حسونة الطيب (أبوظبي)
مادة من الطبيعة وإليها، تُضفي الجمال وتبعث الراحة في المكان، وهي عُصارة مزيج الطين مع الماء وعناصر أخرى، توضع على قوالب في أفران مخصصة، لتتحول لمادة أكثر صلابة تُعرف بالسيراميك. تتباين استخدامات السيراميك بين، الأرضيات والطوب والزجاج والمراحيض والأطباق وغيرها.
ومن أكثر أنواع السيراميك شيوعاً، الخزف والبورسلين والطوب. وكانت أقدم الأنواع التي صنعها الإنسان، عبارة عن منتجات فخارية من أوانٍ وقناني وتماثيل وغيرها. وفي وقت لاحق، تم تزجيج السيراميك وحرقه لإنتاج أسطح ناعمة وملونة، ما يقلل من المسامية عبر استخدام الطلاء.
ويوجد نوعان من السيراميك، من حيث امتصاص الماء، أحدهما مساماته مغلقة يمنع تسرب الماء للداخل، حيث يكون استخدامه ملائماً في أماكن الرطوبة للأرضيات في المطابخ والحمامات، بيد أنه يتميز بانتقال الصوت عبره. أما النوع الثاني الذي يمتص الماء، فمساماته واسعة، ويناسب في استخدام أرضيات الغرف والممرات، ويحول دون انتقال الصوت عبره.
ويتنوع السيراميك، بين خشن وناعم الملمس، حيث يتميز الأول ببروز نقوشه واستخدامه في أرضيات المنازل، بينما عادة ما يتصف الثاني، باللمعان وسهولة التنظيف وغير قابل للخدش، حيث يفضله الناس على الأول، لكنه سهل الانزلاق، ما يجعل استخدامه غير ملائم في المطابخ والحمامات.
وتشمل أنواع السيراميك الحالي، الاستخدامات المحلية والصناعية وأعمال البناء، فضلاً عن سلسلة واسعة من المواد التي تم تطويرها لاستخدامها في هندسة السيراميك المتقدمة مثل، في أشباه الموصلات.
وتنقسم استخدامات السيراميك إلى 4 أقسام من حيث الاستخدامات، هيكلي، يتضمن الطوب والأنابيب والأرضيات والأسطح، والحراريات مثل، بطانات الأفران وأجهزة إشعاع حرائق الغاز ويوتقات صناعة الفولاذ والزجاج، وفي الأدوات المنزلية مثل، أدوات الموائد والطهي ومنتجات الفخار والأدوات الصحية، وأخيراً الاستخدامات الفنية أو الهندسية مثل، فوهات مواقد الغاز وزراعة الأعضاء وطلاء مراوح توربينات محركات الطائرات وفي برامج مكوك الفضاء ومواسير الصواريخ وغيرها.
يعود أصل كلمة سيراميك، لللفظ اليوناني (كيراميكوز)، التي تعني، من الفخار. واكتشف علماء الآثار، أن استخدام الإنسان للسيراميك، يعود لنحو 2.4 ألف سنة قبل الميلاد. وتم العثور على هذه الخزفيات، في منطقة تشيكوسلوفاكيا، وكانت عبارة عن تماثيل وألواح وكرات حيوانية وبشرية. كما كان هذا السيراميك، مصنوعاً من دهون وعظام حيوانية ممزوجة برماد العظام ومادة ناعمة شبيهة بالطين.
وتشمل منتجات السيراميك، شفرات السكاكين، التي تتميز ببقاء حدتها لأطول فترة ممكنة، بالمقارنة مع المصنوعة من المعدن، إلا أنها سهلة الكسر، بالإضافة إلى أقراص مكابح (الفرامل) السيارات، التي تقاوم فشل عمل المكابح عند درجات الحرارة العالية.
ويقدر الإنتاج العالمي من السيراميك، بنحو 16.09 مليار متر مربع في 2020، في زيادة ملحوظة مقارنة بعام 2019، حيث تراجع الإنتاج لأقل من 13 مليار متر مربع. وتحل الصين، في مقدمة الدول المنتجة والمصدرة في 2020. وتعتبر شركة موهوك إندستريز الأميركية، أكبر المنتجين للسيراميك، حيث تراوح إنتاجها بين 230 إلى 250 مليون متر مربع في عام 2020.
كما بلغ استهلاك العالم من السيراميك، 16 مليار متر مربع في 2020، مقارنة مع 12.4 مليار متر في 2019. وبلغت قيمة سوق السيراميك العالمية، نحو 247.4 مليار دولار في 2020، مع توقعات بتحقيق المزيد من النمو، بنسبة تصل لنحو 4.4% في الفترة بين 2021 إلى 2028.