حسام عبدالنبي (دبي)

تفضل نسبة كبيرة من أفراد المجتمع التعامل مع البنوك الإسلامية من أجل التوافق مع متطلبات الشريعة الإسلامية، ولكن دون إدراك للفروق الأساسية بين منتجات البنوك الإسلامية والمنتجات المصرفية التي توفرها البنوك التجارية (التقليدية). ويعتقد كثيرون أنه لا توجد فروق جوهرية بين البنوك الإسلامية والبنوك التجارية إلا في المسميات، فالبنوك الإسلامية تستبدل كلمة القرض بالتمويل، وتستبدل كلمة الفائدة بالربح من دون إدراك التفاصيل. وعادة ما يذهب العميل إلى البنك الإسلامي لفتح حساب جار أو حساب توفير، ويوقع المستندات المطلوبة من دون أن يعرف آلية عمل هذه الحسابات، وقد يجهل أن البنوك الإسلامية تتيح له فتح حسابات للأبناء القاصرين، كما لا يعرف أن البنوك الإسلامية توفر منتجات استثمارية متوافقة مع الشريعة الإسلامية تختلف عن المنتجات الاستثمارية الأخرى، إلى جانب أن العميل دائماً ما يذهب إلى البنك الإسلامي من أجل الحصول على تمويل سواء شخصي أو سكني، ويوقع الطلب من دون أن يشغل باله بمعرفة كيفية وأسس إتمام المعاملة وفق متطلبات الشريعة الإسلامية.

الحساب الجاري
الحساب الجاري في البنوك الإسلامية، يعتبر حساب وديعة تحت الطلب يقوم على مبدأ القرض الحسن (أي الإقراض بدون أرباح)، حيث يقوم بموجبه المتعامل المودع (صاحب الحساب) كمقرض بإيداع أمواله لدى البنك (كمقترض) بصورة مستمرة. ويتم التعامل مع هذا الحساب على أنه تمويل بدون أرباح، حيث يضمن البنك للمقرض إيداع الرصيد واسترداده من البنك عند الطلب. ولا يستحق على المبلغ الذي يتم إيداعه في الحساب الجاري الإسلامي أية أرباح استثمارية ولا يتحمل المودع صاحب الأموال أية مخاطرة.
وببساطة يمكن القول إن الحساب الجاري هو حساب مصرفي يمكن (للعميل لدى البنك) استخدامه لإدارة المشتريات والمدفوعات اليومية. وهو أيضاً الحساب الذي يتم تحويل الراتب إليه، ويتم عن طريقه خصم الفواتير وسحب الأموال من أجهزة السحب النقدي، وعلاوة على ذلك، يستخدم الحساب بشكل كبير لسداد قيمة الخدمات والمشتريات اليومية عبر بطاقة الخصم.
وتجدر الإشارة إلى أن شروط فتح الحساب الجاري أو الحفاظ على حد أدنى للرصيد أعلى بكثير مما يتطلبه حساب التوفير، ولكن مع ذلك، يمكن للأفراد الاستفادة من المزيد من التسهيلات من خلال الحساب الجاري مثل تسهيل «الراتب المقدم سلفًا» وعمليات السحب أو الإيداع غير المحدودة، مع المزيد من الميزات المناسبة لجميع الأغراض التجارية.

الاستثمارات الإسلامية
تقدم بنوك إسلامية خدمات استثمارية لجميع أنواع المتعاملين من الشركات والمؤسسات والجهات السيادية/ وشبه السيادية (الصناديق الحكومية). وبالنسبة للمستثمرين الأفراد، يوفر البنك الإسلامي خدمات المشورة والنصائح القيمة حول كيفية تنمية رأس المال والتخطيط للمستقبل. ويتمثل الفارق بين الاستثمارات الإسلامية، والاستثمارات غير المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، في مفهوم (الفائدة) التي تعد أحد الاختلافات الجوهرية بين ممارسات الاستثمار المتوافقة وغير المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية. وإذا تم تمويل المشروع عن طريق القرض مع الالتزام بدفع الفائدة، فلن يتم تقاسم مخاطر النشاط التجاري بشكل عادل. وعادة ما تكون أدوات الاستثمار الإسلامي مدعومة بالموجودات، حيث يتلقى المستثمرون ربحاً مباشراً بدلاً من الفائدة، ونتيجة لذلك تعتبر هذه الأدوات أكثر استقراراً، ويتم تقاسم المخاطر بشكل متساوٍ. وتشمل منتجات الاستثمار الإسلامي هيكلة وتنفيذ الصكوك، تسهيلات التمويل المشتركة – وجميع تمويلات المشاريع المهيكلة والموثقة وفقا لمبادئ الشريعة.

حسابات للقاصرين
تتيح البنوك الإسلامية إمكانية فتح حسابات توفير للقاصرين، من أجل إكسابهم وعياً مالياً في سن مبكرة وتعليمهم أهداف وسبل الادخار. وتوفر تلك الحسابات طريقة بسيطة وممتعة للشباب لفهم ماهية الحساب المصرفي وأهمية الحصول عليه. وفي بعض الأحيان، تحدد حسابات التوفير أنواعاً معينة من التحويلات أو السحوبات التي يمكنك إجراؤها من الحساب كل شهر أو عام.

التمويل الإسلامي
يعني التمويل في البنوك الإسلامية أن عميل البنك يمكن أن يستفيد من بعض التسهيلات مثل شراء السيارة والمنزل والسلع والموجودات، وما إلى ذلك من خلال هياكل متوافقة مع الشريعة الإسلامية، على أن يقوم بدفع الأقساط الشهرية للبنك. ويمكن للأفراد الاستفادة من خدمة التمويل الإسلامي عبر تقديم طلب مباشر للحصول على هذه التسهيلات سواء عبر الإنترنت أو عبر الهاتف أو شخصياً من خلال زيارة أقرب فرع للبنك. وبمجرد موافقة البنك الإسلامي على طلب التمويل (والذي سيحدث عادةً بعد التحقق من تقييم العميل وسجله الائتماني) سوف يقدم البنك الإسلامي للعميل العرض، وبمجرد القبول لذلك العرض، سيطلب من العميل تقديم المستندات المطلوبة للاستفادة من التسهيلات التي يرغب في الحصول عليها. وبعد انتهاء هذه العملية، سيقوم الحاصل على التمويل بسداد أقساط شهرية منتظمة وفقاً لجدول الدفع المتفق عليه، حتى يتم سداد إجمالي قيمة التسهيلات المقدمة.

حساب التوفير
تم تصميم حساب التوفير الاستثماري في البنوك الإسلامية على أساس مبدأ المضاربة، حيث يمكن للمودع (صاحب المال) إيداع مدخراته كوديعة لفترة غير محدودة لدى البنك الإسلامي (المضارب) ويفوض البنك باستثمار هذه الأموال على أساس عقد المضاربة المطلقة وفقاً لمبادئ الشريعة الإسلامية.
ومنذ اليوم الأول تشارك الأموال المستثمرة التي تم إيداعها في حساب التوفير في الربح، حيث يتم استثمار الأموال المودعة في حسابات التوفير الاستثمارية وحسابات الودائع الاستثمارية الأخرى المطلقة على أساس المضاربة المطلقة في صندوق استثماري مشترك بين المودعين والمساهمين. ويتم تحديد استحقاق الربح للمودعين بموجب النسب المعلنة من البنك الإسلامي وعند توزيع الأرباح، يؤخذ بالاعتبار متوسط رصيد الوديعة أثناء فترة توزيع الأرباح. ونظراً لأن حساب التوفير الاستثماري يقوم على أساس مبدأ المضاربة، فإنه في حالة حدوث أي خسارة، يتحمل المودع (رب المال) خسارة تناسبية مقسمة بحسب حصته في المضاربة. وفي حال كان المبلغ المودع (في أي يوم) في هذا الحساب أقل من الحد الأدنى المطلوب، فسيتم التعامل مع الحساب كحساب جار، ولن يحق له المشاركة في الأرباح المحققة.
وباختصار يعد حساب التوفير خياراً مناسباً لتوفير الأموال أو فتح حساب للقاصرين، بعملات مختلفة، وكسب الربح من الوديعة، وهو مفيد لمواجهة أية حالات طارئة مستقبلية.

التخلف عن السداد
قد يتعرض الأفراد الحاصلون على تمويلات إسلامية لظروف طارئة تجعلهم يتخلفون عن سداد أقساط التمويل الشهرية، وعند التخلف عن السداد، لا تفرض البنوك الاسلامية رسوم تأخير أو التخلف عن السداد، ولكن وفقاً لوثائق معاملة التمويل، يتعهد العميل الحاصل على تمويل بأنه في حالة التأخر في السداد، سوف يتبرع بمبلغ محدد ليتم تحويله من قبل البنك إلى حساب خيري نيابة عنه، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التأخير في السداد إلى تراجع التقييم الائتماني للعميل ذاته.
وتنصح البنوك الإسلامية المتعاملين الحاصلين على تمويل، والذين حدثت لهم ظروف معينة أو تمت إقالتهم من عملهم، أو واجهوا أية صعوبات أخرى أثرت على استقرار مواردهم المالية، وجعلتهم غير قادرين على سداد المستحقات في الموعد المحدد، بالاتصال بالبنك الإسلامي، لمساعدتهم على تجاوز الأوقات الصعبة.
وعادة يوفر البنك الإسلامي المساعدة من خلال الإصغاء إلي المتعامل لمعرفة وضعه المالي والتوصل إلى حلول ممكنة يمكن أن تساعد على المدى القريب والمتوسط والبعيد، وقد تشمل الحلول أخذ إجازة مالية أو إعادة هيكلة الديون بحيث تخف الأعباء المالية، لأن عودة المتعثر إلى المسار الصحيح ستمكنه من سداد الأقساط في النهاية.

التمويل السكني
تم تصميم التمويل السكني المتوافق مع الشريعة الإسلامية بشكل مختلف عن منتجات التمويل العقاري غير الإسلامية، إذ يعتمد التمويل السكني على مبادئ (الإجارة) وبموجبها يقوم البنك الإسلامي بشراء عقار أو حصة غير مقسمة منه (العقار) من بائع طرف ثالث أو المتعامل ثم تأجيره للمتعامل لفترة زمنية معينة على أساس الإجارة المنتهية بالتمليك. عند الانتهاء بنجاح من فترة الإيجار، سيكون البنك الإسلامي ملزماً ببيع العقار للمتعامل مقابل قيمة رمزية. ويطلب البنك الإسلامي ضمانات لحماية نفسه إذا كان المتعامل الحاصل على تمويل غير قادر على سداد الأقساط الشهرية، لذلك، سيكون العقار مملوكاً للبنك طوال فترة التمويل، ولكن قد يبقى مسجلاً باسم الحاصل على التمويل ومع ذلك، سيظل العقار مرهوناً لدى دائرة الأراضي لصالح البنك الإسلامي كضمان.