حسونة الطيب (أبوظبي)

من أقدم الغلال التي استخدمها الإنسان الأول في غذائه، ومن المحاصيل الرئيسية في العصور القديمة لصناعة الخبز. الشعير، نبات عشبي حولي ينتمي للفصيلة النجيلية، وغير صالح للأكل مباشرة، إلا بعد إزالة الألياف والقشرة الخارجية منه. شكل أحد المحاصيل الأساسية في العصور القديمة، في منطقة الهلال الخصيب قبل 8 آلاف سنة وعند الفراعنة قبل 5 آلاف سنة. 
تتركز زراعة الشعير، في المناطق المعتدلة في فصل الشتاء وفي الشمالية الباردة في فصل الربيع، حيث يملك مقدرة على تحمل الملوحة والجفاف، بالمقارنة مع محاصيل الغلال الأخرى. ومن أفضل أنواع الشعير، الشعير العشب ولؤلؤة الشعير والمقشور والمُكسر ومسحوق الشعير الأخضر والدقيق وماء الشعير والرقائق والفريك وغيرها. 
والشعير العشب، هو البراعم الصغيرة من النبتة بطول لا يتعدى بوصات قليلة، وهي غنية بالفيتامينات والمعادن والبروتينات. ولؤلؤة الشعير، هي الأكثر توفراً في الأسواق، ومن بين أكثر الأنواع الأخرى التي يتناولها الناس في وجباتهم اليومية الخفيفة. أما الشعير المقشور، فعادة ما يتناوله الناس، بعد إزالة الطبقة الخارجية منه، ويستغرق وقتاً أطول للطهي. ويعتبر الشعير المكسر، من أفضل أنواع الشعير سريعة الطهي، التي لا تزيد عن 10 دقائق. ومسحوق الشعير الأخضر، هي المكون الرئيسي لعصير الشعير، حيث تتم إضافة بعض الفيتامينات والمعادن لهذا المسحوق لأغراض تجارية. ويستخدم دقيق الشعير، في تحضير المخبوزات والحساء. وفي ماء الشعير، يتم نقع البذور لساعات طويلة أو غليه لدقائق، حيث يتميز بفوائد كثيرة للمصابين بأمراض الكلى والمثانة. ومن رقائق الشعير، تتم صناعة دقيق الشوفان، وذلك عبر تبخير النواة ولفها وتجفيفها. 
يغطي الشعير، نحو 70 مليون هكتار من الأراضي الزراعية حول العالم، حيث تستحوذ روسيا على القدر الأكبر من هذه المساحة. كما تستحوذ الدول النامية، على 25% من مجمل المساحة المزروعة عند 18.5 مليون هكتار. واحتل الشعير، المرتبة رقم 4، بين أكثر الغلات الزراعية إنتاجاً في العالم في 2017، محققاً 149 مليون طن متري، بعد الأرز والقمح والذرة. 
وتراجع معدل الإنتاج العالمي للشعير، من 160.5 مليون طن متري في موسم 2020/2021، لنحو 147 مليون طن متري في موسم 2021/ 2022. وبينما تشكل الدول النامية 18% من الإنتاج العالمي، بنحو 26 مليون طن، تحل روسيا على رأس الدول المنتجة، محققة 20.6 مليون طن في موسم 2020. وتشكل كل من، أستراليا وكندا والمملكة المتحدة وتركيا، 57.8% من الإنتاج العالمي. 
وتعتبر روسيا أيضاً، من أكثر الدول استهلاكاً للشعير في العالم، بمعدل 17.5 ألف طن متري، تليها كندا، بنحو 9.6 ألف طن ثم أوكرانيا عند، 8.3 ألف طن متري. وفي حين يتم استهلاك نحو 70% من الشعير كعلف للحيوانات، تذهب النسبة المتبقية، لاستخدامات الإنسان الغذائية المختلفة، مثل الخبز والعصيدة والحساء ومنتجات الأدوية.
ووسط أزمة وباء كورونا والتداعيات التي خلفها، من المتوقع بلوغ حجم سوق الشعير، 24.7 مليار دولار، بحلول العام 2027، بنسبة نمو سنوي مركب قدرها 2%، في الفترة بين 2020 إلى 2027، من واقع 21.5 مليار دولار في 2020. 
يتميز الشعير، بفوائد صحية كثيرة من بينها، الوقاية من هشاشة العظام وتقويتها، لاحتوائه على المغنيسيوم والحديد. وبما أنه مصدر غني بالألياف، يساعد ذلك، في التخلص من مشاكل القولون والتقليل من الإصابة بسرطان القولون والبواسير. ويساعد كذلك، في إنقاص الوزن الزائد وتقليل فرص الإصابة بأمراض القلب والالتهابات. كما يحتوي الشعير على مادة النياسين، التي تساعد على خفض نسبة الكوليسترول وضبط مستوى السكر في الدم. ويستخدم ماء الشعير، في علاج العديد من الأمراض مثل، السل وأمراض الصدر والسعال وخشونة الحلق ويعد مقوياً للأعصاب ومجددا للقوى ومنشطا للكبد وخافضا لضغط الدم.