حسونة الطيب (أبوظبي)

لا تمر ثانية إلا ويذاب فيها شيء من السكر، سواء في المشروبات أو الحلويات، ما يؤكد حقيقة أن القصب الذي يتم إنتاج السكر منه، هو أكثر المحاصيل المُنتجة في العالم. وبمقدرته على تحويل كل مر إلى حلو، كان استخدامه في الماضي، حكراً على الطبقات الراقية في أوروبا. ويعتمد إنتاج السكر في معظمه على القصب وبنسبة تناهز %80، بينما يستحوذ الشمندر (البنجر)، على النسبة المتبقية. وبينما يناسب زراعة الأول، المناخ الاستوائي الدافئ، ينمو النوع الثاني، في المناخات الرطبة والباردة. ويعود أصل قصب السكر، لغينيا الجديدة منذ آلاف السنين، لينتشر بعد ذلك في بقية أنحاء العالم عبر الهجرات الإنسانية إلى جنوب شرق آسيا والهند، ثم شرقاً إلى المحيط الهادئ. 
حقق إنتاج قصب السكر، رقماً قياسياً في 2019، ليناهز 1.9 مليار طن متري، ليتراجع بعدها لنحو 1.82 مليار طن في موسم 2020-2021. وبالنظر للمحاصيل الـ5 الأولى، لم يطرأ أي تغيير على ترتيبها من حيث حجم الإنتاج خلال السنوات الخمس الماضية. وبينما تحتل الذرة، المركز الثاني بواقع مليار طن متري، يحل الأرز والقمح والبطاطس، في المراكز الثالث والرابع والخامس على التوالي.
وتعتبر البرازيل، أكبر الدول المنتجة لقصب السكر في العالم، متفوقة على الهند في الموسم الزراعي الماضي 2019 – 2020، بإنتاج قدره 29.9 مليون طن متري، مع توقعات بارتفاعه بما يزيد على 40% لأكثر من 42 مليون طن خلال الموسم 2020-2021. ونجحت البرازيل، في زيادة إنتاجها، من خلال تحويل قدر كبير من القصب، لإنتاج السكر بدلاً من الإيثانول، الذي تحتل في إنتاجه المرتبة الثانية في العالم بعد أميركا. وبلغت صادرات البلاد من السكر، نحو 32.15 مليون طن خلال موسم 2020-2021.

كوبا وعاء السكر العالمي 
لكن تُعرف كوبا، بوعاء السكر العالمي، ويعود تاريخ إنتاج قصب السكر للحكم الإسباني، حيث تملك البلاد أكبر قطاع للسكر في العالم. 
من المتوقع استهلاك العالم من قصب السكر، نحو 1.74 مليار طن متري في الموسم الزراعي الحالي 2021-2022. ويقدر متوسط استهلاك الفرد من السكر في العالم، بنحو 23 كيلو جراماً سنوياً، حيث تعتبر أميركا الأكثر استهلاكاً بين الدول الأخرى، بمعدل 126 جراماً للفرد يومياً.
وبينما بلغت العائدات المالية السنوية لقطاع السكر العالمي، نحو تريليون دولار خلال السنة المالية 2019-2020، تقدر العائدات السنوية لسوق القصب، بنحو 252.8 مليار دولار، بحلول 2030، من أصل 212 مليار دولار في 2017. 

منتجات متعددة
وتتعدد المنتجات التي يتم استخراجها من قصب السكر مثل، سكر السكروز، المستخدم كعنصر محلي للمأكولات وصناعة الكيك، والحلويات، والمواد الحافظة، والمشروبات. ودبس السكر، السائل الذي يترسب عند فصل السكر من عصير القصب بعد غليه، المستخدم كعلف للحيوانات، فضلاً عن بيعه كمحلول مركز كنكهة لبعض الأطعمة. وكذلك تفل القصب، وهو عبارة عن بقايا القصب بعد استخلاص العصير منه، المستغل كوقود لمطاحن القصب ولإنتاج الإيثانول. وفي حين، ينتج قصب السكر كميات كبيرة من طاقة الكتلة، من الممكن تحويل هذه الطاقة، إلى إيثانول.
تتم عملية فصل السكر من القصب، عبر خطوتين فقط، طحن القصب في المطاحن، ثم تكريره واستخلاصه. ويعالج السكر مبدئياً، كمادة خام عند المطاحن بالقرب من مناطق الزراعة، نظراً لارتفاع تكلفة ترحيله. ولزراعة القصب، يتم قطع نحو 40 سنتيمتراً من ساق القصب وزراعته مرة أخرى بالاستعانة بالآليات الزراعية.

الأكثر استهلاكاً للماء 
ونظراً لكونه واحداً من بين أكثر المحاصيل استهلاكاً للماء، يتميز قصب السكر بآثار بيئية كثيرة، تنعكس على بعض المناطق ذات الطبيعة الحساسة وعلى التنوع الإحيائي. 
بجانب السكر، يمكن استخلاص العصير من القصب وبعض الأدوية التي تعالج العديد من الأمراض مثل، نزف الدم والالتهابات ومشاكل الكبد ومجري البول. كما أن القصب، غني بالسعرات الحرارية والبروتينات والدهون والكربوهيدرات، فضلاً عن أنه مضاد للأكسدة ويحتوي على نسب صغيرة من المعادن والماغنيسيوم وفيتامين ب.