاستفادة من الخدمة، يتوجب على العملاء إتمام التسجيل على حساب «تابي»، ثم إجراء عملية الدفع من الموقع الإلكتروني أو عبر تطبيق الهاتف المحمول.

قاعدة العملاء
ومن جهته، قال وليد حسونة، الرئيس التنفيذي لشركة «ڤاليو»: إن حلول الشراء الآن والدفع لاحقاً (BNPL) تتيح للمتسوقين عبر الإنترنت حلول سداد سريعة وميسرة تساهم في تسهيل الحصول على المنتجات، فضلًا عن مساعدة الشركات على التوسع بنطاق قاعدة عملائها. 
وأكد أن الشركة وقعت اتفاقية تعاون مع منصة «نون» المتخصصة في مجال التجارة والتسوق الإلكتروني في مصر، يتم بمقتضاها تزويد عملاء «ڤاليو» و«نون» بخطط سداد مرنة للتسوق على منصة «نون» الإلكترونية.

وذكر أن هذه الشراكة سوف تتيح لعملاء «نون» و«ڤاليو» إمكانية الحصول على خطط تمويل ميسرة صممت خصيصاً لتناسب احتياجات كل العملاء لسداد مشترياتهم، والتي تضم الملابس والأجهزة الإلكترونية ومستلزمات الصحة والجمال، والأدوات المنزلية والعناية بالطفل والبقالة وغيرها، منوهاً بأنه بالإضافة إلى ذلك، ستتيح هذه الاتفاقية لشريحة واسعة من العملاء إمكانية الحصول على المنتجات بأسعار معقولة من خلال باقة متنوعة من حلول السداد الميسّرة، وتشجيع المزيد من العملاء على شراء منتجاتهم المفضلة عبر شبكة الإنترنت.

سلوكيات الدفع للمستفيدين من الخدمة
أفاد ماريوس سيافولا، الرئيس التنفيذي لشركة «تريدلنغ»، والتي تعد سوقاً إلكترونية رائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تركز على المعاملات بين الشركات، بأن الحلول المالية التي تقدمها الشركة حالياً، تشمل تسهيلات ائتمانية مباشرة تسمح للشركات التي تتخذ من الإمارات مقراً لها بشراء منتجات من مجموعة واسعة من البائعين في 14 فئة مختلفة بشروط دفع مؤجلة تتراوح بين 30 و60 و90 يوماً.
وأعلن أن الشركة أبرمت اتفاقية مع شركة الاتحاد للمعلومات الائتمانية لتقديم تسهيلات ائتمانية أفضل للمشترين على المنصة، حيث سيعمل الطرفان على رقمنة عمليات التقييم الائتماني للشركات وتسهيل الحصول على التاريخ الائتماني للمؤسسات والشركات الصغيرة والمتوسطة التي تتطلع إلى الاستفادة من أي من عروض التمويل التي توفرها المنصة.
وأضاف سيافولا، أنه كجزء من الاتفاقية، سيتمكن البائعون المحليون والدوليون على المنصة من تحديد الشركات التي تتمتع بتصنيف ائتماني جيد وتوسيع شروط التمويل المتاحة لهم، ما سيوفر للمشترين فرصة التركيز على تعزيز نمو أعمالهم وتوسيع نطاقها بسهولة، كاشفاً أن «تريدلنغ» ستقوم بإبلاغ «الاتحاد للمعلومات الائتمانية» بسلوك السداد للشركات التي استفادت من التسهيلات الائتمانية على المنصة، بحيث تظهر في التقارير الائتمانية الخاصة بالمقترض، والتي ستؤثر في النهاية إيجاباً أو سلباً على التقييم الائتماني الخاص به.