يوسف العربي (أبوظبي)

يأتي قطاع البناء بمراحله الثلاث التي تشمل التصميم والتطوير والبناء من بين أكثر القطاعات استفادة من تقنيات «ميتافيرس»، بحسب خبراء ومتخصصين.
 وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»: إن استخدام «الإنترنت» ينتقل من الاستخدام التقليدي إلى الجيل الثاني باستخدام أحدث جيل من الأجهزة المتصلة متعددة الحواس، مثل نظارات الواقع المعزز (AR)، وسماعات الواقع الافتراضي (VR)، مع التركيز على الجيل ثلاثي الأبعاد، مثل الانغماس ثلاثي الأبعاد، والشعور بالوجود المادي في العالم الافتراضي، والتفاعل مع عالمنا الحقيقي.
ولفتوا إلى أن استخدام هذه التقنيات المتقدمة مستقبلاً سيمكّن المصممين والمعماريين من تجربة المباني قبل إنشائها، ما يتيح استخدام أذكى وأكثر فعالية للمساحات، كما تتيح هذه التقنية لمديري المشروعات متابعة تطور مراحل البناء عن بُعد.

  • هاربريت سيث

الجيل التالي 
 وقالت الدكتورة هاربريت سيث، أستاذ مشارك، رئيس قسم الهندسة المعمارية ومدير الدراسات - كلية الطاقة وعلوم الأرض والبنية التحتية والمجتمع في جامعة هيريوت وات دبي لـ «الاتحاد»، إن استهلاك «الإنترنت» بشكل أساسي يأتي في أشكال ثنائية الأبعاد وبطريقة تقليدية، حيث تعد أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة التلفزيون الذكية بمثابة الجيل الأول من الأجهزة المتصلة والتي جمعتنا معاً في تجارب عبر «الإنترنت».
 وأوضحت أن أحدث جيل من الأجهزة المتصلة ينتقل إلى أشكال أخرى متعددة الحواس، مثل نظارات الواقع المعزز (AR)، وسماعات الواقع الافتراضي (VR)، مع التركيز على الجيل ثلاثي الأبعاد، مثل الانغماس ثلاثي الأبعاد، والشعور بالوجود المادي في العالم الافتراضي، والتفاعل مع عالمنا الحقيقي. 
ونوهت بأنه على الرغم من أن هذا المفهوم لم يتجاوز عمره عاماً واحداً، إلا أن المسؤولية تقع على عاتق المستخدمين الأوائل لتحقيق نتائج إيجابية منه، باعتبارها أحد الصناعات الأسرع نمواً، فإن قطاع البناء سيستفيد منها في المستقبل ليس الصناعة الأساسية فحسب، ولكن أصحاب المصلحة الآخرين المشاركين، مثل المصممين والمهندسين المعماريين ومديري المشاريع سيستفيدون من اعتماده وتطبيقه.

الواقع الافتراضي 
وقالت إنه في حين أن التصور ثلاثي الأبعاد كان شائعاً في البناء، فإن استخدام «AR» و«VR» سيكون الخطوة التالية حيث ندخل عصر «ميتافيرس». 
ولفتت إلى أن الـ «ميتافيرس» هو عبارة عن مساحة للواقع الافتراضي، حيث يمكن للمستخدمين التفاعل مع بيئة تم إنشاؤها بوساطة الكمبيوتر والمستخدمين الآخرين، حيث إنه تطور ثلاثي الأبعاد لـ«الإنترنت» يمثل عالماً افتراضياً يمكن تجربته مثل العالم الحقيقي. 
ونوهت بأن تكنولوجيا الـ «ميتافيرس» لديها القدرة على إحداث ثورة في العالم، حيث سيساعد استخدام وتطبيق تقنيات الـ «ميتافيرس» في صناعة البناء المصممين والمهندسين المعماريين بشكل كبير على إنشاء مساحات بطريقة فعالة بشكل متزايد ومبتكر، حيث سيوفر لهم فرصة لتجربة المكان أثناء بنائه.
 وقالت: إن المهندسين المعماريين والمصممين اعتمدوا بشكل تقليدي على النمذجة ثلاثية الأبعاد والتصورات لتصميم المساحات ومع ذلك، فإن ظهور تكنولوجيا الـ «ميتافيرس» والقدرة الفريدة للتكنولوجيا لمساعدة الأفراد على المشي من خلال تمثيل شبه حقيقي للمكان، يفيدهم على نحو مضاعف. 

متابعة عن بُعد 
ولفتت إلى أنه يمكن للمهندسين المعماريين والمصممين التعاون في مفاهيم التصميم عن بُعد من خلال كونهم جزءاً من تصميم المبنى في «ميتافيرس»، بالإضافة إلى ذلك وبالنسبة لمديري مشاريع البناء، من المهم للغاية أن يكونوا على دراية كاملة بمراحل تصميم المبنى وبنائه، بينما لا يمكن أن يكونوا موجودين في كل مكان، فيمكن لمديري المباني أن يراقبوا كل شيء يحدث في مرحلة البناء بمساعدة التمثيل الافتراضي لبيئة البناء. وقالت إنه علاوة على ذلك، من الضروري فهم أهمية تقنيات الـ «ميتافيرس» في جميع مراحل البناء الثلاث، مثل التصميم والتطوير والبناء في هذه المراحل، يوفر المفهوم إحساساً شبه حقيقي بالمنتج النهائي من خلال AR وVR.
ونوهت بأنه في حين أن المهندسين المعماريين والمصممين ومديري المشاريع سيستفيدون بلا شك من تكنولوجيا «ميتافيرس»، فإن هذه المهن ستساعد أيضاً في عملية البناء الفعلية.
وقالت: إن المهندسين المعماريين والمصممين مهمون للغاية لإنشاء أي مساحة في البيئة الافتراضية، من تصميم المساحات الداخلية إلى المساحات الخارجية لأن قدرات تكنولوجيا «ميتافيرس» لا تزال ناشئة وقيد التطوير ولم تتم رؤيتها واستكشافها بعد ومع ذلك، نظراً لأن العالم أصبح أكثر اتساقاً مع التكنولوجيا المتقدمة، فإنها مسألة وقت فقط قبل أن تصبح مورداً شائع الاستخدام في العالم وفى جميع المجالات.

  • إدوارد بعقليني

مبانٍ ثلاثية الأبعاد 
قال المهندس إدوارد بعقليني، المدير التنفيذي لشركة ثري دي فينشش «3D Vinci» المتخصصة تكنولوجيات المباني ثلاثية الأبعاد: إن «ميتافيرس» من التقنيات الناشئة التي ستضطلع بدور بارز في قطاع البناء والتطوير في المستقبل القريب.
 وأضاف أن هذه التقنية ستوفر تفاعلاً أكثر واقعية وانغماساً، ما يتيح للمصممين والمعماريين تجربة المباني قبل إنشائها، ما يتيح استخداماً أذكى وأكثر فعالية للمساحات، كما تتيح هذه التقنية لمديري المشروعات متابعة تطور مراحل البناء عن بُعد.
 ونوه بأن شركات البناء، لا سيما تلك المتخصصة في تقنيات المباني ثلاثية الأبعاد، تتابع من كثب التطورات المتلاحقة لهذه التقنيات الناشئة، لاسيما أنها تعزز من سرعة وفعالية عمليات البناء.

  • محمد المطوع

 ومن ناحيته، قال محمد المطوع رئيس مجلس إدارة شركة «الوليد العقارية»: إن تقنيات الـ «ميتافيرس» ستحول الأفراد والصناعات من مستخدمين للإنترنت إلى جزء منه في عالم انغماسي جديد يجمع بين الواقعي والافتراضي.
 ونوه بأن دمج الـ «ميتا فيرس» في تقنيات البناء سيستغرق المزيد من الوقت، لكنه سيضطلع بعد ذلك بدور مهم، حيث سيتمكن المصممون والمعماريون من تجربة المباني قبل إنشائها، ما يتيح استخداماً أذكى وأكثر فعالية للمساحات، كما ستتيح هذه التقنية لمديري المشروعات متابعة تطور مراحل البناء عن بُعد.
 ونوه بأن تقنيات الـ «ميتافيرس» ستوفر للمعماريين مجالاً غير محدود لإيجاد الأفكار والتصميمات الخلاقة، كما تسهم هذه التقنيات رفع الكفاءة بشكل عام.